اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الممر الآمن المؤمّن لهروب الدواعش// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الممر الآمن المؤمّن لهروب الدواعش

سعد السعيدي

 

العملية العسكرية الداعشية الاخيرة في الرطبة التي كانت تهدف بوضوح لسحب جزء من القوات العسكرية قبالة الموصل الى صحراء الانبار اثبتت وبما لا يقبل الشك بأن "فكرة" ايقاف تحرير هذه المنطقة الحساسة من العراق وتركها بيد داعش هو خطأ كبير جدا يمكن ان يعود وبالا على مجمل الخطط العسكرية الموضوعة لتحرير البلد. لن ندخل بتفاصيل العملية التي انتهت بتحرير المدينة حسب البيان العسكري (وهو ما يعني بانها قد سقطت كليا بيد إرهابيي داعش بعد إنجاز تحريرها سابقا). وليست فقط الانبار هي ما اُخطيء "بصدفة ما" بتجريده من القوات ليتحول الى منطقة رخوة. لذلك سندقق في خارطة المنطقة وما حولها لاعطاء صورة واضحة عما يجري على الارض.

 

خلال النصف الاول من هذه السنة 2016 بدأ الجيش العراقي والحشد الشعبي بعمليات تحرير محدودة لمحافظة الانبار ابتدأها بمناطق غرب الرمادي مثل هيت وكبيسة وصولا الى البغدادي فحديثة تبعها بتحرير الفلوجة. بعدها انتقل الى تأمين المناطق الواقعة بينها وبين مدينة الرمادي على ضفتي نهر الفرات القريبة من الشمال ومن الجنوب. ثم جرت عمليات اخرى لاعادة تحرير هيت وجِزيرتها الواقعة شمال نهر الفرات. استغرقت هذه شهرا كاملا انتهت حسب البيانات العسكرية الى تحرير كامل المنطقة مجددا بعد سقوطها بيد داعش اثر التحرير السابق. بعدها توقفت العمليات العسكرية عند هذه المنطقة لتبدأ بعدها بايام عمليات تحرير نينوى ! لن نسأل عن سبب او صدفة توقف العمليات وترك مساحات واسعة جدا في غرب الانبار تحت سيطرة الدواعش. لنكمل النظر في المناطق الباقية في العراق والمنطقة لنتعرف على حجم المؤامرة.

 

في العام الماضي اعلن في الاخبار عن تواجد قوات امريكية في القائم وعن قوات بريطانية خاصة تعمل في صحراء الانبار ضد داعش كما قيل في الصحافة الغربية. كذلك كنا قد ذكرنا في مقالة سابقة بعنوان (العبادي يعيد رشيد فليح الى الانبار) عن إرسال ما يسمى بالحشد العشائري الى منفذ الوليد مع سوريا لمسكه عدا عن ايلائهم مسؤولية مسك كل الاراضي المحررة في الانبار. وقد اعلنا فيها عن اعتراضنا على هذا الاجراء بسبب الفساد الطاغي في ذلك الحشد الذي يموله الامريكيون حيث قاموا بتسهيل تسرب افراد من داعش الى المدن المحررة حسب شكاوى النازحين العائدين ، وبسبب ماضي قائدهم الحالي القائد الاسبق لعمليات الانبار الغارق بالفساد والمتسبب بسقوط المحافظة باكملها بيد داعش وانتشارهم منها الى باقي البلد ، وعن غضه النظر عن وجود الاعداد الهائلة من الجنود الوهميين في وحداته. وهو ما كشفت عنه لجنة الامن والدفاع في الجلسة السرية التي اجرتها معه قبل سنتين. عدا هذا تتواجد القوات الامريكية وبكثافة كما هو معروف في قاعدة عين الاسد قرب حديثة بحجة تدريب القوات العسكرية. وقد لوحظ انه حيثما تتواجد القوات الامريكية يتواجد الدواعش بكثافة ايضا !

 

شمالا في نينوى تتواجد قوات امريكية بالقرب من سنجار منذ العام الماضي منذ تحريرها من قبل قوات حماية الايزيديين والبيشمركة وبغطاء جوي عراقي. بعدها لسبب غير معروف جرى ترك هذه المدينة الحدودية والتي تشرف على خط إمداد الدواعش من سوريا بيد الاكراد ، ومعهم الامريكيون بحجة تقديم الاستشارة. وخط إمداد داعش هذا قد ظل مفتوحا منذ حزيران 2014 مع بقاء البيشمركة تتفرج عليه من على مبعدة دون ان تتدخل لقطعه. وكان يرى من موقعهم إمدادات داعش من مؤن ورجال تسير عليه آتية من سوريا. وهو ما اثبتناه في مقالة لنا سابقة العام الماضي. ابعد من سنجار الى الشمال تتواجد قوات امريكية وكندية ايضا منذ الصيف الماضي انزلت بالطائرات عند معبر ربيعة عند منطقة السايلو وقرية زمار حسب شهادات من اهالي الموصل.

