اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

دربونة وعكد الأمويين والعلويين مابين صالح الحلي والأصفهاني ولأمين// ذياب مهدي آل غلآم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

دربونة وعكد الأمويين والعلويين مابين صالح الحلي والأصفهاني ولأمين

ذياب مهدي آل غلآم

 

استهلال لابد منه : موضوعة اشغلت بعض ولازالت تشغلهم ، بين رافضا بالتحريم ومشكك بالأحتياط ومنهم من يقرها بالتقية او من أجل الخدعة والبدعة والاستحمار ... عند الشيعة وخاصة موضوعة التطبير ومشتقاته الدامية ولنأخذ قضية المنبري القارئ صالح الحلي نموذجا ...!؟

- لا يعلم تحديداً تحول صالح الحلي من مسلك الحوزوي المرجعي إلى مسلك الخطابي المنبري الروزخوني ، غير أن بعض الكتاب والمؤرخين دونوا بعض الآراء والمرويات في هذا الشأن . لا يُعلم تحديداً سر تحول الحلي من المسلك الحوزوي العلمي إلى المسلك الخطابي غير أنَّ بعض الكتاب والمؤرخين دونوا بعض الآراء والمرويات في هذا الشأن : فمنها عن الأديب العراقي جعفر الخليلي الذي يذكر أن الحلي كان حافظاً للقرآن ونهج البلاغة ، وكان في أحد أيام شهر محرم - الذي يحيي فيه الشيعة الإثني عشريَّة ذكرى عاشوراء ويرتقي فيه خطباؤهم المنابر - حاضراً في بيت صديق له حيث دُعي أحد الخطباء ليرتقي المنبر، وحيث أن الخطيب المقرر مجيئه تأخر بالمجيء فقد ارتقى الحلي المنبر بدلاً عنه، فأنس في نفسه المقدرة على الخطابة، وزاده إعجاب المستمعين رغبة في الاستمرار. وأما القول الثاني في هذا الشأن هو ما ذكره حيدر المرجاني في كتابه " خطباء المنبر الحسيني " حيث عزى الأمر إلى شظف العيش وشدة الحاجة والفقر المدقع ، فاتخذ الخاطبة مهنة ووسيلة للعيش الكريم وسد الحاجة ثم ثنية له الوسادة فصار من مشاهير الخطباء . وقد نقل هذين القولين في " معجم الخطباء " وعضَّد القول الأخير بقصة نقلها عن بعض أهل الخطابة الذين عاشوا مع الحلي، وملخصها أن الحلي كان في طريقه ماشياً على الأقدام مع بعض رفاقه لكربلاء ، إذ أقبلت عليهم امرأة ريفيَّة فسألت ذلك الموكب الديني الزائر: هل فيكم أحد يقرأ على الحسين؟ فرد الحلي بالإيجاب وأشار إلى نفسه، ومضى إلى الحي الذي تقطنه، وعقدت المجالس الدينية هناك حيث ارتقى فيها المنبر، وأقام عندهم أربعة أيام وفي منصرفه منهم أكرموه وأهدوا إليه مبلغاً من المال ... ولقد سمعت وقرأت عن الخطيب صالح الحلي وكظاهرة كما يسميها السيد الكشميري ، وحسب علمي القاصر جرت في النجف ولم أكن موجودا فيها وهي في نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات الميلادية من القرن العشرين . وما سمعته بالتواتر ومن كبارنا ومن كنا نحضر عندهم الدروس الدينية وخاصة من شيخي الراحل " العرفاني الشيخ علي قربان " أن الخطيب صالح الحلي كان خطيباً لسناً وجريئا وكان ساخطاً على بعض الممارسات التي يتطفل بها بعض في بيت المرجع سواءً ولدٍ أو حفيد أو صهر . ثم اطلع على مخالفات خطيرة لا على الصعيد المالي وإنما على الأصعدة الأخرى !؟ وأهمها أنه كان حاضراً عند السيد أبو الحسن الأصفهاني ، المرجع الكبير للشيعة ، وكان تزوره شخصية سياسية عربية وكان أبن السيد يقوم بالترجمة في الحديث ، فلاحظ صالح الحلي الذي يجيد الفارسية بأن الولد يخون في الترجمة ويترجم بشكلٍ يتفق ومآربه !؟ وبعد ذلك اختلى السيد صالح الحلي بالسيد الاصفهاني وأسره بالأمر . لكن ومع الأسف لم يأخذ السيد بكلام صالح الحلي ولم يقم بأي تحقيق في الأمر؟. واستنتج صالح الحلي بأن السيد وربما حتى غيره ( تُسيّر) مرجعياتهم بهذه الصورة فالإدارة والقرار والنقض والإبرام بأيدي هذه الشراذم والسيد المرجع ليس إلا هو صورة ظاهرية ( كما هو ما نعانيه اليوم ايضاً ) وأخيرا أدار صالح الحلي ظهره للسيد الاصفهاني وأخذ يتصل بالعلامة بالنائييني ، ورغم أن النائييني والاصفهاني كانا في مقاطعة شديدة لأكثر من 30 عاماً . حتى  لم يسّلم أحدهما على الآخر طول هذه المدة . إلا أن الخطيب صالح الحلي وجد عند المرحوم النائييني الحالة نفسها التي عند السيد الاصفهاني . فخرج بنتيجة سلبية جداً . وكان هذه التصور السيء عنده ينعكس في أحاديثه على المنبر بصورة قاسية مؤثراً جدا في النفوس . وانتهى به هذا المسلك إلى أن يثصدر السيد الاصفهاني فتوى تحرم الاستماع لمنبره والحضور في مجلسه كما عزز ذلك فتوى مماثلة من النائييني (رغم أن الرجلين يعيشان مقاطعة بينهما إلا أن المصلحة أصبحت مشتركة ) وهنا أصبح الخطيب صالح الحلي يعاني وضعا حرجاً ( فالمقدسون !؟ ) كانوا يعملون على هجرانه والابتعاد عن مجالسه لكن البسطاء والضعفاء والعمال والفلاحين والطبقة الشعبية المتدينة ازدادت تجمهراً حول مجلسه . واعطى تفاقم هذا الوضع صورة كريهة عن النجف الاشرف آنذاك سواء عن مرجعياتها أم عن خطبائها . وأصبح وضع المجالس المهمة والكبيرة في النجف يعاني فراغاً لأن الخطيب الحلي كان أمير المنبر آنذاك مما استدعى الأمر أن يطلب السيد الاصفهاني من الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي وهو خطيب ماهر لسن أن يترك مدينة الجعارة ( الحيرة ) ناحية تابعة لقضاء أبي صخير، وكان من اقضية لواء الديوانية ، وينتقل إلى النجف لملء هذا الفراغ وفعلاً حدث ذلك . غير أن الوضع كان يزداد سوءاً وقد قال في هذا احد رجال الدين في الكوفة ومن شعرائها وهو الشيخ علي البازي :

