اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تعقيب على رسالة الحب والتقدير للأستاذ سركون لازار// د. يوسف اقليمس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

تعقيب على رسالة الحب والتقدير للأستاذ سركون لازار

د. يوسف اقليمس

 

بدءً، ومتابعة لما جرى في مسألة أخينا وزميلنا الوزير الأسبق لوزارة البيئة، وما أُلصق به من تهم. واستمرارًا لمتابعتنا لما جرى أثناء هذه الأحداث، وبعضها توضيحات قانونية، لا لبس فيها من قبل الأستاذ يونادم كنا، بعد صدور الحكم. وما تلاها من وجهات نظر، أغلبها كانت تصبُّ في نزاهة الوزير الأسبق للبيئة، والذي لم نشكك في ذلك وكغيرنا من محبيه وإخوانه وأصدقائه، وحتى من أراد به شرًّا ومَن كانوا بعجالة من البعض وخاصة من شعبنا، وكتبوا ما كتبوا ليس من أجل الكتابة، وإنما من أجل غاية في نفس يعقوب أو بتوجيه من البعض. فقد شُمّت من تلك الكتابات الصفراء، رائحة تسعى للَيّ ذراع الحركة، بسبب كونها الرقم الأصعب في المعادلة المسيحية. فالحركة الديمقراطية المسيحية، كانت وستبقى قوية بقرارها المستقل وعملها الدؤوب بكل مفاصل الحياة لخدمة شعبنا.

في غفلة قانونية، أشار إليها الأستاذ يونادم كنا، بعدم إتباع الإجراءات القانونية، واستذكاراً لمقال لزميلنا الحقوقي افرام البهرو، ومرورنا الأخير واطلاعنا على ما يجيش في قلب إنسان محبّ، لم تتمالك عيناه ذرف دموع بعد عودته الى أهله ومحبيه... حينما استقبل بالورود والرياحين والهلاهل... في رسالة الحب والتقدير..

نعم، حقيقة البراءة هذه، لم يكن لدينا أيُّ شك فيها، ليس مجاملة وإنما إيمانًا بأن مَن يتقلد من عموم شعبنا أي منصب، يكون شعارُه الأول والأخير، ولسان حالنا يقول بأعلى صوته " نحن لها" للخدمة وليس غير ذلك..

نعم هكذا تربينا وهكذا ترعرعنا وهكذا خدمنا. لكنَّ الانسان النزيه والصادق الأمين بعراقنا الجريح، يبقى شخصًا غير مرغوب فيه، في مجتمع منافق كلّ همّه التصيّد بالماء العكر الذي يعكس شخصَه المهزوز وحدَه فقط... وحتى ما مصدر من بعض الجهات والشخوص من شعبنا كانوا في عجالة من أمرهم، وكأنّهم كانوا يتربصون لوقوع الضحية في فخاخ الظالمين. ونحن ومع ما ورد في مقال زميلنا الحقوقي افرام البهرو "فإننا نعتقد انه من غير المنصف أن يقوم البعض، وخاصة من أبناء شعبنا باتهام السيد الوزير بهدف تشويه سمعته وسمعة عائلته وحزبه".

هنا خصوصًا، كان لابدّ من الجميع الوقوف صفا واحدا في هذه الظروف العصيبة، ليس دفاعًا عنه، بل من أجل إنصافه، للإنجازات الكثيرة التي قدمها لخدمة البلد وأبناء شعبه. فما زلنا لحد اليوم لانعلم كيف ندافع عن أنفسنا في جبهة واحدة، عملاً بالمثل: "أنا وأخوي على ابن عمي... وأنا وابن عمي على الغريب".

لا أود الخوض في مجريات الاتهام والإجراءات القضائية الاخرى في التحقيق الإداري وغيرها واعتقد أن القاضي كان في غفلة وجهالة فاحشة باتخاذ ذلك القرار، وان لم يكن حكما قطعيًا، لأنّ مجال الطعن واردٌ فيه. لذا، فقد أنصفه الحق من القضاء العراقي من أعلى محكمة، وهي محكمة التمييز في 23/11/2015 التي نقضت الحكم وأبرأت زميلنا وأخينا الوزير الاسبق سركون لازار.

