اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

داعش ... أداة التقسيم ورسم الحدود// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

داعش ... أداة التقسيم ورسم الحدود

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إن سرعة الاحداث والتطورات التي تمر بها العراق يزداد يوماً بعد يوم حتى باتت التحليلات والتنبؤ بما سيجري خارج القدرات الانسانية لأن مستحيل اليوم يتحقق في الغد حتى أصبح المستحيل وغير الممكن كلمات عديمة المعنى ... فيبدو العراق بلد تحقيق المستحيلات بسبب الولادة غير الطبيعية منذ تأسيسها وان بقاءها وحدة واحدة كانت نتيجة حكمها بالحديد والنار من قبل  من كان في السلطة رغم الثورات والانتفاضات في القرن الماضي وكانت هناك مشاريع للتقسيم ولكن المصالح الدولية وطريقة الحكم فيها حالت دون ذلك ولكن هذه المشاريع كانت تراقب الفرصة السانحة رغم تعدد واختلاف في الوسائل والمسميات حتى عام (2003) وبسقوط بغداد خرج دعاة مشروع التقسيم على الملاء ينادون بأنها الحل النهائي للمأسي والمعاناة في مقابل أصوات خجولة لدعاة الوطنية المزيفة بالرغم من فقدان العراق لهويتها فالشيعي يفتخر بإنتماءه الى مذهبه والكوردي الى قوميته والسني في حيرة من أمره بين معارضته ومشاركته السياسية في فترات مختلفة ... حتى بات للقاصى والدانى بان التقسيم الى أقاليم (فدرالية او كونفدرالية) او دويلات اصبحت قراراً حتمياً لامفر منه ولكن الية التقسيم في هذه المرحلة اختلفت عن سابقتها فإن الجماعات الارهابية تواجدت في العراق منذ فترة ليست بالقصيرة تحت اغطية متنوعة ولكن داعش التي مزجت الفكر الديني المتطرف بالفكر القومي الشوفينى لتخرج كجماعة ارهابية اسست دولتها على القتل والذبح والتدمير والاغتصاب فالأنسان في ظله خلق عديم الحقوق في الحياة تفعل به ماتشاء للترهيب والتخويف ولكن الذي لايختلف عليه اثنان ان (داعش) جماعة مسيرة لتحقيق أهداف معينة في المناطق التي تسيطر عليها وفي العراق عامة وان من ممارساتها تشمئز منه الضمير الانساني فإنها الاداة لرسم الحدود تمهيداً للتقسيم فعندما سيطرت على محافظة نينوى واستغلت مواردها اخرجت من كان فيها من المسيحيين والايزديين وكل شيعي من العرب والكورد والتركمان وبدأت تهاجم أقليم كوردستان في النصف الثاني من العام الماضي ولكن بجهود أبطال البيشمركة ودعم كل مواطني الاقليم ومساعدة طيران التحالف الدولي وعلى رأسها أمريكا تمكن من صد هجومها ودحرها وكسر شوكتها وهيبتها وقدم الشعب الكوردستاني تضحيات جسام ولكن هجوم داعش على الأقليم فتح الباب على مصراعيها لإعادة (95%) من المناطق الكوردستانية خارج الأقليم والتي كانت معروفة بالمناطق المتنازع عليها المؤشر اليها في المادة (140) من الدستور العراقي لعام 2005 وبذلك يكون قد رسم الحدود بين الأقليم والمناطق السنية المتاخمة وتم تطبيق هذه المادة المتنازعة عليها ولكن بطريقة أخرى غير المنصوص عليها في الدستور ولم تبقى الا اليسير من هذه المناطق .

ولكن مهمتها لم تنتهي عند هذه الحد لأن المناطق الفاصلة بين الأقليم السني والشيعي تحتاج الى رسم الحدود لوجود مناطق تتنازع عليها ورغم تعالى الأصوات لأبناء مدينة الرمادي بضرورة المساعدة وتقديم الاسلحة لأكثر من سنة إلا أن الحكومة الاتحادية ولتبريرات متعددة غض البصر من مطاليبهم وداعش تنتظر الفرصة حتى استغلت الاوضاع وانهيار المؤسسات العسكرية والامنية في الانبار واستطاعت السيطرة عليها وفعلت فعلتها كما فعلت في مدينة الموصل وأختلفت الروايات والتحليلات وأصبح هذا الانهيار حديث الساعة وخلفت وراءها المأسي من نزوج الناس الابرياء الى مناطق أخرى في ظل ظروف معيشية صعبة تندل منه الجبين ناهيك عن قتل أعداد كبيرة بأساليب متنوعة وتشير المعلومات بإتجاهها صوب الحبانية وأعلنت ان سيطرتها على مدينة الرمادي مفتاح لدخول بغداد حتى أصبحت الدخول الى بغداد امر يهم دولة إيران التي تدير الحكومة فيها ... لأنه وفق التحليلات السياسية واراء المقربين من اروقة صناعة القرار الامريكي تشير بأن بغداد سيكون عاصمة للأقليم (دولة) السنية وكركوك عاصمة أقليم (الدولة) الكوردية والنجف عاصمة للشيعة فإن زيارة وزير الدفاع الايراني لبغداد في (18/5/2015) دليل على مخاوف إيران من سقوطها بيد داعش .

ويشكل مختصر على الرغم من المأسي والمعاناة التي تخلفت وراءها هذه الجماعة الارهابية بكل مافي الكلمة من معنى إلا أنها قد رسمت الحدود بين الأقاليم المكونة لدولة العراق تمهيداً للتقسيم لأن أي مشروع من أجل إنجاحه وجعله أكثر واقعية لابد من تهيئة الأجواء والأرضية المناسبة له فإن تقسيم العراق بات مطلباً في هذا الوقت بعدما كان جريمة لاتغتفر في أوقات سابقة ولكن بسكينة داعش .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.