اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أساليب السيطرة على إدارة الوقت في الجيش والشرطة// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

أساليب السيطرة على إدارة الوقت في الجيش والشرطة

علي اسماعيل الجاف

باحث علمي

 

غالبا يكون هناك أشياء كثيرة في ذهن الإنسان تشغله وتربك خطته الذاتية مما يعني عدم المقدرة على تحقيق الأهداف او اعتماد سياق يومي واضح ومحدد في التعامل مع الأمور والمتطلبات وفقا الى الهدف والغاية العاجلة.  يتطلب الأمر ان يكون الانسان قادرا على رسم مساره الذاتي بنفسه وفق الوقت المتوفر له كبرنامج يومي مخطط بصورة محكمة ودقة عالية.  وتمثل الاعمال اليومية اجراءات مطلوب انجازها من قبل الفرد لخدمة نفسه او مجموعة ما وفق برنامج يوضع بخطة عمل ووقت مبرمج منطقيا ليكون قابل للتعديل او التغيير فيما يتعلق بالاعمال المدنية. وكذا الحال في القضايا والمواضيع والواجبات العسكرية التي يكون فيها الوقت حاسما واساسيا في تفعيل والقيام بالاعمال والخطط والبرامج وقد يحصل هناك عوارض او ازمات طارئة تتطلب ان يكون واضع الخطة او مقدم البرنامج ذو حنكة وقدرة ليتنبأ حول الاستعداد القادم بطرق واساليب محكمة ودقيقة لتناسب الموقف او الحدث والمرحلة.  هنا يلعب الاستعداد النفسي والذهني دورا كبيرا في السيطرة على الاعصاب الفردية والجماعية وفق منهج تطبيقي يشاع وينشر لرفع الروح المعنوية بزمن مناسب واسلوب يوافق الرؤيا العامة من بيئة وقانون وادارة، بحيث يتمكن الفريق والافراد من مواجهة وصد الهجمة الطارئة او العاجلة دون التاثير على الخطة المحددة والهدف المرسوم مسبقا.  بالحقيقة، يلعب الوقت دورا جوهريا في استثمار الفرص واعطاء المواجهة قيمة قصوى من حيث توفير المال والرجال والموارد الاخرى بجانب الوقت الملائم وفق رباعية: مال، رجال، مواد ووقت ليكون العمل ذو قيمة وجودة عالية.

 

فقد نرى ان الخطط والبرامج المعدة مسبقا وفق اسلوب وادارة وقت لاتنسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة خصوصا عندما يكون العمل ميدانيا او موقعيا، فنرى الحاجة الى تحريك قوات عسكرية مما يستدعي الخبرة والمهارة والكفاءة في اعطاء الاوامر وتوفير خطط بديلة لمعالجة الازمات التي ربما تحصل بهذا يعني توفر خطة حسب الوقت تلائم البيئة والمكان والاحتياج العاجل دون الانتظار طويلا او الاعتماد على دعم في معالجة الطارئ من قبل قوات اضافية او داعمة لان الوقت يحتاج ادارة ذاتية عاجلة.  وكذا الحال في الاهتمام بالافراد الذي يحتاج الى وقتا اضافيا في توفير متطلباتهم خصوصا في مجال تطوير مهارات الذات والتفكير الايجابي المبرمج والقيادة والاتصال الفعال وفق التقنية الحديثة والبرمجة اللغوية العصبية التي تركز على تشغيل مكامن العقل غير المستغلة منطقيا.  فالقائد الذي يكرس وقته للاطفاله عند لقائهم يختلف جذريا عن ذلك الوقت الذي يحدد للقيام بمهمة او واجب او القيام بزيارة ميدانية مفاجئة بمعنى الاول يحتاج حنان وعاطفة ومشاعر؛ بينما الثاني يريد جدية ومثابرة وتوازن واتزان فكري يعتمد لغة المنطق في التحليل والوصف والمبادرة والتنسيق: الاسرة والميدان شكلان لتجسيد وقت مختلف يتطلب فهم وادراك وتطبيق علمي.  لذلك، يتطلب من القائد او المسؤول ان يتحكم بعاطفته ومشاعره وميوله عند العمل والواجب بحيث يكون متكافئا بمهنية التطبيق ومعقولية المنهج والمحتوى.

 

بالاضافة الى، ان ادارة الوقت ليست عملية تشبه اكمال وجبة طعام او تحضير برنامج ترفيهي، ففي القيادة العسكرية في الجيش والشرطة يتطلب الامر الحزم والدقة والمواظبة والمثابرة كون الامر مصيري يتعلق بحياة انسان او انقاذ شخص او تصدي لهجة شرسة او كبح جماح عدو او ارجاع حق شخص ... الخ، كما ان الوقت المخصص للاعمال المنزلية او المؤسساتية يستدعي خبرة مدنية واطلاع متواصل على تجربة واكتسابها؛ بينما الموضوع يكون مختلفا في القضايا العسكرية لان يتطلب الحذر واليقظة والاهتمام العالي والمبادرة الحاسمة والتوقيت المناسب الملائم دون اعطاء التفكير النظري مجالا او حيزا يشغله في ذهن الانسان عندما يتطلب الامر المهنية العالية والحرفية الدقيقة في اعطاء امر لساعة الصفر، وربما يتطلب الامر الانتظار او القيام بمحاولات عديدة يلعب التقدير السليم دورا دون التضحية بالممتلكات والارواح ليكون هناك انسجام بين الوقت والمبادرة.

 

نحتاج حساب الوقت المهدور في كل عملية او واجب او برنامج للاستفادة منه في دراسة محتوى البرامج القادمة وتفادي الاخطاء التي تحدث لان الخسارة في تقدير وحساب الوقت يعني حدوث خلل متعمد في الخطة والبرنامج لم يتم تفاديه عند الاعداد الاول بصورة صحيحة ولايمكن ان نمنح النكوص والتراخي والترهل الفكري مجالا عند وضع الاسس العامة للوقت وادارته.  فقد تفشل مهمة ما بسبب حدوث عارض او طارئ غير مبرر عندما تكون الفكرة الاساسية غير مفهومة من قبل الجميع بحيث تعطي انطباعا عن عدم الانسجام بين الفرد وقائده من ناحية التوقيت والعمل لان التنظير بلغة القائد لم تكن مقبولة مع استعداد وتقبل الفرد البسيط فعليا ان نمارس ما نريد تطبيقه كتجربة اولى وتفادي جميع الاخطاء فيها لان موضعنا يتعلق بانقاذ الارواح والممتلكات وليس بتقديم برنامج على قناة ما هدفها التسلية.  اخيرا، يلعب عامل التفويض والتخويل دورا فعالا في ايجاد نوافذ متعددة هدفها الوصول الى الهدف المحدد وفق طريقة رسمية معتمدة وكفاءة عالية وخبرة مقيمة تناسب الافراد  والامكانيات، فقد يكون التخويل ضروريا عندما يستدعي الامر وجود سوء ادارة او تصرف من بعض الافراد في ادارة الوقت او الخطة او البرنامج مما يعني العمل بسياسة التدوير واختيار اخرون ممن لديهم القدرة على تولى زمام الامور بنجاح.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.