اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

احنه صف الأول أحسن الصفوف ..!!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

احنه صف الأول أحسن الصفوف ..!!

علي فهد ياسين

 

هذا مطلعُ نشيد كانت تردده أجيال متلاحقة في مدارس العراق، في سنواتِ كانت للمدارس شأن وللمعلم شأن وللعناوين الأخرى في المجتمع شأن، أيام كانت للضمائر والذمم وباقي الصفات الانسانية القدح المُعلى في المجتمع العراقي، قبل أن يقفز لرأس السلطة جلاد البعث وحثالته، ويشرعون في جرائمهم اللاانسانية، ويستمرون بها لأربعة عقود من التأريخ، كانت وبالاً على العراقيين وبلدهم المصنف في مقدمة البلدان الغنية بتأريخها وحضارتها وثرواتها وصفاء والفة عيش أبنائها ، رغم تنوع جذورهم القومية والاثنية .

أبناء العراق المخلصين لشعبهم ووطنهم ، في الوطن أو ممن غادروه قسراً ، مازالوا يحفظون في ذاكرتهم الأناشيد النظيفة من (وساخة) الدكتاتورية المقيتة، ويعيدون من خلالها تلك الأيام التي تربوا فيها على حب وطنهم والعلاقات النبيلة بمعلميهم وأساتذتهم وعموم المربين الأفاضل الذين ساهموا في بنائهم العلمي والأخلاقي والوطني النبيل، هؤلاء الأوفياء للقيم الانسانية التي كانت الأساس في بناء المجتمع العراقي ، تقاطعوا ضمناً مع أساليب الدكتاتورية سواء كانوا منتمين لأحزاب بعينها أومستقلين وليس لهم شأن بالسياسة، لأنهم في الأصل رافضين الخضوع لسياسة الـ ( قطيع ) التي هي جوهر الدكتاتورية .

هذا النشيد المحفز على التمييز والاجتهاد، هو واحد من اناشيد كثيرة كانت مدارس العراق تعتمدها لدفع التلاميذ للتباري مع اقرانهم وصولاً الى رفع المستوى العلمي العام للمدارس، وتأكيداً على المنافسة الشريفة التي تفرز الموهوبين وتحفز الآخرين للاقتداء بهم، قبل أن تطيح الدكتاتورية بهذا المنهج الصائب تحقيقاً لأغراضها، حين أعتمدت الالتفاف عليه وتحييده للدفع بعناصرها الموالية الى الصفوف الاولى رغم جهالتهم وضعف مستوياتهم العلمية ، لتحقق سيطرتها على التعليم ومخرجاته ، كما فعلت في جوانب الحياة الاخرى .

لقد ضخت الدكتاتورية فلسفتها في أناشيد تعبوية لاعلاقة لها بالفضاء العلمي وأصوله، تحقيقاً لأهدافها بالسيطرة على المجتمع وتوجيهه وفق مصالحها، فكانت النتائج خراباً عاماً للوطن والمواطن، بعد الدخول في دهاليز الحروب التي أتت على خزائن العراق التي كانت مكتنزة بثرواته وخيرة أبنائه، ومازالت آثار تلك الحروب أكبر بكثير من كل نتائج الاحصاء المعتمدة في العراق وخارجه .

اذا أعدنا بصوتِ عال هذا المدخل للنشيد الأثير على قلوبنا، نحن العراقيون الذين رددناه يوماً عندما كنا في الصف الأول الابتدائي، مضيفين له تكملة نصفه الآخر ليكون (احنه صف الأول أحسن الصفوف .. والميصدك بينه خل يجي ويشوف) ، سينقسم الشعب الى صفين، الأول هو صف الشعب وضحاياه وأبنائه البرره من المكتوين بسياسات الدكتاتورية المدمرة ، وممن لازالوا يعانون من سياسات بديلها الـ (الديمقراطي) ، والثاني هو صف المنتفعين في السابق والآن ، يقودهم ويحقق سيطرتهم المرتقين الى مواقع السلطة ممن لازالوا يعملون لأحزابهم ومصالحهم الخاصة على حساب مصالح الشعب .

والميصدك  بينه .. خل يجي ويشوف ..!!

 

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.