اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أبناء عاكف يساعدون امهم ويعلمون شعبهم// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أبناء عاكف يساعدون امهم ويعلمون شعبهم

صائب خليل

24 آب 2016

 

كنت اردد دائما: إذا سقط الشيوعي صار ليبرالياً، لكن السيد حبيب محمد تقي، برهن لي ان هناك مهاوٍ أبعد غوراً في السقوط. لنبدأ القصة من أولها.

الدكتور عدنان عاكف أحد اقاربي واصدقائي، رجل شيوعي يساري مبدئي، له اهتمام كبير بالتاريخ والحضارة العربية والإسلامية إضافة إلى اهتمامه بالجيولوجيا، موضوع اختصاصه، ويغامر أحيانا بجمع هذه الاهتمامات بكتابات أدبية وعلمية وتاريخية جميلة ومثرية. كما ان كتاباته عن فترات نضال الحزب السرية هي من أجمل ما كتب عن الموضوع.

لهذا الرجل نقطة ضعف واحدة (عدا ضعف كل من نظره وسمعه :) ) وهي انه متسامح الى درجة كبيرة، فيقبل بين أصدقائه على الفيس، إضافة إلى المثقفين المهتمين بما يكتب، كل من يطلب صداقته ممن هب ودب من الناس. واسوأ من هذا انه يحتفظ بتلك الصداقة او العلاقة حتى بعد انكشاف سوء هؤلاء الأصدقاء، ويبقى يناقش تعليقاتهم بأدب وصبر لا يستحقونهما.

السيد حبيب محمد تقي كان أحد هؤلاء، وهو شيوعي سابق اسقطه الزمن او الظروف، لكنه بقي يكتب وكأنه مازال يساريا حريصاً. وكان هذا يهاجم بين الحين والآخر الدكتور عدنان بشكل صلف، والذي احتفظ بصداقته رغم ذلك.

لم يكتف هذا الرجل بهذا الأمر، بل ذهب يطلب صداقة ابنة الدكتور عدنان، والتي وافقت على ذلك حين شاهدت أنه "صديق" لأبيها. فما كان من الرجل في اليوم التالي، إثر مناقشة معها، إلا ونشر منشوراً غريبا عنها في صفحته، هذا نصه: "ابنت العاكف المناكف .. لا تخلطي الاخضر باليابس كأبيكِ.. الإلحاد شيء .. وعدم الإقرار بالديانات الزاعمة وبسذاجة .. بالإصطفاء من لدنه .. شيء اخر ومختلف ..."!

والظاهر ان حبيب أعجب بنصه هذا رغم مصائب الإملاء والتشوش الشديد في المعنى، فوضعه بشكل صورة ونص. والأدهى من ذلك انه أضاف صوراً اخذها من صفحة ابنة الدكتور عدنان لها ولعائلتها، ووضعها على المنشور! وحين رأت السيدة ذلك المنشور وتلك الصور، أصيبت بالصدمة وطالبته بإزالة الصور على الأقل! لكنه رفض وأصر بعناد، حتى هددته بأن تشكوه إلى إدارة الفيسبوك! فأزال الصور مجبراً وليس بدافع أخلاقي، وترك نصه "الجميل"، حتى لحظة كتابة هذه السطور. (1)

حين عرفت بالأمر اصبت بصدمة أن يمكن ان يتصرف رجل بهذه الطريقة مع النساء، لكني عدت وتذكرت ما حدث في مجلس النواب العراقي. ترددت فيما يجب عمله، فـ "من شابه نوابه ما ظلم"، وفضلت ترك الموضوع، لعلها تكون نزوة سخيفة عابرة.

