اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مسيحيوا العراق بين الاوصاف والنمطية// يونس كوكي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مسيحيوا العراق بين الاوصاف والنمطية

يونس كوكي

مشيكان

 

 يقول البعض لا اتدخل بالسياسة اما حياتنا كلها سياسة متنوعة والكنيسة لاتتدخل ويجب ان لا تتدخل بالسياسة وينطبق هذا على بقية المسيحيين في دول الشرق الاوسط التي غزاها العرب والمسلمون قبل ما يقرب من اربعة عشر قرنا مضت .

وكلما نحاول كمجموع او كفرد ان نعزل التدخل ما بين الكنيسة والسياسة نراه غير واقعي وذلك لحاجة الناس الى كلا القيادتين، فكيف ان غابت احداهما؟ فلو نعود الى الوراء قرونا قبل المسيحية وايام مجد الامبراطورية الاشورية وحتى الاغريقية والفرعونية والرومانية، وكم يكون الملك او القائد السياسي انذاك من حنكة وقوة يستشير كبير الكهنة قبل ان يقدم على اي عمل عسكري او غيره لقراءة الطالع وتلاوة الصلاة ل الاههم كي تحل عليه البركة والنجاح ، ولدينا مثال صلاة اشور ناصر بال الثاني عند بدء حملته على بلاد اورارتو اي ارارات اي ارمينبا وبداية صلاته (اشور ناطر ابري) اي الالاه اشور يحرس الوطن وكما هو موجود غيرها في العديد من الالواح الطينية والحجرية وحتى المعدنية المنقوشة وهي وثائق مؤكدة وليست مستحدثة او حسب امزجة بعض الطارئين حاليا  .

 

 وعند الاطلاع على بعض من تلك المكتشفات المترجمة من قبل مختصين عديدين من الاجانب والفوا كتبا عنها ومن العراقيين مثل طه باقر، سامي سعيد الاحمد ،فوزي رشيد ،خزعل الماجدي ،صلاح سليم علي وقائمة طويلة اخرى لا مجال لذكرهم جميعا، وما شدني في كتاب انجيل بابل وله انجيل سومر ل خزعل الماجدي، وسؤالي لماذا اسماه انجيل وليس قران ؟ بالتاكيد خوفا من الاسلام.

  نرى ان الملك او السياسي لا يسيره رجل الدين، كذلك في مقالات صلاح سليم علي بالحقيقة كل مقالة له شبه كتيب  مليئة بالشواهد التاريخية كتحولات مردوخ ،او عرفة او ملكات العراق القديم او اشور ناصر بال الثاني ملك العالم لا توجد فيها نصوص تحد من السلطة السياسية، بالعكس نرى الكهنة مرعوبين من سلطة الملك ودعواتهم له فقط لنصرته وطول ايام حياته .

 

والمتتبع للتاريخ يستنتج ان الدين في بلاد بيث نهرن ومنها انتشرت الاديان الى الجوار، وان بابل كانت في زمانها كما اصبحت روما مركز ديني رئيسي بدليل ذكرها في الكتاب المقدس ولعنها في رمزية واضحة ووصفها بالعاهرة وام الفسق. فالاحتلالات الفارسية وغيرها لم تمحي اديان شعب بيث نهرن سواء في بابل ام في نينوى، فشخصية الانسان الاشوري لم تتغير كثيرا لقرون وفقا لنظريات بناء الشخصية منهم ما قبل المسيحية كابقراط وارسطو خاصة في كتابه المنطق، وما توارثه الابناء من الاباء والاجداد في تلك الازمنة وسكنهم في جغرافية منيعة نوعا ما  او قلة الاحتكاك مع الاخرين حتى مجئ المسيحية، كتطور محتوم في الدين مثل باقي مفردات الحياة والايمان بمجئ المخلص الاتي من السماء، ثم اعتقاد راسخ بالملكوت او عذاب النار .

 

اما في المناطق الوسطى والجنوبية السهلية كانت اكثر عرضة للغزوات الاتية من جهة الشرق حسب الكاتب سليم مطر كما وردت في مقالة له وعددها بثلاث عشر غزوة وهي حقيقية، فشخصية الانسان هنا اهتزت اكثر، ونرى بوضوح العرق والدماء الاسيوية الفارسية وعشقهم لهذه المنطقة معكوسة على ملامح الناس والى يومنا هذا خاصة بعد الاسلام والتشيع .

