اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل حكومة العبادي نجحت في محاربة الارهاب وفشلت في مكافحة الفساد المالي؟// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

هل حكومة العبادي نجحت في محاربة الارهاب

وفشلت في مكافحة الفساد المالي؟

جمعة عبدالله

 

يبدو ان الجهود المثابرة والمساعي الحثيثة المبذولة في محاربة الارهاب والارهابين من داعش وفروعها, تجني قطف ثمارها من المواجهات المسلحة الدامية مع تنظيم داعش على مختلف محاور القتال والجبهات المحتدة بالحروب الطاحنة في تحرير المدن والاراضي العراقية من الاحتلال الداعشي, ونجحت الحكومة في تحشيد وتجنيد الطاقات البشرية والمعنوية, وزجها في جبهات القتال, وانها كسبت الجولة الاولى من الحرب ضد عصابات داعش المجرمة, التي تضعضعت قدراتها وامكانياتها وعزيمتها القتالية كثيراً , وتكبدت خسائر فادحة لا تعوض, وانتقلت الى حالة الدفاع والتقهقر والتراجع, واضعفت بشكل مستمر المعنويات, واصبحت في حالة مهزوزة وميؤس منها لا تنقذها من فداحة تكبيدها الخسارة والاندحار والمصير الاسود المشؤوم الذي ينتظرهم, وقد بدأت بوادره تلوح بشكل واضح وكبير, في الهروب والفرار من الجبهات القتالية رغم القوانين الصارمة ضد عناصره بالاعدام والذبح من يفكر في محاولة الهروب والفرار, من يشارك في الانتكاس في المحاور الحربية. ان هذه المعنويات المنهوكة والمتضعضعة والمندحرة, بالهزائم المتكررة التي تذوق طعمها المر والحنظل تنظيم داعش الارهابي, وهذا يفتح الامل الكبير في الانتصار على الارهاب الدموي ودحره واسقاطه, ويفتح العزائم والمعنويات القتالية العالية, في التحضير لتحرير محافظة الانبار والموصل. ان هذه الانتصارات جاءت, بسبب التلاحم العريض والاسناد الشعبي الواسع, من قوات الحشد الشعبي وقوات ابناء العشائر السنية وقوات البيش مركة, التي تحالفت على طرد عصابات داعش, وتطهير الارضي العراقية وتوجيه ضربة قاصمة تشل قدراتهم بشكل نهائي, وتخليص المواطنين من شرورهم التخريبية والوحشية. ان هذه الانتصارات التي تحققها القوات العراقية, تزرع الامل بتوحيد صفوف الشعب واطيافه بالارادة الوطنية القادرة على صنع المعجزات. ان الارادة الوطنية هي التي انتصرت, وهي التي تنقذ العراق والعراقيين من الارهاب الدموي, وان يكسب معركة المصير بجدارة ويسحب البساط من عصابات داعش بتحججها وتذرعها بانها تدافع عن الطائفة السنية المغدورة والمهشمة, ولكن الواقع الفعلي يمزق هذه الادعاءات المزيفة والمخادعة, بدليل الاعدامات الجماعية التي كثرت رقعتها في الفترة الاخيرة بشكل رهيب, ضد ابناء بعض العشائر السنية, والدليل الاخر بان اكثر العشائر السنية حملت السلاح ضد عصابات داعش, وان التلاحم العريض من صفوف الشعب واطيافه, بالدفاع عن العراق يفتح الامل الكبير في في الوفاق والوحدة الوطنية المتماسكة, وهذا الطريق يشدد الخناق على الشحن الطائفي وخطابه  المقيت. وان كل المؤشرات تدل ان حكومة العبادي نجحت في الاختبار, في المواجهة ضد الارهاب الدموي بتشكيل جبهة وطنية عريضة يقطف ثمارها الآن الشعب, وهذا يحدونا الامل بفتح النيران على جبهة اخرى لاتقل اهمية عن شرور الارهاب الدموي وهو مكافحة غول الفساد المالي, الذي نهب البلاد والعباد, وساهم في تجويع الشعب وعدم تقديم الخدمات العامة الكافية وساهم تعويق تطور البلاد, ان الفاسدين استغلوا بضمائر ميتة المنصب والنفوذ, للسرقة واللصوصية والاختلاس والاحتيال, في تفريغ خزينة الدولة المالية. لذلك تبقى الانتصارات على داعش ناقصة ومبتورة, اذا لم تركز الجهود على هذا الجانب الحيوي والخطير. لان الارهاب والفساد, وجهان لعملة واحدة, ولا يتكلل الانتصار, إلا بمكافحة الفساد والفاسدين, وتطهير مؤسسات الدولة من طاعونهم الخطير, ولا يمكن الاستمرار بنهب مرافق الدولة بالفرهدة والفرهود, دون اتخاذ قرارات شجاعة ضد  الفاسدين, او دون تدخل الدولة ومحاصرتهم, مهما كان جبروتهم وشأنهم السياسي, وان عدم المجابهة لوباء الفساد, يعني ضياع واهدار التضحيات الكبيرة من ابناء العراق في الموجهة الحربية مع تنظيم داعش المجرم. فاذا ظل الفساد يعشعش في كل مرفق حكومي والفاسدين يجولون ويصولون بكل حرية دون تقليم اظافرهم وقص اجنحتهم والتضيق الخناق عليهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة بالازمة المالية الخانقة, ولا يمكن ان يدفع المواطن البسيط ضريبة سياسة التقشف, بينما الفساد والفاسدين, يمرحون في الرفاه والنعمة والترف والجنة, هذا ليس من العدل والانصاف, ولا يمكن ان يكون مقبولاً من ذوي الضائر الحية. فقد حان الوقت الملائم لمحاربة الفاسدين واللصوص والحرامية, الذين جعلوا العراق, مغارة (علي بابا) , وعليه ينبغي الاهتمام الجدي وتحشيد الجهود والمساعي لوضع حد لطاعون الفساد المالي , وتطهير حشراته وذبابه المسومة , ووضعها على مشرحة العدل والقصاص الصارم

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.