اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الفساد والارهاب توأمان// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الفساد والارهاب توأمان

محمد عبد الرحمن

 

قيل وكتب الكثير عن الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، وتناوله العديد من المنظمات والتقارير الدولية التي منحت بلدنا درجات نجاج وبامتياز في الفساد، ويبقى الاخطر انه، مع الاسف، وجد طريقه الى المجتمع.

وبسبب الفساد اهدر المال العام وضاعت مليارات الدولارات، وفرص ثمينة، فيها لم تقف على اقدامها بعد مئات المشاريع التي صرفت عليها نسب كبيرة من الموازنات الاستثمارية، لتنطلق وتقدم خدماتها الى المواطنين، وتسهم في انعاش اقتصادنا الوطني الذي يترنح هذه الايام بفعل اصرار من تولى المسؤولية بعد 2003 على ان لا حاجة لتنويع مصادر الدخل الوطني، طالما ان لدينا موارد النفط ! رغم التحذيرات المخلصة من الكثيرين الى ان وصلنا الى الحالة  التي لا نحسد عليها بفضل بعضهم وقصر نظره.

والفساد، اياً كان شكل تجليه، هدرا وبذخاً وشراء للذمم والاصوات الانتخابية ومجاميع البلطجية، او عبر تسريب الاموال الى الخارج وتحويلها الى ارصدة في البنوك، والى عقارات داخل العراق وخارجه، او غير ذلك من الطرق التي يجيدها الفاسدون والمتحالفون معهم في مؤسسات الدولة، هو فساد مالي وسياسي واداري واخلاقي.

والمستغرب الان، بعد انتفاضة شعبنا، هرولة البعض وتأييده الاصلاحات، بما فيها مكافحة الفساد، ومن بينهم العديد من الاسماء التي تحوم حولها الشبهات وقد اشرت لها الجماهير المنتفضة بوضوح تام، بل ورددت اسماءها مطالبة بمحاسبتها، لكن رغم ضجيج البعض وصوته المرتفع تبقى الحقائق ساطعة، وحبل الخداع قد قطعته اصوات المتظاهرين في ساحة التحرير، وغيرها من ساحات العزة والكرامة.

 ان الفساد يتجسد في شخصيات معروفة، فمن باب اولى، ومن اولى خطوات الاصلاح الواجبة والمطلوبة، هو ان يتم وبدون تردد ابعاد هؤلاء عن مواقع المسؤولية، لا ان يتم تدويرهم من موقع مسؤول الى آخر!

ان الاصلاح لا يستقيم مع الفساد والمفسدين، ولا يتحقق بطاقم قادر ان "يطأطىء راسه حتى تمر العاصفة" وهو قد تعود على ذلك، بل هذا هو ديدنه ومنهجه، فليس من المعقول بالمطلق ان يبقى هؤلاء يصولون ويجولون، وكأن شيئا لم يحدث، وان الجماهير لم تقل كلمتها الصريحة بابعاد رموز الفساد، المسؤولة، بهذه الدرجة او تلك، عن الكوارث التي حلت بوطننا بما فيها تسهيل مهمة داعش في فرض سيطرتها على عدد من محافظات الوطن ومدنه العزيزة.

وهذا الذي حصل لم يحدث بعيدا عن اخطبوط الفساد الذي وجد طريقه الى المؤسسة العسكرية والامنية واضعف قدراتها ومعنويات منتسبيها، واشاع الفوضى في صفوفها، وحال، مع المحاصصة المقيتة والشحن الطائفي، دون بنائها على اسس سليمة، ودون تزويدها بالمعدات الحديثة والتكنولوجيا العسكرية المتطورة، وتطوير القدرات الاستخباراتية والامنية.

وكمحصلة أسهم ذلك، والفساد على نحو رئيس، في تعطبل امكانات البلد، فالفساد يغذي الارهاب، والاخير يوفر للفساد الاجواء المناسبة.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.