اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

التسامح بين من و... الى أين// سعيد شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

التسامح بين من و... الى أين

سعيد شامايا

26/11/2015

 

تعددت نشاطات وكتابات في هذه الفترة حول التسامح وكأنها السحر الذي سينزل اعجوبة تحل كل مشاكلنا في العراق لا بل مشاكل الشعوب في شرقنا التي اكتوت زمنا بنار المظالم والغبن وانتظرت الفرج ولكن لتلج الى غبن ومظالم أشد، وطلبا لانهاء عهد وقبول عهد جديد وكانه النجاة نحو فرص جديدة تدعو الجهة صاحبة المصلحة واعظة الاخر ليكن الشعب منه المغبون لينسى ويتسامح لمن غبنه في الماضي وتبدأ بداية جديدة ....ولكن...

التسامح من الصفات الحميدة حين يتم بين ندين صارا في موقع مشترك قريب من المستوى والقدرات المصيرية والتنفيذية وهما مقبلان الى حياة ومستقبل أفضل يقررهما عمل مشترك وتعاون نزيه فيسعيان الى مسح عقد الماضي، الى  تعاون مصيري موحد (وقد يحصل هذا بين انداد وجماعات مختلفة) ، هنا يكون التسامح ميسورا في معالجة اخطاء حصلت باسلوب او طريقة لمعالجة قضية متفق عليها ولا اختلاف عليها وإن تحمل الجانب المغبون شيئا الاثار السلبية، اما حين يحصل الاختلاف ومن ثم الغبن نتيجة تناقض كبير في المصالح هنا يكون من الصعب التسامح بين القوي الذي يستغل الضعيف ومن يقابله المستَغَل، إلا حين تتوفر فرص جديدة تغير تلك الموازين الى واقع جديد يوفر الثقة بالنفس وبالاخر .

لقد اوصت كل الديانات بالتسامح كما جاء في حِكَم المصلحين الانسانيين، أما اسلوب معالجة اي إشكال بالتسامح، يجب الاخذ بنظر الاعتبار نوع الغبن او الظلم الذي يتطلب التسامح والظروف للانية التي تتم فيها تجربة التسامح وتلك متوقفة على المجتمع المبادر للتجربة، وليس الاندفاع العاطفي او المثالي الذي يتزين بالترقيع لتغطية كل المشاعر منها الالام الدفينة التي يحاول التسامح مسحها، فتلك عملية اكساء او تخدير ينتفع منها المقتدر لامرار مرحلة او فترة او تجربة، وقد يتكرر الغبن على المُخَدَر باقسى مما خبأه فيبقى مغبونا. هنا يجب أن يتمتع ذلك المجتمع او تلك الجماعة باطرافها المتسببة والمتلقية للغبن الذي فرقهم وأبعدهم عن بعضهم بوعي تام و بظروف افضل، عليهم ان يدركوا ما لدى الاخر من الاستعداد لتقوبه العلاقة وللتعاون بنزاهة وبثقة ان الوضع القائم يتطلب الوعي التام من اجل مرحلة جديدة لصالح كل الاطراف ولكن نبقى نتساءل:

·   هل من يطالب بالتسامح لم يترك في العلاقة القديمة امورا سيئة من الصعب محوها تمنيا بل تتطلب العلاج العادل كالمحاكم لحلها، أم هي اخطاء كبيرة تضرر البعض لقاء استفادة الاخر وبات من غير الممكن اصلاحها بالنقد وتطيب الخواطر  وإلا بالعهود والعقود القضائية اوالسياسية الصريحة ؟

· هل ممكن ان تعود الثقة متبادلة ام هناك تجارب تكررت من الممارسات الخاطئة ذاتها كتجارب حزب البعث وفي ذات المجتمع وذات الارض فراح المغبون يتذكرها ويحملها عقدا تتطلب الحذر ولايعالجها التسامح فقط؟  

· هل هناك علاقات خارجية تتدخل الى جانب احد الطرفين؟ أم أن عملية التسامح توفر فوائد وفرص لمن خارج ذلك المجتمع فعلام ذاك التسامح؟

· طبعا الخلاف وما يسبب من غبن ينشأ بسبب المصالح التي تحمل التناقض والرفض، في مجال التسامح هل اختفى اوعولج ذلك التناقض والرفض بين تلك الاطراف؟ هل توفر الايمان بان الاطراف في ذلك الواقع متساوية بالفرص المتاحة دون اجحاف ليكونا تسامحا صادقا؟

· ومن الصعب أن يكون التسامح فاعلا نزيها بين القَوي الغابن والضعيف المغبون، اما إن فرض التسامح، في ذلك الوضع يشعرالضعيف دوما انه المقهور اجبارا وعليه الاقرار بواقعه مقابله يشعر القوي الذي نال السماح أنه بقوته مستحق لواقعه وما عملية التسامح تلك الا نزهة دعاية، 

هنا لست نافيا مبدأ التسامح بل هو مفيد او ضروري في مراحل تصبح الانداد بحاجة الى جمع قواها وتعاونها وأنها بحاجة الى جهود الجميع دون الستثناء، ومن أجل عمل مفيد وصالح يعم كل الاطراف، كالاندفاع نحو قضية مهمة لكل الاطراف تنقلها الى الافضل او الدفاع عن مصلحة مشتركة او ارض اوعن الوطن وهذا اهمه، حينها تبقى الاطراف بحاجة الى وعي تام لواقعها مدركة أنها تحقق نتائج تعود بالفائدة الى الجميع دون غبن فيكون التسامح بداية عمل مشترك 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.