اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لعنة العراقيين تلاحق أخوة بهية// حسن الخفاجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

لعنة العراقيين تلاحق أخوة بهية

حسن الخفاجي

 

هربت بهية مع حاتم السوري بائع التماثيل الفلكلورية. لقد كان وقع الخيانة على الزوج المخدوع مضاعفا لا بسبب خيانة زوجته مع غريب، ولا لأنها سرقت كل ما يملك من أموال وذهب وسلاحه الشخصي، ولا لأنها تركت له أطفالا قصر، بل لأنه أصبح يخجل من مقابلة جيرانه ومعارفه وهو الضحية !.

من التقى بالخائنة بهية بعد أعوام لم  يجد في وجهها نقطة حياء أو خجل أو ندم، لم تشعر بالمرارة والخيبة والانهزام بعدما استحوذ عشيقها حاتم السوري على جميع ما سرقته من زوجها وهجرها إلى الأبد إلى مكان مجهول .

زمن وقصة بهية قبل عقود مضت، لكنه يُشبه زمننا الحالي مع تعديل بسيط في الأدوار. بهية تمثل ساسة فضحتهم وكليلكس، وهم كبهية ليسوا نادمين ولم يخجلوا من فعلتهم .

الشعب العراقي يمثل الزوج المخدوع المتألم وهو المجني عليه، لأنه عرف ان البعض من كبار قادته السياسيين  لصوص وعملاء وخونة .

استغرب هذه الضجة المثارة حول عمالة ودونية البعض من ساستنا إلى السعودية وغيرها .

 لماذا الاستغراب ؟.

لان منظومة ومفاهيم الشرف واحدة لا تتجزأ، من يسرق من المال العام من السهولة ان يمسي خائنا وعميلا، ومن يخون زوجته أو تخون زوجها من السهولة ان يخونوا الوطن، ومن يكذب  تصبح الخيانة في متناول يده .

 

قصص الجاسوسية الكبيرة ومنها قصة الطيار العراقي منير روفا بدأت من  خيانة روفا لزوجته مع من أغوته أثناء وجوده في دورة تدريبية خارج العراق  وانتهت بخيانة وطن .أغلبية قصص الخيانة والجاسوسية تبدأ من إغواء أنثى ثم خيانة لتنتهي بخيانة وطن. في العراق الحال لا يختلف تبدأ القصة هنا بسرقة أو رشوة أو تبيض أموال فاسدة وتنتهي بتلقي أموال كثيرة من هذه الدولة أو تلك لقاء خيانة أو عمالة .

 

في العراق الجمهوري ابتدأت قصة الخيانة العلنية مع قصة الطيار منير روفا الذي هرب بطائرته الميغ ٢١ الى اسرائيل واستمرت لتنتهي بقصص مجاميع وشبكات تجسس لصالح إسرائيل نفذ فيهم حكم الإعدام وعلقوا في ساحة التحرير في بغداد منذ أوائل العام ١٩٦٩ وما تلاه. انتهت بخيانة أفراد أبرزهم مدير الأمن العام والمخابرات السابق فاضل البراك، الذي كان ينتمي لعشيرة البيجات وهي عشيرة صدام. لقد كان البراك عميلا للمخابرات الألمانية وعرضه صدام على اجتماع موسع لأفراد قبيلته في تكريت واعترف أمامهم بالعمالة لينفذ فيه حكم الإعدام لاحقا .

في العراق الديمقراطي عادة الخيانة والعمالة  بلباس جديد، من عمالة أفراد إلى عمالة مجاميع، لكن الغريب هذه المرة ان خونة العراق ليسوا من عامة الشعب وإنما هم  البعض من كبار حكامه .

 حكم الاعدام بالإرهابيين الذين أجرموا بحق العراقيين متوقف للأن، منذ الإعلان عن قيام الجمهورية الثالثة برئاسة السيد معصوم لامتناعه عن المصادقة على أحكام الإعدام .

 

فمن سينفذ حكم الشعب بالخونة من الساسة؟.

لقد بلغ الصلف والاستهتار وقلة الحياء مداه، لان أحدا لم يقرر لا من السلطة التشريعية ولا من السلطة التنفيذية ولا من السلطة القضائية بإجراء تحقيق مع من فضحتهم وثائق وكليلكس، حتى إنهم لم يبادروا لتشكيل لجنة تحقيقيه لذر الرماد بعيون الشعب المكلوم من خيانة حكامه، لتكن لجنة من مئات اللجان ألتحقيقيه المشكلة منذ قيام الجمهورية الأولى برئاسة غازي الياور للان ولم تخرج بنتائج تذكر .

منذ ان علق عزرا ناجي زلخا وجماعته على أعواد المشانق والعراقيون يسكنهم هاجس اسمه إعدام الجواسيس والعملاء والخونة، لكنه ظل هاجسا في العراق الجديد، لان العمالة لدول الجوار والإقليم أصبحت سمة اغلب القادة والحكام الجدد، وهي تعطي رسائل سلبية لجميع العراقيين وبالخصوص العاملين في الأجهزة الأمنية.

 

هل لأجهزة الأمن والمخابرات العراقية القدرة على الإمساك بالجواسيس والخونة من عامة الشعب بعد ان ظل العملاء الكبار من قادة العراق أحرارا؟.

الأغرب صمت المرجعية الدينية وهي التي عودتنا على التدخل في الأوقات الحرجة من تاريخ العراق لتصويب المسار .

الأكثر غرابة صمت العراقيّين وصبرهم على خيانة وعمالة البعض من قادتهم .

هل نحن بحاجة إلى صدام جديد؟. أم ننتظر ما تقرره مرجعية الحشد وهي  مرجعية جماهيرية وهي التي ستأخذ على عاتقها محاسبة العملاء واللصوص والفاسدين .

حتى يحين ذلك الوقت فليتمتع اخوة بهية في الخيانة بما كسبوه من عمالتهم .

هي مرحلة وستنتهي برحيل اخوة بهية وحسنة ملص إلى مزابل التاريخ، وستشرق شمس زماننا  زمن الإباء  والشمم العراقي والى الأبد .

 

"من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة" الإمام علي (ع)

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الأحد 28 / 6 / 2015  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.