اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأصول الاجتماعية الدينية .. والموروثات المذهبية التاريخية// يوسف زرا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الأصول الاجتماعية الدينية .. والموروثات المذهبية التاريخية

يوسف زرا

14/5/2016

 

إن ما أفرزته الأحداث الاخيرة في العراق, بعد سقوط النظام السابق في 9/4/2003 على يد القوات الامريكية واحتلالها له. لم يكن تبديل رجالات حكم بآخرين هو الأهم, بل كان الغرض منه سبق الاحداث لتغيير كل ما ظهر من النخب السياسية واحزابها الوطنية التقدمية بصورة عامة واليسارية منها بصورة خاصة والمؤمنة بالديمقراطية  كخيمة كبيرة تطل على الجميع في العراق الجديد, وكانوا ضمن المغاض العسير لمدة اربعة عقود من الحكم القومي المتطرف والدكتاتوري بدون منافس. وخشية ان يكون لبعص منها ذات تنوع اجتماعي وثقافي سياسي مقبول, ولها الأولوية التاريخية في قيادة المجتمع لما قدمته من التضحيات الجسام طيلة الفترة المذكورة وتطمح لإقامة دولة ذات توجه ديمقراطي سياسي وتعددي لمكونات اجتماعية وقومية ودينية متعايشة على الارض الواقع من عمق التاريخ .

     لذا ومنذ اللحظة الاولى لسقوط النظام السابق, كانت الولايات المتحدة الامريكية قد شخصت واصطفت بعناية شديدة لقلة من الأفراد من المكون الديني موحد الهيكل صورياً لمكوناته الصورية المذهبية لأكثرية (عربية) (شيعية – سنية) وقومية حسب المكون الثاني لمجتمع العراقي الكردي. انطلاقاً وتقييما للأكثرية المذهبية المضطهدة طيلة العقود الاربعة للحكم السابق وذات المكون السني والقومي العروبي له. وكلا المذهبين هما ضمن الارث الديني الاسلامي والقومي العربي بالإضافة الى المكون القمي الكردي والمسلم معاً يمثلان ما بين 80 – 85 % من المجتمع العراقي ولا بد ان نَعبُرَ الى باقي المكونات الاجتماعية العراقية والتي بمجموعتها لا تتجاوز نسبتها الـ (15%) . منها, وحسب الاكثرية الدينية وبموجب احصاءات قبل نصف قرن , وهم المكون المسيحي – (كلدواشوريين سريان) – ثم المكون اليزيدي ويليه المكون التركماني والشبكي – والمكونات الاخيران هما من المعتقد الديني الاسلامي – (السني والشيعي) – واخيراً الصابئة المندائيون .

     ومعلوم لدى الجميع. ان الولايات المتحدة الامريكية كدولة كبرى, لا يمكن ان تعول على جميع هذه الأقليات اعلاه, في تطبيق استراتيجيتها السياسية والاقتصادية وثم العسكرية الآنية والمستقبلية. لأنها جميعاً اصبحت شرائح مشتتة اجتماعياً وجغرافياً والاغلبية منها , خارج الوطن الأم وفقدت العلاقة – (المواطنة) التاريخية به. علاوة على زيادة الانقسام المذهبي للمكون المسيحي بالدرجة الاولى داخل الوطن وخارجه والذي هو احد اسباب ضعفه على ارض الواقع من عمق التاريخ .

     لذا فان جميع الحكومات الامريكية خلال العقود الاخيرة, أقامت او بنيت استراتيجيتها المذكورة على اساس المعول عليه الحالي والمستقبل وهو منطقي حسب مصالحها. علما ان المكون الديني – المسلم – بالدرجة الاولى, لم يذكر التاريخ أن فئة من خارجه حاولت تهميشه وإهماله وبأي نسبة كانت إن لم يكن من داخله , والتاريخ شاهد على ذلك .

     وفي نفس الوقت ومعلوم لدى الجميع ايضا. ان المذهب الشيعي الاوسع اجتماعياً وجغرافياً ويليه المذهب السني ذو التوجه القومي العروبي .

     وثم المكون القومي الكردي المؤهل مستقبلاً لاستقلاليته وتكوين دولته الخاصة به وفق المواثيق الدولية ولائحة حقوق الانسان. وفعلا نال الكثير من التأييد والتعاطف من لدى غالبية الدول الغربية والشرقية الكبيرة, وذلك بسبب الاضطهاد التاريخي له على يد غالبية الحكومات العراقية الملكية والجمهورية. وحتى عام 1991 حين فرض مجلس الامن الدولي وفق القرار المرقم 688 في 5/4/1991 والخاص بالحماية الدولية له. وتحجيم مدى الطيران الحربي والقوات المسلحة لحكومة بغداد بعدم تجاوز خط عرض 32ْفما فوق . واصبح (اقليم كردستان) في مأمن من أية غارة جوية أو غزو بري. ولم يذكر شيء ما يخص الأقليات الاخرى لا مجلس الأمن ولا أية منظمة دولية غير التعاطف الاعلامي لا غير في محنهم ومصائبهم على يد الاقوام في الداخل ومن الخراج .

