اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

امريكا تحارب داعش ام تحارب بداعش؟// جاسم الحلفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

امريكا تحارب داعش ام تحارب بداعش؟

جاسم الحلفي

 

لا تختلف تصريحات المسؤولين الامريكان من حيث الجوهر عن تصريحات نظرائهم العراقيين في شأن سقوط مدينة الرمادي. فقد بدا وكأنهم كانوا ينتظرون سقوط المدينة كي يرفعوا من وتيرة التنابز السياسي، وكأن المتنفذين جميعا من الاطراف المختلفة ليسوا شركاء في الحكم، ولا يتحملون سوية المسؤولية كاملة عما آلت اليه الاوضاع في كل الاحوال. ثم كأن الحال التي وصل اليها البلد ليست الا محصلة متوقعة لسياسة المحاصصة الطائفية، التي رسم بموجبها منهج الحكم وادارة البلاد، وتم ذلك وفق مشيئة الاحتلال ورؤيته لطريقة حكم العراق وبالتالي التحكم ب?.

وفي موضوعة سقوط مدينة الرمادي تحديدا كان كلا الطرفين، طرف المسؤولين الامريكان وطرف المسؤولين العراقيين، يطلق من التصريحات بما يبعد عنه المسؤولية عما يجري. واكثر من ذلك كان لتصريحاتهم تأثير سلبي على معنويات المقاتلين بشكل عام، فهي تشيع اليأس وتحفز التخاذل والخنوع. واذا كنا قد خبرنا السياسة الامريكية، وادركنا انها تنطلق من مصالح واشنطن الدائمة، التي لا تعرف صداقات دائمة، وتعتمد المنهج الليبرالي النفعي، فليس مفهوما لنا ان يتحدث مسؤول في الحكومة العراقية حديث من يقف متفرجا على المخاطر المحيقة ببلده، وليس حديث ?لمسؤول مباشرة عن منهج الحكم والسياسات المعتمدة، والنتائج المتحققة والتداعيات التي ستحصل.

ليس من غشاوة على اعيننا بحيث لا نبصر نتائج المحاصصة الطائفية من جهة، وحصاد السياسة الامريكية من جهة ثانية. وامريكا لا تخفي هدفها، المتمثل في الحيلولة دون تمدد الدولة الاسلامية، وليس القضاء عليها.

حين تسمع ان الطيران الامريكي نفذ ما يزيد عن 4 آلاف غارة جوية عل مدى الاشهر الماضية، دون ان يتحقق اي انجاز نوعي، تتيقن من ان هذه الاستراتيجية فاشلة وانها احد اسباب الانتكاسات العسكرية التي حدثت. وهنا تصح مقولة « امريكا تحارب بداعش ولا تحارب داعش» وهذه تقابل مقولة « المتنفذون يتصارعون بالطائفية ولا يصارعون الطائفية».

انها ببساطة حرب على مصير العراق و شعبه، حرب قاسية مع عدو متوحش خارج على اخلاقيات هذا العصر، حرب يخوضها الشعب العراقي وقواته المسلحة بكل اصنافها نيابة عن العالم، ومن اجل الانسان وكرامته. انها حرب وليست «اتاري» - اللعبة الالكترونية التي نبتاعها عبر شاشات حواسيبنا.

المعركة في كل تفاصيلها هي معركة الشعب العراقي باسره، ومعركة لا حياد فيها، ومعركة فاصلة لا مجال للمساومة فيها.

والنصر بالتأكيد سيكون حليف الوطنيين الذين لا بديل عندهم غير العراق الآمن المستقر.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.