اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

صناعة الشهداء – من أطلق النار على المتظاهرين في بغداد؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

صناعة الشهداء – من أطلق النار على المتظاهرين في بغداد؟

صائب خليل

21 مايس 2016

 

لماذا أطلقت القوات الأمنية العراقية النار على المتظاهرين؟ يمكننا ان نفهم عندما تطلق سلطة الأسد أو مبارك النار على متظاهرين يريدون اسقاطه وإحلال الديمقراطية، لكن تظاهرات بغداد ليس لها حتى هدف مفهوم ولم تحدد أي أعداء لها، بل أن رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة (إضافة إلى رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان والكثير من الكابينة) ليس مشمولا بالغضب الصدري، والصدر هو الذي حماهم، فلماذا أطلقت "الحكومة" النيران؟ من الذي أمر بإطلاقها؟ ولماذا؟ إن بشاعة الجريمة تستقطب التركيز وتردع الأسئلة.. لكن لا مفر من ذلك.

.

في اضطرابات الانتخابات الإيرانية الثانية (1984) التي فاز بها احمدي نجاد، وجدت طالبة الفلسفة ندا أغا سلطاني نفسها مع استاذها في الموسيقى، في منطقة مغلقة بسبب التظاهرات، لتصيبها رصاصة قناص في رأسها، ويتم تصوير ونقل عملية احتضارها بكل تفاصيلها، وفيما كانت عيناها تدوران إلى الأعلى في محجريهما، والدم ينزف من فمها وأنفها وأذنيها، لتكتب عنها الكتب وتنتج الأفلام والاف المواقع الإلكترونية، وتصبح أشهر امرأة في العالم لفترة ليست قصيرة من الزمن.

سخر أحد الكتاب الغربيين من تقرير لوكالة الأنباء الإيرانية أنكر علاقة الحكومة بالحادث وجاء فيه: "من المحتمل ان من أطلق النار على ندا، كان يتصورها من مؤيدي المعارضة الإيرانية".(1)

 

وسبب السخرية هو المناقشة التالية: "إن كان قاتلها ليس من الحكومة، فلماذا يريد قتلها إن كان يعتقد انها من مؤيدي المعارضة"؟

وتبدو السخرية في محلها. فلماذا يريد المخربون قتل مؤيد للمعارضة؟ ووفق هذا المنطق يبدو لنا كلام وكالة الأنباء الإيرانية مقلوبا، وغير معقول... إن لم نكن نعرف شيئا عن "صناعة الشهداء"!

 

في مقالتي "المؤامرة ليست نظرية- عالمنا يغرق بالمؤامرات!" (2) تم لفت الانتباه إلى عدد كبير من “المؤامرات” وكانت أخطرها تمثل اعترافاً رسمياً، بأن الولايات المتحدة تقر، بل وتوجه بشكل منهجي، بقتل "أصدقاءها" عند الضرورة! فقد جاء في دليل "العمليات النفسية" للمتعاقدين مع وكالة المخابرات المركزية من متمردي الكونترا، تأكيد على أهمية الاستعداد لاغتيال شخص ما من جماعتك لخلق "شهيد" للقضية التي تعمل لأجلها.(3)

 

وتم التثبت من صحة ما ورد في الدليل من قبل حكومة الولايات المتحدة. تلقى الدليل الكثير من الدعاية والتغطية الإخبارية من قبل الأسوشيتد برس، وواشنطن بوست حتى أنه وخلال المناظرة الرئاسية 1984 - واجه الرئيس ريغان السؤال عن الأمر على شاشة التلفزيون الوطني:(4)

فسالت السيدة جيير الرئيس ريغان: في الأشهر الأخيرة بدا أكثر وأكثر بأن سياستكم في أميركا الوسطى قد بدأت تعمل بشكل جيد. ولكننا في نفس اللحظة، نحن نواجه قصة غير عادية لدليل السي آي أي للتعامل مع عصابات الكونترا التي نساندها والمناهضة لساندينتيسا. الدليل يدعو ليس فقط إلى اغتيال الساندينيتسيين لكن التعاقد مع المجرمين لاغتيال مقاتلين نحن ندعمهم من أجل اختلاق "الشهداء"! اليس هذا إرهاب الدولة الخاص بنا؟"

لم ينكر ريغان وجود النص في الدليل، لكنه حاول المراوغة والادعاء بأن هذا كان فقط ضمن النص الأصلي للدليل، والذي تم تنقيحه مرتين إزالة النص منه قبل طبعه، ولكن كان هناك 12 نسخة بقي فيها هذا النص (لم يشرح ريغان كيف حدثت هذه المعجزة) ووصلت إلى أميركا لكنها لم تطبع ولم توزع!

