اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

لماذا سليماني وإيران؟ من يدفع مقتدى؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

لماذا سليماني وإيران؟ من يدفع مقتدى؟

صائب خليل

1 أيار 2016

 

ليس لدي مشكلة مع توجهات الصدريين وإخلاصهم للعراق وطيبتهم ووقوفهم الأكيد ضد الاحتلال، لكني لا أستطيع أن اتجاهل الأدلة المتزايدة على ان مقتدى الصدر ليس كهؤلاء وأن شيئا قد حدث منذ عام 2009 دفع به إلى الحضن الأمريكي وصار دوره الأساسي تحييد التيار الصدري وإخراجه من ساحة الصراع مع أميركا، مع بعض التغييرات بين الحين والآخر، تتمثل بمواقف داعمة للأجندة الأمريكية بشكل مباشر حيثما أمكن (مثل انتخاب من تريده اميركا ليرأس الحكومة ودعمه).

ولا يجد مقتدى حاجة لتفسير تصرفاته وقراراته، فهو يعيش في حاضنة لا تسأل وتطيع بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق، بل ربما العالم. وأحيانا يجد البعض لحركاته غير المفسرة بعض الحجج. فتفسر هجماته سيئة التوقيت على المالكي، وكذلك تقربه الشديد من كل العملاء لأميركا من قطر والسعودية واردوغان وحثالات قيادات السنة العميلة بالذات، على انها بسبب كرهه غير العقلاني للمالكي بسبب صولة الفرسان. ويشبه هذا تماما تفسير أصحاب مسعود البرزاني لحقده على العرب بأنه بسبب حقده على صدام. لكن الحالتين ليستا سوى حجتين فارغتين. فالبرزاني استمر بالتعامل مع صدام بدون اية مشكلة ولفترة طويلة بعد الأنفال، كما انه كان جحشا له في مؤامرة دخوله الى أربيل. أي أن البرزاني مسيطر تماما على مشاعره المضادة لصدام، (إن كانت هناك مشاعر بهذا الاتجاه حقا)، فلماذا يفقد تلك السيطرة عليها عندما يتعامل مع العراقيين العرب؟ القضية إذن كذب وحجة، ولكن البرزاني له حاضنته التي لا تضع امامه الأسئلة.

 

والأمر ذاته بالنسبة لمقتدى الصدر، فهو من ناحية يقف مع كل الحثالات بحجة كرهه للمالكي، ويقف اغرب المواقف. وآخر تلك المواقف تخليه عن الاعتصام ومهاجمته بدون اية مناسبة للمالكي وكأنه يريد دفع كتلته لترك الاعتصام. وفسرها البعض بأنه الكره القديم للصدر تجاه المالكي من أيام الصولة، وأن ذلك الكره لم يبرد، وبقي يوجه مواقف الصدر. لكننا نجد هذا "الكره الساخن ابدا" قد برد قبل ذلك واستعاد مقتدى السيطرة التامة على اعصابه وانتخب المالكي في الولاية الثانية!

كذلك عم مقتدى ايضاً رجل اميركا الثاني والصريح في العراق عادل عبد المهدي ليكون رئيس حكومة العراق مخالفا تصويت جماهيره ووعده لها باحترامه، ورغم انه ينتمي إلى الكتلة التي كانت تذيق الهوان والموت للصدريين بديلا عن الجعفري الذي خرج لنصرتهم تحت قصف مدافع صولة الفرسان.

إذن لا يوجد حقد مسيطر ولا هم يحزنون، وهي ليست سوى حجج لتبرير ما لا يمكن تبريره. وكذب مقتدى في هذا لا يختلف عن كذب مسعود البرزاني ابداً، وأفترض أن ما يوجه مواقفهما شيء آخر تماما غير الحقد المنفلت الذي يراد منه تفسير مواقف تختلف عما يعلناه ويدعيانه من مبادئ.

ولا غرابة فمقتدى ومسعود أصدقاء حميمين، لم يفتح أحد يوما فمه بانتقاد الآخر، رغم جرائم مسعود الكثيرة بحق الشعب العراقي وبالذات السنة الذي يدعي مقتدى دعمهم، وقبل أيام كان الأمر ضد الشيعة ايضاً، ولم يفتح السيد القائد فمه بكلمة أيضاً، حاله حال الحزب الشيوعي العراقي الذي يرى في مسعود القائد الأوحد المنقى من كل ما يجب نقده!