 

وعندما نتكلم او نكتب وهي لمعظمنا وجهة نظر شخصية، لكن تسبب للبعض تشنجات واهتياجات غير مبررة، فالذي لا تعجبه كتابة ما لماذا لا ينظر اليها ببرود، ولدى البعض ما يدور في خلده و ما يؤمن به داخليا لا يقوله صراحة مثل ما يورد صلاح سليم علي قول فردريك بولين عالم الاجتماع الفرنسي من القرن التاسع عشر حيث يقول ( في كل الاحوال لا شئ  فينا صريح كل الصراحة ) خاصة في مجال السياسة التي هي مراوغة واقتناص الفرص للاجهاز على الاخر,

وهكذا نرى اصبح المسيحيون عرضة لتلقي الصدمات والابادات عبر تاريخهم منذ الفي سنة بالرغم من جمال المسيحية ولانها اتت من اليهود، لم يضع السيد المسيح بندا واضحا للدفاع  عن النفس، لكن اوربا لم تتخلى عن قوتها كما فعل مسيحيو بيث نهرن، (عراق سوريا اردن حتى تركيا)، في هذه الجغرافية على الاقل اما في اوربا قويت المسيحية ودامت وتمددت بدا على يد قسطنطين الكبير في بداية القرن الرابع الميلادي، بينما في كنيسة المشرق رغم تالقها ووصولها الى الصين تراجعت واصبحت مهددة بالانقراض امام الاسلام الذي يعتمد على القوة المفرطة، وكما نرى في حياتنا الحالية من شواهد لا تحتاج الى اثباتات ( داعش و اخواتها )  .

 

يوصف المسيجي النهريني او بصورة عاة جميع المسيحيين بجميع الصفات الحسنة كالصدق والامانة والامانة والعدالة والاخلاص في اداء الواجب وحبه للتطور وعدم الغدر والانفتاح والحرية التي هي اساس كل ابداع و اختراع، هذا ما كنا نسمعه من اي مسلم في الوطن ولحد الان ، لكن لدى المسلم رغم  كل هذه الصفات الحميدة لديه حساسية من المسيحي بسبب عقيدته القرانية الي توصفهم بانجاس واولاد قردة وخنازير باستعارتهم عقيدة التناسخ الهندية (وقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)، تراكمت مثل هذه الاعتقادات فولدت فروقا طبقية بين افراد المجتمع وجعلوا من المسيحيين دافعي الجزية وهم صاغرون لهذا العربي المسلم الغازي ذو المزاج الصفراوي (كنا نقول فلان مزاجه برتقالي) المائل للسلطة والقوة والتفوق كقوله لهم، (وانتم الاعلون)، حتى انعكست على الاجيال اللاحقة حتى الان، من ان المسلم يقتل ولا يبالي بالدماء ،بينما المسيحي النهريني يعتبرها همجية وبربرية  ينفر منها، فاثر على دفع الجزية وحديثا بالهجرة الجماعية طلبا للامان فقط رغم علمه بخسارة كبيرة، وللاسف هل المسيحي النهريني؟ كقول بنجامين فرانكلين (ان الذي يتخلى عن حريته في سبيل امنه لا يستحق لا الامان ولا الحرية)  في ايامنا هذه  نرى البطاركة والاساقفة من دول بيث نهرن يتالمون لاوضاع اتباع كنائسهم من جور الذين عاشوا معهم قرونا مرغمين على عدم التساوي والقتل والاضطهاد والتهجير القسري، يعقد هؤلاء رجال الدين اجتماعات كثيرة مع اعلى المستويات والفاتيكان، لكن دون جدوى سوى استجداء بعض المساعدات الانسانية والتي لا تعالج المشكلة اصلا، وصوتهم لا يسمعه او يبالي به اصحاب السلطة والقرار في العالم واولها سلطة اميركا .

 

والسؤال هو هل اتيحت فرصة امام المسيحي النهريني كي لا تبقى ملصقة عليه صورة نمطية طيلة قرون بالاضافة الى الصفات الحميدة التي ذكرناها، من انه خواف لا يقاتل ينهزم، (بالعكس في حرب ايران الاكراد كانوا هكذا بحيث استثناهم صدام فترة) ومهاجر او كان يقول المسلم عنه انه جبان؟ وقبل تاسيس الدولة العراقية قاتل المسيحي الاشوري بقيادة الجنرال الخالد (اغا بطرس دي باز) ثلاث عشر معركة ضد اعتى قوى في المنطقة العثمانيون ومعظم حلفائهم من الاكراد والفرس ببسالة نادرة مسجلة في التاريخ، ولولا غدر الانكليز لكان المشهد في المنطقة غير ذلك .

 

 وبعد تاسيس الدولة العراقية الم ينخرط المسيحيون في الجيش والصنوف الامنية؟ الم يقاتلوا مع الاكراد في جبال اشور ضد الحكومات التعسفية والهاضمة  لحقوق الاخرين وفي مناحي عدة ولحد الان كما هو واضح في دستورهم الاسلامي وكذلك خطا الذين ياملون خيراو عدلا عند الاكراد والبرهان ايضا دستورهم الذين يصرون عليه بالشريعة الاسلامية اي لا حقوق ولا مساواة والاجهاز على ما تبقى.

قد لا يعجب البعض من الصراحة، لكن انا كنت اتلذذ بقراءة  خريف البطريرك ل (غارسيا ماركيز) مثلا او من لم يستمتع بمسرحية المفتش العام ل غوغول الروسي امام الواقعية ومثلها يوسف العاني واخرون. فلنكن واقعيين ونعترف باسباب ضعفنا  كي  نعالج مشاكلنا والماسي التي حلت بنا .

يونس كوكي

الشعب والوطن وراء القصد

مشيكان تموز  30  2015

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.