اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

موسم السخرية بالجامعات العربية// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

موسم السخرية بالجامعات العربية

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

فداحة الظلم الواقع في الجامعات العربية يعشي عيون الظالمين والمظلومين على حد سواء، وإلا لماذا لا تتابع أي جهة عربية، حكومية أو مدنية، موضوع نزوح وسرقة الكفاءات العربية، وكيف أصبحت مواسم الإعلان عن التصنيف العالمي للجامعات مناسبات للسخرية من الجامعات العربية، يشارك فيها من يعرف ومن لا يعرف ومن لا يريد أن يعرف، وأتعسهم يخشى حتى التفكير بسرقة وتدمير كفاءات العراق وسوريا وفلسطين وليبيا؟ وهنا، كما يقول أينشتاين «الحساب لا يَحِسُب». فليس التعليم الجامعي وحده، في هذه البلدان وحدها يتداعى لكل عالم ومهندس وطبيب قتيل وهارب ومشرد ومسروق، بل نقمة العرب والمسلمين كالفالق الزلزالي، لا نعرف كيف ومتى وأين، يزلزل. وتصنيف الجامعات غير منصف بالجامعات العربية، التي «أجرت إصلاحات كبيرة شبيهة تماماً بإجراءات الجامعات الأوروبية، شملت التقييم المنظم لأداء الهيئات التدريسية، واجتذاب ودعم الطلاب المقبولين». بيّن ذلك مسح واسع أشرفت عليه كرمة الحسن، أستاذة ورئيسة «دائرة البحث الدولي والتقييم» في الجامعة الأميركية ببيروت. إلاّ أن الباحث المغربي جميل سالمي، الخبير السابق في «البنك الدولي»، يسخر من حصول الجامعات العربية على مرتبة 08.0 %في التصنيف العالمي، ويعتبر أن ذلك «يناقض الأداء الرائع لبلد صغير كهولندا التي دخلت 4 من جامعاتها في تصنيف أكبر 100 جامعة في العالم». وهولندا «الصغيرة الرائعة» قوة استعمارية عاتية، نهبت خلال قرنين ثروات إندونيسيا، أكبر بلد إسلامي، وشاركت عام 2003 في غزو العراق، الذي أدى إلى قتل وتشريد آلاف العلماء والأطباء والمهندسين. ولو أُعطيَْت البلدان والجامعات نقاطاً في التصنيف العالمي للجامعات، مقابل كفاءاتها المسروقة والُمدَّمرة، لوجدنا جامعات عربية وأفريقية تنافس «هارفرد» و«ستانفورد» و«بيركلي» و«كيمبردج».. وغيرها من الجامعات التي تحتل المراتب الأولى في التصنيف، ويتكون ربع هيئاتها التدريسية على الأقل من كفاءات مسروقة. فقد هاجر واحد من كل تسعة خريجين من جامعات أفريقيا إلى بلدان «منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية». ونزوح الأدمغة أشد ما يكون في بلدان أفريقية صغيرة هاجر نصف سكانها المتعلمين إلى بلدان منظمة الدول الغنية. و«المهاجرون يلعبون دوراً متزايداً في قوة العمل الهندسية والعلمية في الولايات المتحدة»، عنوان تقرير صدر الشهر الماضي عن «المؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة»، وكشف عن «العامل المهم للهجرة في النمو الشامل لقوة العلوم والهندسة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة»، حيث ارتفع عدد العلماء والمهندسين من نحو 21 مليوناً إلى 29 مليوناً، بينهم أكثر من 5 ملايين مهاجر، منهم نحو 3 ملايين آسيوي، بينهم مليون من الهند، ونصف مليون من كل من الفليبين والصين. ولا يذكر التقرير جنسيات المليون آسيوي الآخرين، وبينهم العرب الذين يشكلون كذلك قسماً كبيراً من علماء ومهندسي أفريقيا المهاجرين، وعددهم 333 ألفاً. وسرعةَمْنح 63 %من هؤلاء العلماء والمهندسين المهاجرين الجنسية الأميركية، و22 %الإقامة الدائمة، و15 %الإقامة المؤقتة، يمثل «القنص العالمي للمواهب»، حسب كتاب «أعطونا أفضلكم وألمعكم». ويذكر الكتاب الصادر عن «مركز التنمية العالمية»، أن «تغير الحكم على هجرة الكفاءات ما بين اعتبارها نعمة أو نقمة، يعبِّر عن تََرنّح التفكير التنموي من رأي متطرف إلى رأي متطرف مضاد له». والقول بأن هجرة الكفاءات غير ضارة بل نافعة ليس صحيحاً «فالبلدان تحتاج إلى المواهب للإبداع، وبناء المؤسسات، وتنفيذ البرامج، وهي مفاتيح التنمية بعيدة المدى». وحقيقة أن أكثر من نصف حملة شهادات الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة مولودون خارجها، عامل مهم في الإبداع الأميركي، وبالتالي في الإنتاجية العالية. و«هنا بالأحرى، وليس في مؤثرات سوق العمالة، تظهر عواقب النفع أو الخسارة الناجمين عن تدفق رأس المال البشري».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.