اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قائد الضرورة بين المأساة والمسخرة// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

قائد الضرورة بين المأساة والمسخرة

جمعة عبدالله

 

ولع الطغاة بالالقاب البراقة واللامعة بالتعظيم الالهي, لانهم يشعرون بداء النقص, في تكوينهم وفي شخصيتهم, لذلك يغطون هذا الشعور بالنقص, باسماء التعظيم والمجد والقدسية كأنهم اولياء الله على الارض, ومازالت ذكرتنا حية, بهوس الطاغي المقبور (صدام) , بحب جنون العظمة, حتى تجاوزت ألقابه على اسماء الله الحسنى, وكان يزهو فرحاً وغبطة وفشفشة الروح بوصف (قائد الضرورة) الذي شاع آنذاك بكل هستيريا مجنونة, وهذه الالقاب المزيفة بالتعظيم المقدس, هي التي طعنت ونحر العراق, من الوريد الى الوريد, وقادته الى الهلاك والتهلكة, وكان يصف المقبور نفسه (انا العراق والعراق انا) , لهذا جلب كل السموم القاتلة والخراب والموت, كأن هذا اللقب (قائد الضرورة) لا يعيش إلا وسط برك الدماء والخراب والموت, لذا فان العراقي يتوجس هلعاً وخوفاً من عواقب هذا اللقب السيء الصيت والسمعة, لانه هلك الحرث والنسل, لكن اليوم يعيد التاريخ نفسه, بالمأساة والمسخرة والمهزلة, من الذين يحنون بشوق الى امتلاك هذا اللقب المدمر والمهلك, الذي يحمل الموت في طياته, لذلك كان محقاً حين شن رئيس الحكومة حيدر العبادي, هجوماً عنيفاً بالانتقاد والسخرية, من اللقب الذي حمله سلفه نوري المالكي (قائد الضرورة) , بكل عنجهية وكبرياء مزيف, لانه ترك خزينة الدولة  فارغة, ومثقلة بالديون, فقد بدد وهدر اموال العراق, في الهبات والعطايا والمنح, من اجل الحصول على اكبر رقم من شراء  الاصوات الانتخابية, حتى يتمكن من التشبث بالكرسي ويحقق الولاية الثالثة, بذلك فتح ابواب الفساد المالي اكثر من اي وقت مضى, واهدر عشرات المليارات الدولارية, خلال عهده الكارثي, الذي طال ثماني اعوام, بالشيطنة المافيوزية, بحجة الصفقات لشراء السلاح, او العقود التي ابرمها مع الدول والشركات, وبالعقود المشاريع الوهمية التي كلفت الدولة المليارات الدولارات, وقد كشفت لجنة النزاهة البرلمانية, بان هناك 6 الاف مشروع وهمي, وكانت نتيخة هذا الهدر والاسراف الباذخ لتذهب المليارات الدولارية الى جيوب الفاسدين لتكبر ارصدتهم المالية الخاصة بهم, وترك الدولة يتحكم بها الفساد المالي بضمير ميت, ودون شفقة ورحمة, لذلك سقط العراق بفخ التهلكة والسقوط, بضياع ثلث العراق على يد تنظيم داعش المجرم, بما فيها سقوط الموصل, وارتكاب المجازر الوحشية, مثل مجزرة سبايكر, هكذا تربع (قائد الضرورة) على الجماجم وانهار من الدماء من الضحايا الابرياء, في تدمير العراق, حتى يطمئن بأن عرشه في وداعة الامان, وزادت الحالة السياسية اكثر تدهوراً بالتقرب الى البعثيين الصدامين, الذين ايديهم ملطخة بدماء الشعب, ليتسلقوا على قمة الهرم السياسي والعسكري للدولة, حتى احتلوا مكتبه الخاص, وصار تحت اشراف حزب البعث الصدامي. هذه تعتبر جرائم كبرى توصف بالخيانة الوطنية العظمى, واذا كانت هناك عدالة في القانون العراقي, يجب ارساله الى المقصلة هو واعوانه المتورطين, والذين يشتركون معه في هذه الجرائم الكبرى, وليس ان يتمتع (محتال العصر) بكل حرية وبكل حصانة, بحيث لا يجروء البرلمان على استجوابه او طرح سؤال بسيط عليه, اين ذهبت عشرات المليارات الدولارية؟ وكيف هدرت وتبددت؟ وكيف ابتلعتها افاعي الفساد المالي؟ والغريب ان (محتال العصر) يلعب دور مخرب ومعرقل ويضع العصي في طريق العبادي من اجل افشاله واسقاطه, ومازال يحيك الدسائس والمؤامرات, من اجل احداث فوضى عارمة من اجل تخريب وتحطيم العراق. ولكن من يتجاسر بشجاعة ويوقف استهتاره واستخفافه بالقانون؟ من يتجاسر ويرسله الى المحاكم العراقية لجرائمه الكبرى؟ من يتجاسر ويضع حد  لهذا (محتال العصر) واجباره على احترام القانون وارادة الشعب؟ انه يلعب الدور المخرب لعرقلة الاصلاحات, لانه ينتهز فرصة سكوت وصمت الكتل السياسية في البرلمان والحكومة, على ابتزاز العبادي والانفراد به, في الابتزاز وعرقلة, لان الاحزاب الاسلامية هي فاسدة ورذيلة ومن نفس طينة (محتال العصر) في افشال وتدجين العبادي, بان يكون خاتم في ايديهم, يعتبر لذلك  انتصار كبير لهم, حتى يستمروا في فسادهم وسرقاتهم اموال الدولة, والتمتع بنعيم الجنة من المال الحرام, لانهم فقدوا الشرف والاخلاق, وتحولوا الى عصابات مافيوزية بكل جدارة واقتدار

 

جمعة عبدالله

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.