اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العراق .. ما بعد داعش// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العراق .. ما بعد داعش

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

28/6/2016

 

داعش هذه الجماعة الارهابية التي فعلت فعلتها من القتل والدمار قلَّ مثيلها في التاريخ وفتكت بالجسم العراقي وفتت واحرقت الاخضر واليابس, لم تكن ظهورها سبباً بل نتيجة لما كان يعانيه الساحة السياسية العراقية من الاقصاء والابعاد لطرف على حساب الأخر .

يوماً بعد أخر وتتعقد المشهد العراقي ويبتعد عن الحلول وتقل حماسة الاطراف للبحث عن العلاج, فبعد ان تم بناء النظام السياسي على اساس التوافق بين المكون السني والشيعي والكوردي بعد تحريرها في عام (2003) وكان الصراع والاجتماعات المطولة من أجل الحصول على أكبر نصيب من الكعكة التي سيطروا عليها بعد حلم طويل من العمل في صفوف المعارضة والعيش بعيداً في أزقة الدول الاوروبية وايران .

فكل حادث ومرحلة تخلف وراءه معاناة وصعاب يجعل الحلول للمشاكل في غاية الصعوبة ومستحيلاً فكل التوقعات والتحليلات السياسية تشير الى قرب نهاية وجود (داعش) في العراق خاصة بعد الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في الفلوجة سواء بالقوة او الاتفاق مقابل صفقات و بدأت القوى السياسية بعقد جلسات سرية وعلنية لدراسة الاوضاع مابعد (داعش) وخاصة الاطراف السنية ولكن القضية ليست بتلك السهولة كما يتصورها البعض بل سيشهد بروز تحالفات واتفاقات وأحداث، حيث أن البيت الشيعي بات منقسماً على نفسه بعد أن كان موحداً او يوحده كل ما يهدد وجوده في السلطة ولكن الخلافات بين مكوناتها وصلت حداً بات البارحة حلماً وخاصة بين التيار الصدري وحزب الدعوة ومحاولات كل منها بالانقلاب على الاخر واتهامه بالفساد وتحريك الشارع العراقي المتأجج وادارة موجة المظاهرات وكسر شوكة المؤسسات التشريعية والتنفيذية, كما ان الجماعات المسلحة المنظوية تحت راية ميليشيا الحشد الشعبي الشيعي لا يمكن ان تبقى موحداً بعد نهاية داعش لأنها هي التي اوجدتهم ووحدتهم ولكن الانقسامات بدأت تظهر من أجل النفوذ والامتيازات اللهم إلا إذا تدخلت ايران (الجمهورية الشيعية) بعصاها السحري وصاحبة الفضل بعد ان خططت ودبرت ودعمت وقاتلت دفاعاً عن الوجود الشيعي في العراق ويجمعهم على المائدة الواحدة ولا يكون سهلاً لها. وهذا التقسيم الشيعي على نفسه يبقي كل الابواب والخيارات مفتوحة قد تصل الى حد القتال الداخلي فيما بينهم وتغيير في الوجوه والاحزاب والتحالفات فيما بينهم في ظل عراق يفتقر الى اسس الدولة و لم تبقى الا الاسم .

اما المكون السني الذي فقد الطريق بعد عام (2003) واصبح تائهاً بين ماكان يملكه من زمام المبادرة وانقاض العملية السياسية التوافقية واحلامه النرجسية بادارة دفة الحكم دون معارض من اقصى العراق الى اقصاه, بالرغم من كل محاولاته كانت النتيجة هي الاقصاء والقتل على الهوية وملء السجون والمعتقلات بالسنة وكانت حرب أهلية بأمتياز ناهيك عن الانقسام الداخلي في البيت السني ولكن بعد داعش ستتغير شكل هذه التحالفات والاوجه والتوقعات تشير الى نشوب حرب داخلية بين السنة لأن داعش خلفت وراءها الكثير من المشاكل فتبدأ عمليات الثأر والانتقام نهايتها لايكون قريباً مع الافتقار الى المرجعية أسوة بالشيعة يمكن الرجوع اليها عند اشتداد الامور وهم يحومون على انفسهم بين رجل دين و رئيس عشيرة او قبيلة وسياسي باع نفسه بمتاع من الدنيا قليل واخر متهم بالعمالة وداعم للارهاب ...

اما حال الكورد فليس باحسن فبعد مشاركتهم بالحكم عام (2003) واقرار الدستور العراقي لعام (2005) بالنظام الفيدرالي والدولة الاتحادية كنظام سياسي لم يعد الكورد يكتفى بهذا المطلب المشروع وانما تجاوز الى اجراء الاستفتاء والاستعداد للاعلان عن كيان سياسي مستقل ينعم المواطن الكوردستاني بحقوقه ولم تعد بغداد بتلك الاهمية مثلما كانت سابقاً خاصة بالنسبة الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني لتجاربه المرّة مع الانظمة المتعاقبة في الحكم لسنوات طوال, هذه الاستراتيجية أحدثت شرخاً في البيت الكوردي بين متشاءم من وعود وقرارات الحكومة الاتحادية وخلق ازمات مالية وسياسية متتالية واخر يعتقد بضرورة الرجوع الى بغداد وحل المشاكل العالقة باعتبار الاقليم جزءاً منها, ناهيك عن المشاكل الداخلية للأقليم من الخلاف على طبيعة النظام السياسي وشفافية الواردات والاستحواذ على المناصب والاستفتاء او اخيراً الاتفاقات السياسية التي تشم منها رائحة الاختلاف والمؤامرة ازدادت الهوة بين القوى السياسية وصعوبة الجلوس على المستديرة, فبعد ان كانت الاجتماعات من أجل المشاركة في الحكومة ولكن الأن إن عقدت ستكون في سبيل مواضيع خلافية جذرية. وان كل الاحتمالات واردة بشأن البيت الكوردستاني بعد نهاية داعش بين قيام دولة او تقسيم الاقليم الى ادارتين مثلما كان سابقاً و كل طرف يملك من الاوراق ما يكفي لزعزعة الاستقرار اما المكونات الاخرى من التركمان والمسيحيين فان سقف مطاليبهم قد ارتفع من مجرد النص على حقوقهم في الدستور والقوانين الى انشاء أدارات وأقاليم خاصه بهم مما يشكل عاملاً  آخر لتعقيد المشاكل .

هكذا فان داعش أستبقت وراءها من الآهات والمعانات يكاد الوصول الى حلولها صعباً لكل المكونات, في ظل اصرار امريكي على ضرورة وحدة العراق على اساس الفدرالية التي لم تعد نظاماً يمكن الاستناد اليها في بناء دولة وتدخل ايراني حتى العظم في شؤونه بالاضافة الى ظهور جماعة اخرى على غرار داعش يلوح في الافق مع تغير في الاسم والمنهج والاهداف ... اذن فان التفكير بدولة عراقية موحدة مجرد ضرب من الخيال .

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.