مقالات وآراء
العراق بلد التناقضات// عبدالله جعفر كوفلي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 30 حزيران/يونيو 2015 18:33
- كتب بواسطة: عبدالله جعفر كوفلي
- الزيارات: 1426
العراق بلد التناقضات
عبدالله جعفر كوفلي
ماجستير قانون دولي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ولدت الدولة العراقية على التناقضات منذ تأسيسها فمكوناتها غير متجانسة من الكورد والعرب (العرب السني والشيعي) بل أصبح كل ما يعمله مكون من أجله ويحلم به يقف الباقي على النفيض منه ويجد في ذلك المتعة والنعرة الاستعلائية، ففي النصف الأول من القرن الماضي تعالت أصوات الشعب الكوردستاني عبر أحزابه السياسية وخاصة (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) ببناء عراق ديمقراطي ينعم فيه الجميع بحقوقه ويشعر بإنتماءه ووطنيته إلا أن المتشبثين بالسلطة في حينها اتجهها نحو النظام الشمولي المركزي فأصبح قابعاً على رقاب الشعب يعامل كل مخالف له بالحديد والنار كألد أعداءه فألت ما آل اليه من الويلات والدمار, وأثبتت كل التجارب السابقة بأن السلطات العراقية لم تكن قادرةً على بناء نظام ديمقراطي في البلد لأن الشعب العراقي نفسه آمن ويؤمن بالمركزية والسلطوية ومارسه في البيت ومكان العمل, وما السلطة إلا تعبير عن مايخفيه الشعب في صدوره ومن الجانب الأخر كانت كل محاولات المجتمع الدولي في بناء الديمقراطية في العراق تذهب أدراج الريح للسبب السابق (مع تقديري لكل الاصوات التي تظهر من وقت الى أخر وتنادي بالإصلاح والبناء الديمقراطي) فبعد تحرير العراق عام (2003) بدأت تظهر في الأفق بصيص من الأمل وتم بناء السلطة على أساس النظام البرلماني وفق القوانين والدستور لعام 2005 في محاولة لخلاص العراق من النظام الشمولي ولكنها أثبتت فشلها بدليل الاوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والخدمية المتردية فبدأت تلوح في الأفق أصوات تنادي بضرورة عودة النظام الرئاسي والعمل به من أجل تقوية السلطة التنفيذية للسيطرة على الأوضاع أي إعادة الدولة العراقية الى سابقة عهدها في المركزية والشمولية أي أن من في السلطة يناقض بعضه البعض بحجج وبراهين متنوعه و متعددة .
حتى أن عدوى التناقض أصاب أقليم كوردستان أيضاً ففي الوقت الذي أثبت النظام الرئاسي جدارته في الأداء وتقديم الخدمات على المستوى الداخلي والدولي تصر عدد من الأحزاب السياسية الكوردستانية على ضرورة تغيرها الى نظام برلمانى ينتخب رئيس الأقليم من البرلمان أيضاً لمبررات متعددة فهذا يعنى أن روح التناقض قد غرس في الجسد العراقي ففي بغداد تجري المحاولات على تغير النظام البرلماني الى الرئاسي وفي أربيل على العكس من ذلك وستظل هذا المسلسل من التناقضات مستمرة مابقي العراق كدولة تتحركها المصالح والأجندات الدولية والأقليمية بعيداً عن المصالح الشعبية العراقية .