مقالات وآراء

من يسخر من “سوبرمانية” نصر الله ويشوه كلامه؟// صائب خليل

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 01 تموز/يوليو 2016 10:39

كتب بواسطة: صائب خليل

الزيارات: 1640

الموقع الفرعي للكاتب

من يسخر من “سوبرمانية” نصر الله ويشوه كلامه؟

صائب خليل

27 حزيران 2016

إثر خطاب السيد حسن نصر الله بمناسبة اربعينية الشهيد مصطفى بدر الدين، كتب عبد الأمير الركابي مقالة بعنوان "سوبرمانية حزب الله. ياسيد خفف". في ذلك الخطاب كان السيد صريحا في عدة أمور بأكثر مما هو صريح في العادة، فأشار إلى حدث قديم تلا احتلال داعش للموصل مباشرة ويتمثل بطلب "الأخوة العراقيين" من حزب الله المساعدة بالخبرة العسكرية، وهو ما اثار عبد الأمير الركابي كما يبدو ليكتب مقالته تلك. 

المقالة مليئة بالسخرية والاستخفاف بما جاء في الخطاب بل وبحزب الله وبإيران ولبنان التي لم يوفر عليها الركابي السخرية حتى من مساحتها ومساحة ما يشغله منها حزب الله، وذهب في اندفاعة "وطنية" إلى الإشادة بـ "العراقيين" الذين "جرعوا الخميني السم"، مؤكداً أن تفسير ذلك يعود إلى فارق "النوع" (أي ان هناك فرق في "النوع" بيننا وبين الإيرانيين يتيح لنا التفوق عليهم رغم أنهم يفوقوننا عددا ومساحة ثلاثة مرات كما اوضح)! وكأني اسمع عتاة الصهيونية وهم يهتفون بتفوقهم "النوعي" على العرب والذي يتيح لهم الانتصار عليهم رغم فارق العدد والمساحة! الفارق الوحيد هو ان الصهاينة مازالوا في حرب احتلال مع العرب، اما الركابي فيذكرنا بإلحاح، ولسبب نجهله، بحرب مشؤومة مضت، كنا المعتدين فيها!

يستخدم الركابي في مقالته حيلة قديمة لتشويش الرؤية وابتزاز جمهور القراء بالعزف على أوتار عواطفهم الحساسة للتغطية على حجج مختلة، تكون مكشوفة إن جاءت بدون تلك التغطية. ففي خاتمة مقالة الركابي قال عن نصر الله والعراقيين: "وانا انصح اخي السيد وغيره بضرورة تجنب استفزازهم، لأنهم التاريخ، وشرف الامة، وقمتها، وإمبراطورتيها الكبرى التي لا تغيب عنها الشمس، ومرجعية العالم"..

موحياً وكأن نصر الله قال بالعكس أو أوحى به، لكن من من العراقيين يصدق انه "مرجعية العالم"؟ العجيب ان البعض لا يقترح كل هذه العظمة إلا حين يكون موضوعه مقارنة وندية بإيران أو (هنا لأول مرة) حزب الله. أما عندما نقارن بالغرب أو بإسرائيل فيجب أن نؤمن بإننا لسنا سوى حشرات، وليس هناك منطقة وسطى.

هذا التشويش بالعواطف قد يتقمص أشكالاً مختلفة. وآخر مرة رأيتها قبل هذه كانت حين استخدمت "العتبة الحسينية" اللعب على العواطف في محاولة لتمرير تغيير اسم بابل من خلال تقديم اسم مقدس كبديل. فمثلما تردد البعض في الاعتراض في وقتها لكيلا يتهم بمعاداة "الحسن" وآل البيت، ينتظر منا ان لا نعترض هنا حتى لا نتهم بمعادة الوطن واستصغار حجمه والتبعية للأجنبي. المنتظر منا هو أن نغضب من نصر الله دون ان نسمع ما قاله حقاً، وأن نقبل حتى بالمغالطات ما دامت تضعنا فوق الآخرين من ناحية "النوع"!

لكن دعونا نتجرأ ونسأل: ما الذي قاله حسن نصر الله حقا؟

قال الرجل أن العراقيين قالوا لنا: "لا نريد منكم مقاتلين، لدينا مقاتلون" وأنهم طلبوا عدداً محدداً من قادة ميدانيين لديهم خبرة وتجربة ليساعدوا في التخطيط والتدريب والقيادة، وأنه طلب تجهيز المطلوب في الصباح، ذاهباً إلى امتداح سرعة استجابة كوادره وخاصة الشهيد مصطفى بدر الدين باعتباره المسؤول المعني عن الملف وكان هو موضوع الخطاب، وذكره في احداث أخرى.

قال نصر الله ان هذا النداء لو لم يلب بسرعة "من كل اللذين لبوا هذا النداء وبالدرجة الأولى من الشعب العراقي نفسه (هذه تجاهلها الركابي!) من الأخوة في إيران من حرس الثورة والجنرالات الإيرانيين... ومن العراقيين ابتداءً ...أولا وآخرا ... من الأخوة العراقيين جيشهم وشعبهم واستجابوا لنداء مرجعيتهم وقياداتهم واحزابهم وقواهم والأصدقاء اللذين لحقوا بهم، لكانت داعش اليوم في بغداد وفي بقية عواصم دار الخلافة الداعشية... ولكانت المنطقة في كارثة.

