اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكورد ومسك العصا من الوسط// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكورد ومسك العصا من الوسط

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

2016/8/23

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

تشير الاحداث والمواقف الدولية وفق التحليلات والتنبؤات الاتية بان العالم بأسره ومنطقة الشرق الاوسط مقبل على التقسيم بين منطقة نفوذ امريكية واخرى روسية ولكل منهما أتباعه ويحاولان بسط نفوذهما على اكبر قدر من المساحة وتأمين مصالحهما فبعد ان انقسم العالم ابان الحرب العالمية الاولى بين بريطانيا وفرنسا بناءً على اتفاقية سايكس بيكو ويبدو ان هناك صراعاً خفياً بين القوتين وهي بدون شك امتداد للحرب الباردة التي طالت امدها اكثر من نصف قرن .

 وان شعوب المنطقة تحاول ان ترتبط باحدى القطبين بعدما كانت امريكا القطب الاوحد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق في العقد التسعيني من القرن الماضي، وتختلف وسائل كلا الدولتين في بسط نفوذهما بين ايجاد قواعد عسكرية او شركات اقتصادية (نفطية) او المشاركة السياسية لادارة الحكم في هذه المناطق في وقت لاينكر دور الدول الاخرى ولكن بتأثير اقل او انه جزء من استراتيجية احدى الدولتين .

ان احدى الشعوب التي باتت تلعب دوراً هاماً في منطقة الشرق الاوسط هو الشعب الكوردي بكل اطيافه وقواه السياسية ومساعيه في تقرير مصيره في كل اجزاء كوردستان الكبرى ويمكننا القول بأنه اللاعب الرئيسي في لعبة الأمم وخاصة في كوردستان العراق بعد دوره في بناء الحياة الديمقراطية والتعايش السلمي وغيرها من الركائز الذي يستند عليه حكومة الاقليم وشعبه .

السؤال الذي يطرحه الكثيرين هل يمكن لحكومة الاقليم ان يمسك العصا من الوسط بين هاتين القوتين ام انه مضطر الى اختيار احدهما بكل امتيازاته وعواقبه ويربط مصيره بتواجده وقوته ... إن اتخاذ مثل هذا القرار صعب للغاية وانه ليس وليد هذه الاحداث وانما سيكون ثمار السنوات الماضية بين من كان داعماً لها وواقفاً بالضد منها ولكنه واقع حال بحيث لا يمكن ارضاء كل الاطراف وكان من السهل اتخاذ هذا القرار ولكن مصيبة الكورد وأفتهم هو التقسيم على نفسه بين معسكر يتبنى استراتيجية روسيا وايران والعراق الشيعي وآخر يجد نفسه قريباً من امريكا وتركيا والدول العربية مثل السعودية وقطر والاردن متعاطفاً وحامياً للعراق السني ... واذا كان هذا التقسيم لمصلحة الشعب الكوردستاني وجزء من استراتيجية القيادة السياسية للأقليم بضرورة الحفاظ على مصالح كلتا الدولتين للاستفادة وانقاذه من المظالم وتأمين قيام كيان سياسي فانها تدل على حكمة هذه القيادة وقدرتها على اللعب فوق الاوتار المختلفة ولكن اذا كان هذا التقسيم ناتجاً عن اختلافات جوهرية في الرؤية والابعاد السياسية (وهذا ما يشم رائحته) فانه سيكون كبش الفداء للمصالح الدولية مثلما كان سابقاً ومازلنا نتذوق مرارتها وان زيارات قادة الاكراد الى الدول المختلفة مثل تركيا واوربا وامريكا وأخيراً قرار رئاسة الاقليم بزيارة السيد مسعود البارزاني الى ايران استجابة لدعواتها المتكررة تأتي في سياق مسك العصا من الوسط دون التحيز الى جانب دون الاخر وجواباً للاطراف التي تتهم سيادته ببعده عن ايران والمحور الروسي. وبتجاوز هذه المعضلة السياسية التي تقرر مصير الشعب الكوردستاني على القيادة السياسية في الاقليم في هذه المرحلة العصيبة ان تعمل بكل جد:

-    توحيد صفوفها ونبذ الخلافات والمصالح الحزبية جانباً والعمل وفق المصالح العليا للشعب الكوردستاني بكل قومياته واطيافه واديانه وتوحيد الخطاب السياسي على المستوى الداخلي والعراقي والاقليمي .

-    معالجة المشاكل والازمات الداخلية (السياسية والاقتصادية) والرجوع الى الشعب وجعله مصدراً يستمد منه الارادة والعزيمة .

 

-    تحسين العلاقات مع كافة الدول الاقليمية والدولية وشعوبها على اساس حسن الجوار واحترام الحقوق وفق المصالح السياسية والاقتصادية والوقوف على مسافة واحدة منهم .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.