إنّ المتتبع لمسيرة وزارة البيئة، وحسب المعلومات الحكومية وأخرى جانبية، تبيّنَ أن ّوزارته، كانت الأقل فسادا وأكثر خدمة ونشاطاً لمفصل مهم من مفاصل الحياة في العراق الجريح، ألا وهو البيئة التي هي بتماس مباشر بالحياة اليومية ... ولذلك هبّ الجميع من محبّ قريب، ورفيق في الدرب، وزميل، وحتى من عدو، والكلّ يتساءل لماذا صدر الحكم في هذا الوقت بالذات، وكأنه مهيَّأ لكبح الجماح والحد من المطالبة بعدم تشريع قانون البطاقة الوطنية إلا بعد تعديل المادة 26. ونحن أيضًا، نعتقد بأنها كانت ورقة ضغط للحد في موضوع المطالبة بحقوق شعبنا وخاصة أثناء مناقشات مشروع قانون البطاقة الوطنية الموحد الذي ألحق غبنًا وإجحافًا بحق المواطنة العراقية، وخاصة للمكونات الصغيرة غير المسلمة، والتي قادها رئيس كتلة السيد الوزير بالتشاور والتنسيق مع جهات أخرى. ولكنّ الحقّ ظهر وفق مجريات قانونية لا لبس فيها ...

بعودة أخينا وعزيزنا الأستاذ سركون نؤكد للجميع ونقول له: تاريخكم واضح وحافل بالعمل، ليس على نطاق فعلكم في الوزارة، الذي يذكره القاصي والداني، وإنما عبر جهودكم من أجل شعبنا في مختلف المجالات. وكلمة حق وتقدير في هذا الظرف، لابد منها لكم ولجهود الحركة الاشورية وخاصة في مجال التعليم العالي والمجالات الخدمية الاخرى... فأنتم اقوياء وستبقون أقوياء وأصحاب موقف ورأي مستقل يهابه الجميع. فحقاً كنتم ولازلتم الرقم الاصعب في تحقيق تطلعات شعبنا المسيحي المهجر قسراً وستبقون بعون الرب يسوع كذلك، لأنكم قادرون على هذا الفعل بفضل قراركم المستقل، بعيدا عن التبعيات والولاءات. فرسالتكم الأخيرة، ليست سوى رسالة حب وتقدير بحقّ. كما أنَّ عودتكم الى العراق، كانت خير دليل لثقتكم بالبراءة قبل صدورها وفيها أثبتكم للجميع، بأنكم أقوياء...

في الختام، أمنياتنا لكم وللحركة الاشورية التوفيق والعمل من أجل شعبنا وأهلنا المهجر قسرا، على الرغم من الصعوبات ونظام المحاصصة المقيتة التي افقدتنا كل شيء، ولازلنا ...

أيضا، دعواتنا للسياسيين جميعا ان تكون هذه الرسالة وهذا الموقف، وثيقة عمل لهم لكي يعود القضاء العراقي منصفًا ومستقلاً كما كان.

كم نطالب القضاء العراقي برد الاعتبار لاخينا سركونا ولجميع مَن سلبت حقوقهم، ومنهم خاصة شعبنا الذي يعاني الأمرين.

دعوتنا ورجاؤنا من إخوتنا من أبناء شعبنا الذين امتهنوا السياسة وفق تبعيات مصلحية، الركون الى منطق الحق والاستقلالية. فما ينقصنا هو وحدتنا. فوحدتنا هي قوتنا ... وفرقتنا هي ضياعنا فكفانا ...

وليكنْ حكم البراءة لأخينا وزميلنا سركون لازار، فاتحة خير لوحدة الصف والعمل بخطاب واحد تحت خيمة وطنية مسيحية واحدة قوامُها المحبة، بعد تشظيتنا وتشتتنا بفعل تهميشنا وإقصائنا ودفعنا للاغتراب، رغمًا عنَا.

 

 

د. يوسف اقليمس

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.