اخيراً شاهدت جماهير التيار الصدري تهتف "إيران بره بره" و "آني الصدر رباني يا قاسم سليماني".. ويكاد المرء يعتقد ان إيران قد هجمت على العراق بجيوشها! وهنا لا اريد أن ابرئ إيران من بعض الذنب فهي كانت ضمن المتدخلين في الشأن العراقي خصوصا في القضية الأخيرة حيث شاركت السفير الأمريكي في دعمه لسليم الجبوري بوقاحة متناهية، لكن ما يدهشني في هتاف الصدريين هو التالي: ما الذي فعله قاسم سليماني لينال غضبكم؟ بالنسبة لي، قاسم سليماني قاد عملية اول تحرير عراقية من داعش وكسر شوكتها وسأبقى له ممنونا كعراقي (ولست بحاجة لأكون شيعيا) مدى الحياة على هذه المأثرة. كذلك قدمت إيران الكثير للعرب وللعراق، لكني انتقدت تدخلها الأخير الصريح مثلما انتقدت التدخل الأمريكي. فالشيء السلبي في رأيي بالنسبة لسليماني وإيران هو التدخل الأخير في العراق. لكن هذا التدخل كان لصالح نفس موقف مقتدى الصدر، ودعم نفس الشخوص التي دعمها الصدر، فعلى أي شيء يهتف الصدريون ضد سليماني وضد إيران؟ على المواقف السابقة الإيجابية أم الموقف الأخير الداعم لهم؟

 

دعنا من المواقف الإيرانية والتدخل، ألم يقل مقتدى الصدر الذي يطاع بلا مناقشة، أن السفارات لم تتدخل؟ ألم يمنع تياره من الهتاف ضدها؟ لقد قال "السفارات"، ولم يقل السفارة الأمريكية، فلماذا خالفه جمهوره في الهتاف ضد إيران ولم يفعل ضد أميركا؟ لماذا في هذه بالذات لا يطيعه جمهوره؟ ولماذا هو مطمئن من أن الصدر لن يوبخه؟

 

أنا أقول لكم لماذا. لأن الصدر كان يعني "السفارة الأمريكية" حين قال "السفارات" ولأن جمهوره يعرف ما يعني الصدر. وأيضا وللتأكيد، فإنه يعني أن من يقوم بتجييش التظاهرات واعطاءها شعاراتها، جهات مستقلة عن الجمهور وعن مقتدى الصدر نفسه، وهي تفسر كلماته بحرية وتتصرف بحرية ولا تخشى أن تصطدم بها. هم والصدر يستلمون الأوامر من جهة واحدة عليا، وليس للصدر سيطرة حقيقية عليهم. جهة توجه التظاهرات ضد إيران وتبعدها عن اميركا!

 

سلسلة الأحداث الغريبة الأخيرة، وتهديد حاكم الزاملي للبرلمان بدون أية مناسبة وأثناء جلسات يفترض أنها كانت لتنفيذ تعليمات الصدر وأوامره للبرلمان، تدل على أن مخطط الاقتحام مخطط مسبقاً وأن حاكم الزاملي أو من امره بأن يقول ما قال، على علم مسبق بذلك الاقتحام، وكلمة الصدر الغريبة عن الهتاف ضد السفارات كانت تدل أيضا على التخطيط المسبق لهذا الاختراق وخشية السفارة الامريكية أن تفلت الأمور وتنطلق الجماهير إلى تلك السفارة فجعلوه يطلق تلك الكلمة الغريبة في وقتها للضمان. وأخيرا هذه الهتافات وزيارة بايدن المفاجئة وربما الأحداث في سوريا والتصريحات التركية العدوانية لا تبقي مجالا للشك في أن ما يحدث مؤامرة أمريكية كبرى وأن احداثا متسارعة تنتظر العراق والمنطقة.

 

الصدريون يهتفون ضد سليماني وإيران

https://www.facebook.com/saiebkhalil/videos/1083849918338743/

 

(ملاحظة بعد ارسال المنشور الى النشر) وردني من الصديقة زينب الموسوي الإضافة التالية اقتضى نشرها لإكمال الصورة بصدق:

"هذا المقطع في الفيديو لا يمثل كل الحقيقة وإنما رفعت أيضاً هتافات وشعارات شعارات لا شرقية لا غربية ثروتنا عراقية وشعاراتهم المعهودة منها كلا كلا امريكا كلا كلا احتلال كلا كلا اسرائيل انعل بو اسرائيل لابو امريكا والثالوث المشؤوم وحرق الاعلام الامريكية والاسرائيلية" ..

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.