وتحدث عن "الصبر الجميل في العراق".. والصعوبات الكبيرة في العراق

وجدنا ان العراقيين استطاعوا ان يدحروا داعش بإرادة القتال الصلبة وان يصنعوا لأنفسهم وحدة وطنية وتحت راية هذه الوحدة الوطنية هزموا داعش (لن تجد اثرا لهذا في مقالة الركابي) خلافا لما تريده بعض الفضائيات العربية التي تدافع عن داعش ليل نهار وتقاتل إلى جانب داعش بالأكاذيب والإشاعات والفتنة المذهبية والتحريض الطائفي".. ثم يتحدث عن هزيمة داعش التاريخية في الفلوجة ويضيف: "العراقيون الذين يقاتلون اليوم في الفلوجة وفي الانبار وفي الموصل هم يدافعون اليوم عن كل المنطقة وعن كل الأمة وعن كل شعوب هذه المنطقة وعن العالمين العربي والإسلامي وليس فقط عن مدنهم. يجب هنا أن نخص بالتحية إخواننا من علماء السنة والزعماء السياسيين السنة الذين كانت لهم مواقف شريفة جدا (لا أثر لهؤلاء عند الركابي).. وأسقطوا وأحبطوا مساعي أولئك الشياطين الفتانين الخبثاء الذي أرادوا ان يصوروا للعالم وللعراقيين ان معركة تحرير الفلوجة هي معركة شيعة وسنة ومعركة مذهبية وطائفية." أنتهى حديث نصر الله عن العراق!

ماذا كتب الركابي عن هذا؟ كتب: “فجاة تحول الشهيد مصطفى بدر الدين الى محرر للعراق وسوريا وشمال البلقان واذربايجان والبوسنه والهرسك، نحن العراقيين المساكين طلبنا من السيد...”

 وسخر من "التنظيم المكرسكوبي "حزب الله العراقي" الذي افترض الركابي انهم هم من طلب المساعدة... وقال إن “السيد يكمل متجاوزا على شهداء وتضحيات وشوفة حال العراقيين ليقول بان بغداد كادت تسقط لولا الحرس الثوري الايراني، وحزب الله" وأنه كان يقوم بـ "بيع الأوهام" وأن "العراق – 40 مليون" الخ.. ولم يفته الغمز لصالح داعش في سوريا حين أكد أن "قاعدة النظام البشرية اقلية قليلة." أما الأكثرية فهي بلا شك "المعارضة الديمقراطية"!

قال الركابي: "شيء مهم نسيه السيد، ان الحشد الشعبي ظهر تلبية لنداء المرجعية النجفية"

 والغريب ان السيد قال بالحرف الواحد: "واستجابوا لنداء مرجعيتهم"!

ويكمل الركابي ابتزازنا بالمديح: "صحيح مقاتلي حزب الله كرانديزرات وسوبرمانات، بس ليس في العراق، روحوا تمرجلوا وتفشخروا بغير مكان، هنا مذخر التجارب العسكرية، وهنا جمجمة العرب "ورمح الله في ارضه، ورمح الله لاينكسر"،

المديح يستمر ليشمل إنجازات صدام بشكل يبدو كجزء من مدح العراق والعراقيين: "هنا كان الجيش الرابع في العالم، وهنا بدات بدايات توليف الجنس الثالث من السلاح بين الجنسين الشرقي والغربي، واسأل شركات تصنيع السلاح العالمية، وارجو ان لاتنسى سيدي ان العراقيين مرغوا قبل سنوات انف القوة الاعظم في التاريخ في الوحل رغم ان المعركة كانت جزئية ولم تتحول للاسف الى شاملة".

أين مرغوا ذلك الأنف؟ أنا من ناحيتي لم اسمع بهذا الأمر. وأية حرب تلك التي يتمناها لو كانت شاملة بدلا من الجزئية؟ يبدو انه يتوقع منا ان لا نسأل، بل نصفق فقط، مادام هو يمدح جيشنا!

وأخيرا ينصح الركابي السيد بعدم "استفزازنا" لأننا "مرجعية العالم" التي لا تغيب عنها الشمس.. الخ

الركابي في كل خطابه، يفترض أن السيد نصر الله كان يقلل من شأننا (رغم كل تلك النصوص أعلاه) ويوحي لنا بأننا يجب ان نستفز من هذا.. لكن من يستفز بالفعل، هو بلا شك ممن قرأ المقالة قبل أو دون أن يسمع خطاب نصر الله.. وربما افترض الركابي أن احداً لن يكلف نفسه بالاستماع إلى الخطاب الطويل ليجد الجزء الخاص بالعراق، أو ان حمية "الوطنية" العاطفية ستشوش الحقائق قبل ان تصل أذنه التي لن تكون حيادية لسماعها بشكل صحيح.

ولتسهيل الأمر على من يريد أن يسمع وليس لديه وقت طويل، اقتطعت الجزء الخاص بالعراق من خطاب نصر الله، ليسمعه من يشاء ويحكم بنفسه، إن كان ما قلته في هذه المقالة خطأ لا أساس له، ام ان مقالة الركابي هي الخطأ؟ ولماذا هذا الخطأ؟

خطاب السيد حسن نصر الله – الجزء الخاص بالعراق

https://www.facebook.com/khalilquotes/?pnref=story

مقالة عبد الأمير الركابي:

سوبرمانية حزب الله .. ياسيد خفف... - Abdul Amir El Rekaby

https://www.facebook.com/abdulamir.elrekaby/posts/1013947502017313?comment_id=1013999392012124&notif_t=feed

_comment_reply&notif_id=1466862119656362

• < السابق
• التالي >