أبو حسن أفتى بتفسيق صالحٍ     قراءته أرختها غير صالحة

وهنا دخل عامل جديد في توتر الأمور هذه حيث أفتى السيد محسن الأمين في الشام بتحريم اللطم المتعري وضرب الرؤوس بالسيوف والقامات والزنجيل على الاظهر وغيرها . وذلك لتطهير الشعائر الحسينية من هذه الحالات المتخلفة . وتضامن معه عدد من كبار مراجع النجف ، وفي مقدمتهم المرحوم السيد الاصفهاني والشيخ كاشف الغطاء والشيخ النائييني والشيخ علي القمي والسيد هبة الدين الشهرستاني والشيخ جعفر البديري وكذلك كبير رجال الدين في البصرة السيد مهدي القزويني . وفي ظل هذا الوضع الجديد تحرك صالح الحلي مستغلاً السوقه والبسطاء من الناس وفجر فيهم الغضب على ذلك وأن التشيع أصبح في خطر ؟؟ وأن هذا الموقف من هؤلاء المراجع سيؤدي إلى طمس التشيع !!. وأنساق هؤلاء ( الهمج ) يلعنون السيد الأمين والسيد القزويني ويصفون السيد الأمين بأنه يزيد وكذلك السيد القزويني بأنه ابن زياد . وفي خطوةٍ أسوأ إذ نظم صالح الحلي قصيدته المأثورة ومطلعها :

