اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الفساد له رب يحميه// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الفساد له رب يحميه

جمعة عبدالله

 

من مهازل الزمن الاسود, الذي اصاب العراق, بالمصائب والبلاء والويلات. ان يكون للفساد والفاسدين جدار صلب وفولاذي يحمي ظهرهم من عواقب الزمان الوخيمة بالحماية المطلقة, ليكونوا  في امان وحرية تامة بحماية ورعاية القانون, ويتصدى بعنف وقوة لكل من يتطاول على قامة الفساد والفاسدين. فقد اصبح الفساد شريعة وقانون ونهج حياتي وطريق لاسلوب الحكم بكل مهارة احترافية يحسد عليها, حتى من الشيطان وعصابات المافيا. هذا الواقع العراق الحقيقي بعد سقوط نظام البعث ومجيء الاحزاب الطائفية الى الحكم والنفوذ, باستلام الاحزاب الاسلامية بشقيها (الشيعي والسني) . فلم تتجاسر على تقديم فاسد واحد للمحاسبة والعقاب رغم اهوال جرائم الفساد الكبرى, لانهم يجمعهم مبدأ مقدس واحد (غطي فسادي, اغطي فسادك) , لذلك اعطوا الحرية المطلقة للحرامية واللصوص ان تنهب وتسرق وتقوم بعمليات الاختلاس والابتزاز والاحتيال, بمطلق الحرية وبكل امان, لان الفساد اصبح حق شرعي مقدس, لا يمكن الاخلال به او التضييق عليه, لانه يدخل من باب بمعصية اوامر اوصياء رب العالمين, وذلك تحول العراق من بلد الذهب الاسود, الى بلد الدهر المسخم والاسود, بأن اصبح بقرة حلوب لقادة الاحزاب الطائفية الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها من الفقر المدقع الى اغنى الاغنياء واصحاب الملايين من الدولارات, فقد هبوا بعيون جائعة على خزينة الدولة كالذباب الذي يتجمع على قطعة الحلوى من المعممين وغير المعممين, لذلك اختفت الاموال بالارقام الخيالية من خيرات العراق والتي تقدر باكثر من 700 مليار دولار, ذهبت بكل بساطة وسهولة الى جيوب الفاسدين منذ سقوط النظام البعثي ولحد الان, واصابوا الدولة بالشلل التام بانعدام تقديم  الخدمات والبناء والاصلاح والتعمير. سوى يلعب بها الفساد والرشوة بأسم الدين والطائفة والمذهب. ولم تتوقف عمليات النهب والسرقة رغم الازمة المالية الخانقة, فما زالت اعراس واعياد الفساد في ربيعها الذهبي. ومن مهاترات التراجيدية العراق السوداء, بأن يكون البرلمان راعي وحامي الفساد والمدافع الامين, حتى عطت روائح فسادهم العفنة, التي تزكم الانوف بعفونتها الكريهة. طالما وجدوا سند وملاذ حقيقي لهم وهو القضاء العراقي, وهو الاخر غارق الى قمته بالفساد والرشوة, بدليل تزكية وتبرئة راعي الفساد, رئيس البرلمان العراقي العتيد (سليم الجبوري) , الذي نال التزكية والبراءة اسرع من الضوء, وكذلك ما كشف من اهوال وفضائح الفساد الذي اقترفتها وزيرة الصحة (عديلة حمود) ولحد الان, تشعر في امان وسلام من المسائلة, رغم الجرائم الكبرى, كأن لاشيء يدنس قدسية الوزيرة الفاسدة, فقد شفطت بكل بساطة الاموال المخصصة لتطوير وتحسين وتعمير وصيانة المستشفيات, وتوفير الشروط الصحية والانسانية, ومنها مستشفى اليرموك اكبر مستشفيات بغداد, وبالنتيجة المروعة, لا تطوير ولا تحسين, ولا تعمير, ولا صيانة واصلاح, وحتى بدون توفير شروط معايير السلامة, والافدح من كل هذا, افتقار المستشفيات الى معدات ووسائل اطفاء الحرائق. لذلك كان الجلل الاعظم بحرق الاطفال الرضع في قسم الولادة في مستشفى اليرموك, واحتمل قوي جداً بأن تندلع الحرائق وتحرق البشر في مستشفى اخر والوزيرة تنام على الوسائد الحريرية بكل اطمئنان وهدوء, كأن الجرائم البشعة ليس لها قيمة طالما حياة العراقي اصبحت بخيسة بدون قيمة. لقد كذبت وزيرة الصحة للتغطية على حجم فسادها بأن صرحت الى وسائل الاعلام, بأن الحريق نتيجة تماس كهربائي, ولكن اللجنة التحقيقية, كذبت اقوالها, وصرحت بصريح العبارة, بأن الحريق نتيجة فعل فاعل متعمد اراد اشعال الحريق في المستشفى, ثم تأتي اللجنة الامنية لمجلس محافظة بغداد, الشريك الاساسي في الفساد والرشوة ,بأن تعلن بكل نشوة الانتصار, بأنه القي القبض على العصابة, التي قامت بجريمة الحريق في مستشفى اليرموك, وسرقة مائة مليون دينار, ويتلقون الصفعة الدامغة من رئاسة محكمة استئناف الكرخ, بادالة الجنائية, بان تصرح, ان حريق تم ليس بدوافع السرقة, وليس هناك اشارة في الشكوى او الدعوة المقدمة بأن تشير الى سرقة مائة مليون دينار, وحتى عدم وجود خزانة او اموال سرقت. هذا دليل, بأن تكون ذريعة السرقة, للشفط والنهب مرة اخرى. هذا يدل بأن للفساد له رب يحميه ويرعاه , انه قادر على كل شيء قدير

جمعة عبدالله

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.