 

ثم اعطي الكلام للسيد مونديل الذي ذكر: "هذا الدليل، والذي طبع منه عدة آلاف من النسخ، قد تم توزيعه، وهو يأمر بتنفيذ الاغتيال السياسي، وتأجير المجرمين وأنواع أخرى من الإرهاب. صحيح أن بعض أجزائه قد تم حذفها، لكن الحذف لم يشمل هذا الجزء المخصص للإرهاب السياسي، فبقي ضمن الدليل. كيف يمكن ان يحدث هذا؟ كيف يمكن لشيء بهذه الجدية أن يحدث في إدارة رئيس الولايات المتحدة دون أن يعلم بالأمر؟"

لن الوم من لا يصدق هذا الكلام، لكن هذا النص موجود كله على الرابط، ويمكنكم التأكد منه.

 

في بقية المقالة التي سأنشرها لاحقا، هناك أمثلة عديدة عليها بصمات "صناعة الشهداء" في مناطق مختلفة من العالم وصلت إليها اليد الأمريكية أو الإسرائيلية، لكنها ستكون بشكل شبهات ليس عليها دليل قاطع بالطبع، إنما الدليل القاطع هو في هذا الاعتراف الأمريكي الصريح بوجود مثل تلك السياسة رسمياً.

 

والحال هذه، فلا عجب أن تكون تلك السياسة قد طبقت في مختلف انحاء العالم حيثما وجدت الجيوش الأمريكية وتعرضت المصالح الأمريكية للخطر أو تطلبت الأجندة الإسرائيلية ذلك. وهذا يقودنا بالضرورة إلى احتمال، بل إلى حتمية حدوثه في العراق. فلا يوجد مكان في العالم مرشح لمثل هذا الحدث أكثر مما هو في العراق! فمن الواضح من مئات الأدلة وآخرها الإسناد الأمريكي لداعش، أن هناك خطة أمريكية لإلحاق العراق بقائمة الدول المدمرة التي شملت حتى الآن ليبيا وسوريا ومصر إلى حد ما. وإذا كان الأمر يتطلب جهدا تجسسيا وتهريب أسلحة يمكن ان يكشف الأمر في الحالات الأخرى كما في طهران وما حدث لـ "ندا سلطاني" واكتشفوا أن نوع الرصاصة ليس من الذي يستعمل في إيران، فإن الأمر في العراق مختلف تماما. فأميركا هي التي دربت الجيش والقوات الأمنية العراقية وهي التي جهزتها بالسلاح واخترقتها ومختلف الجهات الأخرى، بفيض من الجواسيس، خاصة من القيادات العسكرية والأمنية البعثية السابقة. وهؤلاء جميعا تحت أمرها لما تمسكه عليهم من مستمسكات تستطيع ان تبتز بها من قد يرفض التعاون معها. وما الطريقة التي سقطت بها الموصل وكركوك وتكريت والرمادي بيد داعش بعد توجيه أوامر انسحاب وترك السلاح لداعش إلى مثل هؤلاء الضباط، ثم إفلاتهم جميعا من العقاب، إلا دليل على هذه السيطرة الأمريكية على رؤوس القوات المسلحة والدولة. وفي مثل هذا الجو فأن تنفيذ الاغتيالات العشوائية، أو حتى بين الناشطين المكلفين من قبل اميركا ذاتها بتهييج الوضع، -أي "أصدقاء" أميركا وفق "الدليل" للسي آي- أسهل ما يكون في العراق، وعلى يد من تشاء أميركا، وقد تضحي حتى بمن تكلفه بإطلاق النار إن تطلب الأمر القاء التهمة على أية جماعة تريد، وبمسك اليد...ثم قد يتم تهريبه إن أرادوا!

 

 (1) Who killed ndea

http://www.phoenixsourcedistributors.com/html/who_killed_neda.html

(2) المؤامرة ليست نظرية..عالمنا يغرق بالمؤامرات!

 http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2015/899823.html

(3) دليل العمليات النفسية للسي آي أي

https://consortiumnews.com/2015/03/02/playing-chicken-with-nuclear-war/

(4) CPD: October 21, 1984 Debate Transcript

 

 http://www.debates.org/index.php?page=october-21-1984-debate-transcript

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.