اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

فوضى البرلمان محاصصة وانقسام// علي الزاغيني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

فوضى البرلمان محاصصة وانقسام

علي الزاغيني

 

المسرحية التي شهدها البرلمان العراقي المتكونة من فصل تراجيدي واخر كوميدي شهدها وعاشها الشعب العراقي وعلى أساسها تم تبادل الادوار وتعالت الصيحات بالاعتراض وأخرى بالتائيد ومن مابين تلك الاصوات ضاعت حقوق المواطنين او بالأحرى صودرت وتحولت الى شماعة تعلق عليها كل المصالح الشخصية والمكاسب التي تم قطفها والتي سوف يتم قطافها لاحقا وعلى هذا الاساس لم تكن هذه المسرحية سوى عرض مستمر لما جرى سابقا من تقسيم واقتطاع من هذه الغنيمة .

كيف عاد سليم الجبوري الى رئاسة البرلمان؟

 ولماذا دخل المعتصمون الى  قاعة البرلمان!

 كل يدعي انه على صواب وانه حقق النصاب في جلسة اقالة رئيس البرلمان واختيار رئيس جديد له وهذا ما عطل عمل البرلمان المعطل اصلا واصبح الكل يبحث عن مخرج وسند قانوني ودستوري ليكون شرعيا ومنتصرا في هذه الجولة التي ربما لا تنتهي قريبا ويكون تبعات اخرى وربما يكون للمحكمة الاتحادية دور كبير في حسم هذا الصراع اذا كانت بالفعل حيادية وغير مسيسة ولا تخضع لطرف ما .

الدكتور العبادي قد يكون الطرف الاضعف في هذه المعادلة او انه حاول التلاعب بذكاء خلال هذه المرحلة لامتصاص زخم المعتصمين من جهة والمتظاهرين من جهة اخرى وهذا ما تم فعلا بالتصويت على خمس وزراء بجلسة مغلقة منع من حضورها النواب المعتصمين بحجة انهم يعرقلون عملية التصويت وكما منع عنها الاعلام بحجة واهية وهي الخوف عليهم من المتظاهرين الذي اشيع انهم دخلوا المنطقة الخضراء وتناسوا ان عمل الاعلاميين والصحفيين في العراق محفوف بالمخاطر وان التظاهرة سلمية ولا يحمل المتظاهرين سوى الاعلام العراقية فلماذا هذا الخوف منهم اذا ما علمنا ان وسائل الاعلام والصحفيين متواجدين بين المتظاهرين لتغطية التظاهرة السلمية! اعتقد ان هذا الامر قد احيك لمنع الاعلام على الاقل لنقل ما يجري داخل القاعة وما يصاحبها من احداث قد تكون ليس بصالح الاحزاب والكتل السياسية.

المحاصصة هي من أوصلت العراق الى ما هو عليه الان من ضعف وتاخر في جميع المجالات واصبح العراف منفذ للتدخل من كل الدول الاقليمية وفرض نفوذها وتدخلاتها بجميع التفاصيل وفرض ارادتها على الكتل والاحزاب بسبب هشاشتها وعدم قدرتها تبني مشروع وطني حقيقي ينقذ العراق من هذا المازق المحاصصي الطائفي بسبب اطماعهم ومصالحهم الشخصية لا الوطنية وهذا بحد ذاته مهزلة سيذكرها التاريخ بعد ان تم سلب ارادة الشعب وحقوقه وخيراته تحت مسميات شتى مذهبية وقومية ودينية ارادوا من خلالها الفوز بالاستحقاق الانتخابي ومن خلاله الوصول الى غاياتهم المنشودة .

لو تمعنا النظر قليلا بالنواب المعتصمين لوجدناهم لا ينتمون الى حزب واحد او قومية واحدة او مذهب واحد وبالتالي هم تشكيلة ملونة من جميع اطياف الشعب العراقي ولديهم ثورة  سواء كانت حقيقة او مغلفة ضد المحاصصة والغاءها ولكنهم اصطدموا بجدار كونكريتي معارض لهذه الثورة بحجة الشراكة والاستحقاق الانتخابي, مهما تكن الاسباب وراء اعتصمام هؤلاء النواب ومن يقف خلفهم الا انهم بحق اثبتوا حقيقة ما يصبوا اليه الشعب العراقي بالتخلص من هذه المحاصصة اللعينة وما وصل اليه الوطن من مأسي بسببها, وهذا سيذكره التاريخ وتتذكره الاجيال, ولكن الثورة الحقيقة يجب ان تبدا بتغير البعض من مواد الدستور وتقليل اعضاء البرلمان الى اقل ما يمكن بما يضمن حقوق المواطن وعدم المساس بمصالحه وكذلك تقليص النفقات الفائضة التي تصرف  بلا فائدة .

الاصلاح يجب ان يبدا من اعلى الهرم وليس من القاعدة  فاذا كان راس الهرم نزيها ويؤدي عمله بصورة صحيحة وصادقة فان القاعدة بشكل طبيعي ستكون نزيهة وتؤدي عملها بكل اخلاص, ان البرلمان هو المسؤول عن تشكيل الحكومة وهو من يمنحها الثقة وهو القادر على تقيم عمل الحكومة وله الحق بحجب الثقة عنها ومحاسبة المفسدين منهم ولكن اذا كان البرلمان ملتزم جانب الصمت او ياخذ دور المحامي المدافع عن وزراء حزبه او كتلته السياسية  بكل تاكيد سيكون الوزير او الوكيل او المدير العام وحتى رئيس القسم مطمئن بان هناك من يدافع عنه ويجعل من صفحته بيضاء امام البرلمان, لذا يجب ان يكون التغيير شاملا وان لا يكون التغيير لغرض التغيير فقط وانما للاصلاح والبناء وان تكون الكفاءة المعيار الاساسي في الاختيار .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.