 

لكن الرجل عاد ليكتب مقالاً عجيبا، يهاجم فيه " أبناء عاكف" عموماً، ويكاد يحملهم "العجز والفشل والشلل" الذي يعاني منه الحزب الشيوعي العراقي، وحتى "اليسار العراقي"! لأنهما "لا يتمتعان بالقدرة على قوة التأثير كقياديين وكادريين حزبيين . إلا بحدود أسرتيهما" ومحيطهما الضيق! وهما " لا يتمتعان بالقدرة على قوة التأثير كقياديين" و "لا يمتلكان مهارات التأثير على الجماهير" ويمنعان الفرص عن النشء الجديد.. الخ! (2)

 

هذا الهذيان كما وصفه الدكتور حسان عاكف بحق في نشره لرسالة حبيب المفتوحة، مثير للاستغراب. وأنا هنا لا ادافع عن الحزب الشيوعي العراقي، فلدي الكثير من النقد له، لكن تحميل "أبناء عاكف" وزر مشاكله، هو أمر مضحك. فالدكتور حسان قيادي ممتاز ومتحدث لبق وله اطلاع كبير وذو أدب جم. والدكتور عدنان لا يقل عنه في ذلك كله، إضافة إلى انه لم يشارك بفعالية في الحزب منذ زمن طويل، وليس هناك اية مناسبة للحديث عن كفاءته القيادية! أما عائلة المرحوم عاكف التي هاجمها حبيب محمد تقي هكذا، فمن أكثر العوائل العراقية التي قدمت تضحياتها بوجه الدكتاتورية ودفاعا عن حزبها، فاستشهد اثنان من أولادها في بشتاشان وعانى الباقين من الذكور من السجون والتشرد، وعانت النساء من القهر والخوف والدموع الشيء الكثير الكثير. ورغم ذلك تمكنوا جميعاً من الحصول على اعلى الشهادات بين طبيب ومهندس ودكتوراه جيولوجي. ولست أدرى إن كان لعائلة السيد حبيب سجل أكثر تشريفا من هذا.

 

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فالحديث عن "أبناء عاكف" ذكرني بمقالة كتبتها قبل 8 سنوات بمناسبة عيد المرأة. وكانت بعنوان “جمال يساعد امه" (3) كتبت فيها: "أذكر ان والدتي كانت تطلب منا احياناً ان نعمل في البيت، وكانت تشير الى عائلة من اقاربنا كان جميع ابنائها من بنين وبنات يتقاسمون العمل بلا تفرقة ولا تشكي، وتطلب منا ان نقتدي بهم". وكتبت أن قيام الأولاد بمساعدة البنات في تلك العائلة لم ينل من شجاعتهم ورجولتهم فـ "اشتركوا في معارك البيشمركة وساندوا الفلسطينيين في لبنان فاستشهد منهم من استشهد وعاد سالماً من عاد. لقد تحملوا بلا شك تضحيات ندر ان تحملتها عائلة عراقية."

وفي الخاتمة كتبت: من منكم لا يتذكر "الى متى يبقى البعير على التل"؟ و "قدري قاد بقرنا"؟ و "يساعد فاروق اباه"؟ جمل صغيرة كان القصد الوحيد منها تعلم حروف معينة، وبقيت في اذهاننا، نتذكرها بحب وحنين، رغم ان معظمها فارغ من المعنى تماماً. اتساءل: ان كانت هذه الجمل قد حفرت في ذاكرتنا هكذا فما ضرّ لو اخترنا مكانها جملاً لها معنىً؟ ما رأيكم بعبارة: "جمال يساعد أمه"، مع صورة لفتىً يغسل الصحون في المطبخ؟ لا شك انها ستثير نقاشاً طريفاً ومفيداً في الصف. وهكذا وببساطة تتفجر فقاعة كبيرة من فقاعاتنا التربوية الكثيرة، ونسير الى الأمام خطوة!"

 

هذه العائلة التي دعتنا والدتي للاقتداء بها ودعوت انا العراقيين للاقتداء بتربية أبنائها، لعلنا "نسير إلى الأمام خطوة "، هي عائلة عاكف، والأبناء موضع الحديث هم ذاتهم "أبناء عاكف" الذين ينهال حبيب محمد تقي عليهم بهذيانه غير المفهوم هذا اليوم.

 

(1) حبيب محمد تقي عن ابنة د. عدنان عاكف

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10207587565187377&set=p.10207587565187377&type=3&theater

(2) حبيب محمد تقي عن "أبناء عاكف"

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10207808587872806&set=a.1828182584484

.2093053.1237902047&type=3&theater

(3) صائب خليل : "  جمال يساعد امه"

 

 http://al-nnas.com/ARTICLE/SKHalil/6wm.htm

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.