اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حركة التغير ... تغيير في المفاهيم// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حركة التغير ... تغيير في المفاهيم

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إن الحركة التحررية الكوردية منذ فجر بزوخها ناظلت من أجل تهيئة الاجواء الديمقراطية التي تنعش فيها الاحزاب والقوى الكوردستانية لتلعب دورها في نشر الوعي القومي بين أبناء الشعب والعمل وفق أساليب ومناهج متعددة تتغير وفق المعطيات والاحداث الداخلية والاقليمية وحتى الدولية, فظهرت أحزاب يسارية وأخرى يمينية أستطاعت ان تترك بصماتها في التاريخ وكانت المنافسة والتنافس السمة البارزة بينهم ربما كانت تصل في بعض الاحيان الى قطع العلاقات والتوتر وحتى الاقتتال .

وبعد الانتفاضة الشعبية المباركة لعام 1991 وتأسيس البرلمان وحكومة الاقليم وتشريع القوانين لتنظيم حياة المواطنين ومنها قانون الاحزاب رقم (17) لسنة 1993 فسحت المجال لتأسيس أحزاب كوردستانية ذات توجهات قومية وأخرى دينية جعلت من الاقليم لوحة فنية معبرة عن كل معاني الديمقراطية والحريات الشخصية في التعبير عن أفكارهم وأراءهم وأثرت هذه الاحزاب بشكل او بأخر على الجماهير الكوردستانية من خلال اجتماعاتها وندواتها وحملاتها الانتخابية وشهدت تحالفات وانشقاقات كثيرة خلال العقدين الماضيين .. كانت حركة التغير احدى ثمار الانشقاق من الاتحاد الوطني لتأسيس حركة مدنية أصلاحية (حسب ما جاء في منهاجها) عام 2009 لأسباب عديدة ولتعلن عن نفسها عام 2011، ولكن ما اثبتته الواقع كانت على عكس ذلك بالتمام والكمال فبتأسيسها حرضت الجماهير للأحتجاج والنزول الى الشوارع وأعمال العنف والتدمير وحتى قتل الابرياء وأن سياستها في الساحة الكوردستانية خاصة في محافظة السليمانية غيَرت الكثير من المفاهيم السياسية المتداولة بين الشرائح المختلفة للمجتمع الكوردستانى بعدما كانت هذه المفاهيم والمصطلحات ذات معاني مقدسة تحترم من قبل الجميع ومن هذه المفاهيم :

-    الحزب السياسي: تتعدد التعريفات الخاصة بالاحزاب السياسية حسب النظام السياسي والواقع ومستوى ثقافة الشعوب، ولكن في ابسطها تعني (مجموعة من الناس ذات أفكار متقاربة تعمل وتناضل وفق استراتيجية معينة لتحقيق أهداف مرسومة  للوصول الى السلطة وفي سبيل ذلك تعمل على توعية المجتمع وفق استراتيجيتها لتحقيق هدفها .

مثلما ذكرنا بأن الاحزاب السياسية الكوردستانية بمختلف توجهاتها ناضلت وقدمت التضحيات الجسام حتى وصلنا الى يومنا هذا، وأصبحت الحزب السياسي مفهوماً تدل على النضال والتضحية وتحقيق المنجزات والحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم، ولكن بظهور حركة التغير أنقلبت الامور رأساً على عقب فأصبح المواطن يشمئز من هذه الكلمة وصوّرتها بأن الحزب هو اذلال المواطن وسلب قوته اليومي وتحقيق الأهداف الشخصية الضيقة ووضع الخناق على حرياته وتجميد أفكاره ... الخ .

-    المظاهرة: ان المظاهرات حق مكفول لكل المواطنين وفق الدساتير والقوانين الصادرة ناهيك عن النص عليها في المواثيق والاعلانات الدولية لحقوق الانسان وفق الشروط والتعليمات الصادرة من الجهات المعنية التي تبين الهدف من المظاهرة ووقتها ومكان التظاهر والقائمون بها ... الخ وقد خرجت خلال الفترة السابقة العديد من المظاهرات في الاقليم للمطالبة بحقوقهم المشروعة دون وقوع اعمال عنف وشغب، والتظاهر مصطلح ذات قدسية لامتناهية يكن له الاحترام والتقدير كحق شرعي وقانوني وطريقة ديقراطية للتعبير عن راي او موقف معين، ولكن بظهور حركة التغير اتخذ هذا المصطلح منحى أخر تكمن في النزول الى الشارع ورمي الاحجار وأغلاق الطرق وأعمال الشغب والعنف والتدمير والقتل وسفك الدماء وسرقة ممتلكات المواطنين ونهب أموالهم بالاضافة الى مهاجمة الدوائر الحكومية ومقرات الاحزاب والمؤسسات الاعلامية والتربوية في المجتمع وحرقها وتدميرها بدوافع مختلفة وتسميات عديدة وبالتالي أصبحت المظاهرة كابوساً يخاف منه المواطن بمجرد نطقها أو العلم بانطلاقها, وأن من يقوم بها أعمار لاتتجاوز الخامسة عشر في غالبيهم حيث يستغل أندفاعهم وعدم نضوجهم وفهمهم لمسالك الحياة .

-    البرلمان او السلطة التشريعية: يعتبر البرلمان احدى الاركانات الاساسية في أي نظام سياسي حيث لا يكاد يخلو منها أحد بأسماء وأدوار متعددة وبأختصار أنها السلطة التي تقوم بتشريع القوانين وتراقب أعمال السلطة التنفيذية في أي بلد، وبرلمان كوردستان تلك المؤسسة التشريعية التي انبثقت ورأت النور بعد أنتخابات الاقليم في 19/5/1992 ولعب دوراً مميزاً في تشريع القوانين وفق معطيات المرحلة وحاجة المجتمع الكوردستاني وقام بمراقبة السلطة التنفيذية على اتم وجه بأستجواب الوزراء بالاضافة الى ذلك فإن برلمان كوردستان كانت المرجعية لكل الاحزاب والكتل السياسية في حال حدوث أي اختلاف وكان جزءاً مؤثراً من الحل وتحت قبة البرلمان وجدت الحلول للمشاكل والقضايا المستعصية للشعب، وكانت الاختلاف في الرؤى والتوجهات من سمات عمله وبالتالي أصبح رمز الديمقراطية المنشودة في الأقليم وكان محل افتخار وتقدير من لدن كافة شرائح المجتمع الكوردستاني ولكن بعد دخول حركة التغير للعملية السياسية وحصولها على عدد من المقاعد في البرلمان أصبحت الشجار والمقاطعات والتصريحات النارية والاختلاف في ابسط الامور والعمل بدافع الانتفاص وجرح المشاعر والمشاجرات الشبه اليومية والضرب على المقاعد وأدخال الاسلحة مظاهر شبه يومية لا تكاد تخلو منه جلسة من جلساته من ذلك كل هذا جعل المواطن في حالة ياس أثرت في نظرته الى هذه المؤسسة العريقة التي خدمت الشعب خلال الفترة السابقة وأصبحت ساحة للمزايدات والرهانات السياسية ..

بالاضافة الى هذه المصطلحات هناك العديد مثل (المعارضة السياسية - الديمقراطية – الحريات الشخصية  ... الخ ولكن نكتفي بهذا القدر فالفهيم يكفيه هذا وربما بفتح باباً أمام القارئ للمزيد .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.