اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الأنقلاب التركي .. دروس لأقليم// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الأنقلاب التركي .. دروس لأقليم

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

21/7/2016

 

تعرضت دولة تركيا ليلة (15/16-7-2016) الى هزة عسكرية كبيرة شهدت احداثاً دامياً بعد ان قام مجموعة من العسكر بمحاولة الانقلاب على حكومة اردوغان وبينالي يلدرم وتمكنوا من السيطرة على العديد من مفاصل الدولة منها البرلمان والقصر الرئاسي ورئاسة الاركان ومطار اتاتورك الدولي والتلفزيون الرسمي وتم تلاوة البيان الرسمي للانقلابيين والاعلان عن حظر التجوال والاحكام العرفية وايقاف الرحلات الجوية وغيرها من الامور التي اثرت بشكل سلبي على الحياة السياسية والاقتصادية والامنية للبلاد وكانت ردود الافعال الداخلية والدولية سريعة ومؤيدة للحكومة الشرعية، وتلبية لنداء اردوغان نزل الشعب التركي الى الشارع وتمكنت الاجهزة الامنية والمخابراتية من افشال المحاولة والسيطرة على الاوضاع بعدما ذهب ضحيتها العديد .

ان الانسان بطبعه يستفاد من تجارب واحداث غيره وعليها يبني حياته ليتجنب الوقوع في نفس الزلات والاخطاء و يمارس الاعمال التي كتب لها النجاح لغيره و هكذا هي الحياة  . 

 نحن في اقليم كوردستان علينا ان نستفاد من الاحداث التي مرت بها دولة تركيا الجارة في الايام السابقة لأن الاقليم يمر بمرحلة من الازمات السياسية من الاختلاف بين الاحزاب السياسية في القضايا الجوهرية من رئاسة الاقليم والبرلمان وعدم الشفافية وتقسيم الاقليم الى ادارتين مثلما كان سابقاً وازمة اقتصادية ومالية و تأخير الرواتب ناهيك عن ازمة اللاجئين والنازحين وانشاء المخيمات ... الخ فمن الدروس المستفادة هي:

1.   أن إرادة الشعب هي القلعة الحصينة والسور المنيع لحماية أي كيان والحفاظ عليه والوقوف امام كل المحاولات للنيل منه، فان الشعب التركي الذي لبى نداء اردوغان اثبتت بأنها القادرة على الوقوف بوجه الدبابات والطائرات و العسكرتارية المقيتة التي ذاقت منها طوال العقود الماضية من القرن السابق مرارة الحياة والعيش تحت سياطهم والمكانة المهينة لتركيا في المجتمع الدولي بين تبعية للقوى والاعتماد على المساعدات تحت وطأة المديونية فليكن درساً لكل القوى السياسية الكوردستانية بان الشعب الكوردستاني هي ذات ارادة صلبة اثبتت جدارتها مرات عديدة منها في الانتفاضة المباركة عام (1991) بحيث تمكنت من قهر الاعداء وهدم قلاعهم وكسر شوكة الخوف منهم بعدما قرر وضحى وهي نفسها التي حمل السلاح ليقف بوجه داعش قبل سنتين بعد ما حاول النيل من كوردستان وهو الذي صبر ويصبر على كل الازمات دون خوف وانما استحياءً لدماء شهداءها وعرق الاوفياء ونضال السنوات الطوال وان الحزب الذي ينطلق من رحم هذا الشعب هو الذي يقدر على البقاء والاستمرار والا فالشعب لايرحم من يجعله وسيلة ليصل مبتغاه ويستغل قوة الشعب لاهدافه، والشعب اذا اراد فان فوهات البنادق وصوت المدافع وسلاسل الدبابات لايرعبه بل يزيده اصراراً وصلابة وباختصار الشعب هو الاساس المتين الذي ينطلق منه كل الافكار والتوجهات وهو باني الامجاد والانجازات.

2.   ان وجود المعارضة السياسية ظاهرة صحية في المجتمعات الديمقراطية ولايعني بان المعارضة لاتريد الخير للبلد وانما تشترك مع من في السلطة بمجموعة من المشتركات منها حماية الامن القومي للبلد وتحسين الوضع الاقتصادي وغيرها من القضايا الاستراتيجية ولكن برؤى مختلفة. وعندما يتعرض البلد الى التهديد بوجوده وتغير نظام الحكم تتوحد جميع القوى وتقف بوجه ذلك وهذا ما اثبتته القوى السياسية التركية من يمين ويسار ففي الساعات الاولى من محاولة الانقلاب اعلنت كل القوى مع الاحتفاظ بملاحظاتها بانها لاتؤيد الانقلاب العسكري ولا يعني ذلك تبعية هذه الاحزاب لحزب اردوغان وانما لشعورهم بوجود خطر يهدد وجود تركيا بمجمله فان وحدة الصف في وقت الازمات والمحن ضرورة.

 

وان اقليم كوردستان يمر بمرحلة من الازمات (مثلما اشارنا اليه سابقاً) وانه على مفترق الطرق بين التهديد بالوجود او الاعلان عن كيان سياسي ولكن في وسط خلافات شديدة تصل احياناً الى التهديد بالمسح وانكار البعض وعلينا ان نستفاد من وحدة القوى السياسية التركية في اوقات المحن وعلى الاحزاب الكوردستانية بمختلف التوجهات القومية والدينية ان تتوحد ليصل سفينتنا الى بر الامان وتضع كل الخلافات الشخصية والحزبية جانباً وتوحد صفوفها والا يكون للشعب كلمته والتاريخ لايرحم احداً .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.