مقالات وآراء

رمضان كريم.. رمضان يوحدنا// انتصار الميالي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 01 تموز/يوليو 2015 09:55

كتب بواسطة: انتصار الميالي

الزيارات: 1759

اقرأ ايضا للكاتبة

رمضان كريم.. رمضان يوحدنا

انتصار الميالي

ليس غريبا ان تلتصق صفة الكرم بشهر رمضان، ومما تعلمناه من عاداتنا وموروثنا الشعبي أن هذا الشهر لا يتعلق بالصيام عن الطعام والشراب فحسب، بل يتعلق أيضاً بالكرم والاحساس بالآخر وفعل الخير ومساعدة المحتاج، هو شهر يأتي لتذكيرنا بأننا نحن البشر سواسية وما من أحد منّا بمأمن من غدر الظروف.

شهر رمضان مناسبة لأجتماع العوائل حول مائدة واحدة تضم اصنافا متنوعة من الطعام الذي يعد للافطار مع اقتراب غروب الشمس، وطوال نهار رمضاني يملئه الاحساس بالجوع في انتظار موعد الإفطار وقبل ان نفكر بالاسراف لتمتلئ موائدنا بشتى صنوف الطعام، نتمنى أن لا ننسى معاناة آلاف من الاسر والعوائل التي تفترش العراء وتسكن المخيمات وهياكل المباني في هذا الصيف القائض في مناطق مختلفة من العراق، وان لاننسى اللاجئين الهاربين من لضى الحرب الى ملاذات الامن الممتلئة بالحيرة والضياع وهم لا يملكون وسيلة لتأمين الطعام لعوائلهم، علينا ان نتذكر الآباء والشباب العاطلين عن العمل في مساطر الانتظار وشضف العيش يكسر كل بريق للامل بمستقبل افضل لهم، علينا ان نفكر بالأمهات اللواتي يحاولن إطعام أطفالهن ممن فقدن المعيل بسبب القتل العشوائي والانفجارات المستمرة والحرب مع داعش.

نحن كعراقيين بأختلاف دياناتنا وقومياتنا وطوائفنا وتوجهاتنا أمام فرصة مميزة خلال هذا الشهر الكريم لرفع مستوى تعاطفنا وتقديم القليل من الدعم لهؤلاء الناس الذين يناضلون للصمود في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، شهر رمضان هو الوقت المناسب لإظهار عميق وحدة النسيج الذي يجمعنا ولنمنح لأنفسنا القوة اللازمة للصمود في مواجهة القوى التي تسعى لتقسيمنا.

علينا ان ننتصر على القوى التي تحاول ان تفرقنا بأن نتحد معاً من أجل الدفاع عن مايجمعنا من تاريخ غني بالحضارات والمواقف الوطنية، علينا مساعدة بعضنا البعض.

انها رسالة ليست للمسلمين دون سواهم، بل رسالة موجهة للجميع من مختلف الديانات والطوائف، لإعادة إحياء هذه الروابط العميقة التي تجمع بيننا كشعب واحد يتشارك القيم والعادات والموروث ذاته، علينا ان نرفع شعار (رمضان يوحدنا) لتقديم المساعدة إلى أولئك الذين دفعت بهم الظروف إلى العيش في ظل القهر والفقر واللجوء والتشرد والحرمان، فلا يوجد اجمل من التكافل من اجل بعضنا البعض لنكون جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

• < السابق
• التالي >