     ولا بد أن نقول, بان الولايات المتحدة الامريكية, تمكنت خلال فترة الاتصالات ومنذ عام 1991 أي بعد غزو الكويت. بممثلي ما كان يسمى بالمعارضة السياسية في الخراج. وفعلا تقرر تسمية الاشخاص المعول عليهم مسبقاً وللمستقبل القادم , وكممثلين للمذهبين (الشيعي والسني) في الحكومة القادمة حصراً. وثم ما يسمى بـ (الكوتة) عن الأقليات الاخرى الوارد  ذكرهم اعلاه. وغالبية هؤلاء السياسيين المنسوبين للمذهبين المذكورين. كانوا يعتبرون كلاجئين سياسيين في الدول الغربية. ومنها بريطانيا – فرنسا, هولندا وغيرها. وهم فعلا ممن كانوا قد فقدوا مواقعهم الاجتماعية والمذهبية الموروثة من اصول – قبلية – عشائرية وبزي ديني – مذهبي ايام الحكم السابق وقبله. وكانوا يعيشون فعلاً كالأسياد دنيويا وبلا منازع  او منافس ولحد قدسيتهم. وحسب انتمائهم التاريخي لأصول اجتماعية متوارثة آباً عن جد ولا زال هذا قائماً الى اليوم .

نعم كانت امريكا محقة في استنقائها لممثلي هذه المكونات المذهبية والقومية وغيرهم. ممن يعول عليهم وحسب اعتقادها ولأمد طويل ولم يتجاوز عددهم أصابع اليدين لسهولة التوجيه والتعامل معهم. وفعلاً وبعد 9/4/2003 . أسندت جميع المناصب السيادية والوزارات ووكالات الوزارات الى هؤلاء الاشخاص وعبر مسرحية الانتخابات الديمقراطية الشكلية تمكنوا السيطرة قانونيا على المجلسين التشريعي والتنفيذي ولعدة فترات ايضا قانونية. حتى انهم ضنوا بأنهم خير من اسندت لهذه المهام وتعالوا على غيرهم .

     حينما صرح احدهم وهو كوزير في الحكومة الحالية ورئيس كتلة برلمانية. بان الحكومة الحالية حكومة ملائكية. فلا بد انه على دراية تامة بنوع الحكم القائم في السماوات السبع وحكامها من الملائكة المنزهين .

     لا بل غيره صرح مفتخرا بن له مشروعا إلاهياً وهو على رأس حزب ديني مذهبي كبير. وزعيم كتله في البرلمان وله عدد لا يستهان بهم من الوزراء ووكلاء وزارات , غير المدراء العامون .

     هذا هو شأن التوارث الاجتماعي والديني والمذهبي في كل الاديان حينما يرى رجل دين. (مع كل الاحترام لرجل الدين (الرمز) ولاية عقيدة كانت) يرى نفسه جالسا في مقصورة زجاجية فوق منصة مصنوعة من معدن ثمين. وما حوله ليسوا الا رعاع من الدرجة الثانية او الثالثة. ولا يحق لهم حتى بأبسط اعتراض او مواجهة او مكاشفة عن الحقيقة والواقع. ولي معايشة لمثل هؤلاء الرجال . وقبل اكثر من (12) عاماً وفي مجلس عزاء لأحد المتوفين. جرى نقاش معه مدى مساهمة المجتمع ومنظماته السياسية والمدنية في صنع القرارات التي تخدم الجميع. فكان جوابه بالنفي المطلق. وعند تكلمنا عن منشائه الديني المحترم باعتباره منسوب الى مؤسسة دينية تاريخية وهي ملك للجميع ولابد المساهمة معها فكان جوابه وبشكل منفعل . إنها مؤسسة إلاهية فقط .

     فما اشبه الفريقان في فلسفتهما ورؤيتهما لموقعهما الخاص خارج المفهوم الانساني وبامتيازات استثنائية طبقية غير ارضية علماً ان جميع الاديان وفي مقدمتها السماوية وعبر التاريخ كانت لتنظيم حياة الانسان وفق رؤية كل نبيها ورسولها وما يلائم للطبيعة الجغرافية باعتبارها الحضانة الاولى للمجتمع وذات تأثر مباشر على علاقة الفرد بمعبوده وعلاقته ببني جنسه وقومه ومع الخالق .

     وان ما جاء في الاسطر الاخيرة من جمل ليست اراء شخصية ذات مفهوم وعاضي . بل تعبير صادق من منطلق عقلي ومنطقي لجعل أية ديانة ذات مكانه محترمة باعتبارها ناتج فكر الانسان ولغرض خدمته والتعايش معا بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه لاغير .

     واخيراً عذراً لمن يرى ان في ذلك تجاوز على حقوق الغير ومكانته في الحياة . وان ميزان الانسان في كل زمان ومكان واحد وتصنيفه الى مراتب اعلى وادنى . من البعض . فهذا يتقاطع مع العقيدة واركان أي دين وتعاليمه لا غير .

     وفي رأينا. هذا ما يستثمره الحكامالاقوياء اينما كانوا. من واقع شعب ضعيف أو صغير عدداً. لإخضاعه لنزواتهم واهوائهم من منطلق إرثي تاريخي لأصول اجتماعية مميزة عن غيرهم. بغية تحقيق غايات سواءاً كانت مكاسب اقتصادية مادية أو اجتماعية طبقية معنوية. وليست النزاعات والحروب عبر التاريخ قائمة بين الشعوب إلا بسبب ذلك وكما نعتقد وهي علة قائمة لا تختلف عن مفهوم شريعة الغاب لكل محمية حياتية لغير الانسان .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.