اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

المغتربون: متى يعودون الى ديارهم// عباس طريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

المغتربون: متى يعودون الى ديارهم

عباس طريم

 

لم نكن نعلم, ان الايام تتقلب وترمي بنا خارج وطننا العراق , ولم يكن مخطط لنا ذلك الرحيل الى المجهول, وتلك السفرة الطويلة التي فقدنا خلالها, كل اعزتنا وبكيناهم في ديار المهجر وحزنا على فقدهم, واقمنا لهم ماتما في المهجر واسقبلنا ابناء الجالية الذين يتوافدون على تلك المناسبات التي تصيب الجميع. حتى اصبنا بنوبات من الحزن الذي يستوجب مراجعة الطبيب وتناول العلاج الدائم له. اننا نموت ونحيى في ديار المهجر, لا نستطيع ان نتأقلم مع الوضع الراهن الذي هم عليه, بالرغم من ان ابناءنا الصغار, تعودوا على تلك الحياة واندمجوا مع المجتمع وكانهم ولدوا فيه منذ زمن بعيد .

اننا نفكر بالعودة الى اهلنا وديارنا, ولكن اين نذهب؟ واين هي ديارنا التي تركناها خلفنا؟ واين حقوقنا كمهاجرين , حكم علينا الزمن ان نترك الديار ونهاجر الى ان يفتح الله! لنا الفرج؟ ويهيأ لعوائلنا السبيل الذي يعيننا على العودة والعيش الكريم.

ان الحكومة العراقية, ياللاسف لا تفكر بالمهاجرين بصورة جدية, بالرغم من ان الساسة الذين يحكمون العراق, جلهم من المغتربين الذين هاجروا في ظروف مختلفة , وعادوا بقدرة قادر كمسؤولين في الحكومات المتعاقبة على حكم العراق . وكنا نتأمل منهم ان يشعروا باخوانهم في المهجر, حيث الظروف المتشابهة, وقساوة الحياة التي عاشها الجميع ويشعر بها الجميع. من هنا جاء العتب على هؤولاء الذين خلت قلوبهم من الرحمة, وتنكروا لاخوانهم في المهجر, وتناسوا قول الرسول ص [احب لاخيك, كما تحب لنفسك] واخذوا بقول الشيطان الرجيم الذي يقول: [احب لنفسك فقط, ولا تحب لاخيك شيئا] وهكذا ضاع الامل بان نجد منصفا ينقذنا من الضياع والغربة القاتلة التي اوصلتنا, قاب قوسين او ادنى من الموت المحتم. واصبحنا

كما يقول المثل العراقي [لاني الهلي ولاني الرفيجي] . ان حكومتنا للاسف, لا تضع برنامجا للتواصل مع المغتربين, ولا تشعرنا بقربها منا, ولا تبني جسورا للتواصل مع الجالية العراقية, ومن يحاول ان يتصل بها لتأسيس نموذجا مدروسا للتواصل, لا تعطيه اذنا, ولا تصغي اليه .. خاصة اذا كان متعلما ومثقفا. لان الاميين الذين يهيمنون على الساحة الثقافية اليوم, لا يسمحون لاحد من خارج حزبهم ومنظومتهم, ومن خارج الاصدقاء والاقارب, ان تكون له يدا في العمل الثقافي الذي رصدت له الملايين من الدولارات, ونزلت في جيوبهم. ومن حقهم ان يقفلوا الابواب بوجه الزائرين الذين حكم عليهم القدر بان يكونوا خارج الوطن, لتكون الفرصة سانحة لهم, ليأتوا بكل من هب ودب, ليكون هو  المسؤول, وهو العراقي فقط.

ان جميع الدول في العالم, تهتم بجالياتها, عدا العراق. لا يوجد اي دور للسفارات العراقية في الخارج. اللهم سوى الحفلات التي تصرف من خلالها الملايين من الدولارات, ولا يوجد اي تواصل وترابط بين السفارات العراقية, والجاليات العراقية التي تمثل النخب المثقفة والواعية ورجال الاعمال الذين, من الممكن ان يستفاد منهم البلد ومن رؤوس اموالهم .

بصراحة, ان السياسيين يهتمون بشيء واحد فقط وهو: كيفية سرقة الاموال وتضليل الشعب العراقي,. وخلق عقود وهمية كما جاء بتقرير الامم المتحدة الذي ادان به مئات الشخصيات السياسية في العراق, بالجرم المشهود. ومع هذا ,لازالوا متواجدين وفاعلين على الساحة السياسية, رغم الادانة الدولية التي سلمت بيد رئيس الوزراء العراقي, الاستاذ حيدر العبادي. الذي اظنه رماها في سلة المهملات, لانها ليست من اختصاصه, والفساد لا يعدو امرا من الامور التافهة, والتي لا يجدر الاهتمام به والحرص على قطع دابره, وان السيد العبادي. كان وزيرا سابقا .. ومن الطبيعي [ان يأكل  الايس كريم حاله حال الربع حفظهم الله ورعاهم],..

ان معظم الكتاب في المهجر, يصرخون عبر كتاباتهم, والشعراء, عبر قصائدهم, يعبرون عن اليأس الذي اصابهم وعن الخذلان الذي اصابهم من لدن الاخوة الاعداء, ومن الالم والحسرة على وطنهم الذي وصل الى حال من الافلاس لا يصدق, ومن انقلاب صورة المنظومة الاخلاقية التي اصابها العطب, وما عاد الاصلاح ينفع فيها, وتم تشويه كل ما كنا .. نفخر به, على الدنيا وما فيها ..

والمهاجرون اليوم, يتساءلون: الى متى نبقى في المهجر؟, [ الى متى يبقى البعير على التل ؟][ ارجوكم لا تقولوا الى الصباح ]

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.