 

من الجهة الثانية من الحدود يحتوي الوضع في سوريا على شيء من الشبه. ونبدأ من الشمال من حيث يتواجد اكرادهم. فهؤلاء قد قبلوا بتنظيم انفسهم في مجموعة مسلحة بتدريب ودعم جوي امريكي سميت بقوات سوريا الديمقراطية !! وكانت هذه المجموعة قد اعلن عن تشكيلها العام 2015 مع هدفها المعلن الذي هو طرد تنظيم داعش وجبهة النصرة من منطقة الجزيرة السورية. وهي تضم الى جانب الاكراد من وحدات حماية الشعب الكردية (وهم الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي او البي كا كا) مجاميع عشائرية عربية واخرى سريانية وأرمنية وتركمانية وبضعة فصائل من إرهابيي ما يسمى بالجيش الحر. تسيطر هذه القوات بمحاذاة الحدود مع العراق على المنطقة الممتدة من المنطقة الكردية السورية حتى ناحية الشدادي الواقعة جنوب مدينة الحسكة على الطريق مع مدينة دير الزور ، والتي استولت عليها هذه القوات من داعش قبل شهور. وهذه الناحية هي اقصى نقطة تحت سيطرة هذه القوات الى الجنوب من مناطقهم الشمالية. بعدها جنوبا تبدأ مناطق سيطرة داعش حتى نهر الفرات حيث مدينة البوكمال الحدودية التي يسيطر عليها داعش منذ العام 2014 حتى دير الزور. بعدها صحراء التنف الجهة السورية ومنطقة مثلث الحدود مع الاردن. في هذه المنطقة الاخيرة جرى وضع مجموعة مسلحة تسمى قوات سوريا الجديدة !!! وهي ايضا جزء من إرهابيي الجيش الحر. جرى تدريبها في الاردن (الشقيق جدا) في معسكرات صحراوية تحت إشراف... القوات الخاصة البريطانية. ويشرف هؤلاء الاخيرين عليهم مع الامريكيون لدى انتقالهم الى سوريا. وهذه المجموعة المسلحة هي من قام بانتزاع منفذ الوليد السوري من القوات السورية التي كانت تمسك به. من جهتنا العراقية كان مخططا في وقت سابق وضع ذلك الحشد العشائري الممول امريكيا للامساك بمنفذ الوليد - التنف. ولا ندري إن كان هذا الحشد ما زال هناك ام انه قد جرى استبداله.

 

نحن إذن هنا امام قطعة كبيرة جدا من المناطق الصحراوية في الجِزيرة والانبار حتى الحدود مع سوريا تمتد من التنف الحدودية حتى البغدادي وحديثة شرقا خلال صحراء الانبار الى القيارة شمالا ثم ربيعة على الحدود السورية في الشمال ، بعدها نزولا بمحاذاة مناطقنا الحدودية حتى الشدادي ثم التنف مرة اخرى مرورا بالبوكمال من الجهة السورية ! هذه المساحة الكبيرة جدا كما يرى ، منطقة الجِزيرة ما حول بحيرة الثرثار وغرب الانبار.. تركت خالية من اية تواجد للجيش !! بالنتيجة تتعرض مدن صلاح الدين والانبار المحررة الى هجمات مستمرة من الدواعش كونها تحولت الى مناطق تماس مع الارهابيين. وتشكل مدن هذه المنطقة الكبيرة خواصر مكشوفة لهم.

 

هل هي صدفة ترك كل مناطق التماس الحدودية مع دواعش سوريا بيد القوات الامريكية وعملائها ؟

 

كذلك فتتواجد في قاعدة عين الاسد جنب حديثة قوات امريكية مع اخرى من العالم الغربي كله تقريبا..  كندية وفرنسية واسترالية وهولندية ودانماركية... الخ. كل هذه القوات تتواجد في هذه القاعدة آخر نقطة "للتواجد العراقي" اي منطقة تماس مقابل الدواعش... لكن لا من تواجد مواز للجيش العراقي او الحشد. لماذا ؟

 

نقطة مثيرة للعجب بخصوص اماكن تواجد هذه القوات الاجنبية (وهي قد لا تكون فعلا مثيرة للعجب) هو اننا لم نسمع ولو لمرة واحدة عن هجوم للدواعش عليها او قصفها ، ولا حتى بتعرض بالسيارات المفخخة !!! الا من تفسير... ؟!

 

من الواضح بأن خلو المناطق الغربية من القوات الامنية العراقية يتعلق بتأمين طريق عريض لهروب الدواعش او لمجيء إمداداتهم من سوريا... او لتأمين مساحة واسعة لهم للاختباء لحين توفر فرصة لهجمات جديدة. هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي نخرج منه من ملاحظة كل هذه الصدف "العجيبة" !

 

من الواضح ايضا بان الاميركان يريدون السيطرة على كل المنطقة الرابطة بين سوريا والعراق واية منطقة تكون امام داعش مباشرة. وإن لم تجري إزاحتهم من هذه المناطق وتأمين المنطقة بقوات عراقية (حقيقية لا قوات عشائر) فسنرى عودة مؤكدة لداعش في العراق.

 

ننتظر إجراءات العبادي لمعالجة هذه الشروخ.

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.