يا راكباً أما مررت بجلق      فأبصق بوجه أمينها المتزندقِ

ثم انتشرت آنذاك أخبار حول وصول السيد الأمين إلى النجف للزيارة فتطوع بعض هؤلاء الهمج الرعاع وهم يلبسون الأكفان لقتل السيد الأمين ( ما اشبههم الآن !؟ ) كما أن بعض هؤلاء الهمج كان يسقي الماء في العشرة الأولى من عاشوراء ويصرخ أشرب الماء والعن الأمين ( أقول : ما أشبه اليوم بالبارحة وما جرى في السنين الأخيرة للمرحوم السيد محمد حسين فضل الله ) . لك يكتف الخطيب صالح الحلي بالطعن على محسن الأمين بل شن حملة شعواء على كل المؤيدين والمناصرين له ، فاخذ ينهال عليهم بالطعن والأتهامات الباطلة ، حتى وصل به الأمر إلى تجاسر على المرجع الكبير السيد الاصفهاني نفسه ، لكونه أيد السيد الأمين ، فشن عليه غارة عنيفة بكل معنى العنف ، ولم يترك لوناً من ألوان الرزاية بالكناية والتصريح إلا وصبغ به السيد أبا الحسن الاصفهاني من فوق المنابر التي كان يرقاها . واتخذ البعض هذه الدعوة وسيلة لمجرد مهاجمة أعدائه واتهامه بالأموية فكثر الاعتداء على الأشخاص ، وأهين عدد كبير من الناس ، وضرب البعض ضرباً مبرحاً . وتكلم عن هذ الاحداث أيضاً الأستاذ جعفر الخليلي فقال : بدافع إعجابي بالسيد محسن الأمين وانطباعي عنه منذ الصغر وايماني بصحة دعوته أصبحت أموياً وأموياً قحاً في عرف الذين قسموا الناس إلى أمويين وعلويين ، وكنت شاباً فائر الدم كثير الحرارة ، فصببت حرارتي كلها في مقالات هاجمت بها العلماء الذين خالفوا فتوى السيد أبي الحسن الاصفهاني والذين هاجموا السيد محسن الأمين ، وكنت أجد في بعض الأحيان رسالة أو اكثر وقد ألقي بها من تحت الباب وهي تتضمن إلى جانب التهديد بالقتل شتائم بذيئة تدل على خسة وجبن .  وكان التيارجارفاً والقوة كلها كانت في جانب العلويين ؟؟ وكان هؤلاء العلويون واتباعهم يتفننون في التشهير بالذين سموهم بالأمويين ، وبلغ من الاستهاتار أن راح حملة القرب وسقاة الماء في مأتم الحسين يوم عاشوراء ينادون مرددين ( لعن الله الأمين – ماء ) بينما كان ندائهم من قبل يتخلص في ترديدهم القول ( لعن الله حرملة – ماء ) فأبدلوا الأمين ب ( حرملة ) نكايةً وشتماً . وأخيراً هدأت الحالة بعد وفاة المرحوم النائييني وعملت جهات على إقناع السيد أبي الحسن الاصفهاني بأن يشترك ولو لدقائق في مجلس صالح الحلي وحضر الأصفهاني أخيراً وغُلق هذا الملف الذي أستمر لأثنى عشر عاماً وللأسف الشديد ...واستغر لكم ولي .

ملاحظة ؛ اعتمد في مدونتي هذه ، على ذاكرتي وما عاصرته خلال خمسة عقود من السنين ، وعلى المصادر الشفويه و مقالات منشورة على النت ... وكذلك بعض وثائق خاصة مثلا كتب السيد محمد حسن الكشميري وغيره من مدوني الذاكرة النجفية .. وارجو لمن يملك بعض من هكذا تاريخ مسكوت عنه ان يسعفنا به من اجل توثيقه ومن بعد ذلك نستعد لطبع كتابنا هذا ولكم الشكر والتقدير سلفا.

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.