اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

تحذير هيئة الأمم المتحدة من انفجار عربي جديد// ترجمة عادل حبه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

تحذير هيئة الأمم المتحدة من انفجار عربي جديد

ترجمة عادل حبه

مجلة الايكونوميست البريطانية

تشرين الثاني 2016

 

في شهر كانون الأول عام 2010، بحث مجلس الوزراء المصري نتائج الاستطلاع الوطني حول الشباب، الذي تضمن معلومات تشير إلى أن 16% فقط من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 قد شاركوا في الانتخابات. كما تشير المعطيات أيضاً إلى أن 2% فقط من شباب مصر يشاركون في العمليات التطوعية. واستنتج مجلس الوزراء المصري من هذه المعطيات بأن البلاد تواجه جيلاً من الشباب غير مبال وغير معني بمستقبل البلاد! ولكن بعد بضعة أسابيع نزل شباب مصر إلى الشوارع وأسقطوا حسني مبارك.

يشير تقرير لهيئة الأمم المتحدة صادر في 29 من تشرين الثاني عام 2016 إلى أن أخذ العبر من الدروس السابقة هو أمر في بالغ الصعوبة. فبعد خمس سنوات من الانتفاضات التي أسقطت أربع من القادة العرب، مازالت الأنظمة القائمة تقمع بدون رحمة أي نوع من أنواع الاحتجاج دون التوجه إلى جذور وأسباب هذا الاحتجاج.

في الوقت الحاضر وبفعل سقوط الدولة الوطنية، يتجه الشباب العرب صوب الدين والأقوام والقبيلة أكثر من توجههم صوب دولتهم. وفي عام 2002 خاضت خمس دول عربية الحروب والمواجهات، في حين إزدادت هذه الحالة لتصل إلى 11 منها. ويتوقع تقرير هيئة الأمم المتحدة أنه مع حلول عام 2020، فإن ثلاثة مواطنين عرب من أصل أربعة سيعيشون في دول تتعرض للحروب والدمار.

وعلى الرغم من أن العرب لايشكلون سوى 5% من سكان العالم، إلاّ أنهم يشكلون نسبة 45% من الارهابيين في العالم. ويتعلق بالعرب نسبة 68% من خسائر جبهات الحروب في العالم، ويتشرد 47% منهم جراء ذلك، ويبحث 58% منهم عن دول اللجوء. إن الحرب لا تؤدي إلى القتل والتسبب في الإعاقة فقط، بل أنها تبيد كل البنى التحتية للحياة الاجتماعية وتسرّع عملية الإنهيار الكلي.

يبلغ مجموع الشباب في الدول العربية يبلغ 105 مليون، وهم في حالة نمو متسارع، في حين أن وتيرة البطالة والتهميش تسير بسرعة أكثر من نمو عدد الشباب. ومن المتوقع أن يصل عدد العاطلين من الشباب العرب نسبة 30%، أي ضعف المعدل العالمي، كما إن نصف عدد النساء العرب لا يحصلن على فرصة العمل ( المعدل العالمي هو 16%).

وفي ظل هذه الظروف، يبقى الحكم في هذه البلدان في قبضة النخب الموروثة. ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن :" الشباب يتعرضون للتمييز والتهميش والأسر"، مما يؤدي إلى ضعف الالتزام بالحفاظ على مؤسسات الدولة، " ويدفع المسؤولين إلى مأعطاء الوعود المعسولة فقطط. فأحمد الهنداوي، العضو الأردني في هيئة الأمم المتحدة،يخاطبالشباب:" إننا نواجه ظروف أشد وطئة مقارنة بالفترة التيسبقت الربيع العربي".

يميل الحكام العرب إلى توجيه التهديدات الأمنية وفرض سطوتهم. وتوجه لدول العربية المصادر المالية نحو شراء الاسلحة بدلاً من صرفها على قطاع التنمية.يسعى الشباب إلى التغيير في وضعهم الاجتماعي بشكل تقليدي نحو السفر إلى الخارج من أجل الحصول على فرص العمل. ولكن هذه النافذة يجري غلقها بسرعة حالياً. وعلى الرغم من تظاهر " الجامعة العربية" بالأخوة، إلا ّ أنه لا يجري العمل بالتنقل بين البلدان العربية التي يبلغ عددها 22 بلداً . ونتيجة لذلك تقلصت مناطق اللجوء لتنحصر ضمن المناطق الحدودية، فالموانع البيروقراطية مثل القيود الأمنية لا تؤدي إلى أية نتيجة.

يشير جان چابان محرر تقرير هيئة الأمم المتحدة:" عندما يهمش الشاب ويتشرد ويمنع من السفر إلى الخارج، فإن ذلك سيؤدي إلى أن يتحول الشاب إلى ضحية للأيديولوجية المتطرفة". فالعديد من الأفراد المتعلمين يسعون إلى مغادرة بلادهم في هذه الحالة.

هل توجد أية فرصة للتغيير؟ إن تسهيل الانتقال داخل هذه البلدان يمكن أن يشكل خطوة جيدة للتغيير. فالقسم الأعظم من هذه البلدان قبل قرن مضى كان خاضعاً للأمبراطورية العثمانية وفي ظل سوق واحدة.أما الآن فإن الحصول على تأشيرة دخول للدراسة في أوربا هي أسهل من السفر في المنطقة العربية. فالاتحاد الكمركي وتحسين السفر بين هذه البلدان يمكن أن يضاعف من الناتج المحليالأجمالي إلى 760 مليار دولار خلال الأعموام السبع القادمة. وهذا تقدير أورده تقرير الأمم المتحدة،ويبلغ ذلك أكثر من الناتج المحلي الاجمالي السنوي للمغرب.

يميل الشبان العرب أكثر صوب الاحتجاج منه إلىالمشاركة في الانتخابات. ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن حركة الاحتجاج العربية تمر بأطوار خلال كل خمس سنوات. فالاضطرابات بلغت أوجها في شمال أفريقيا في عام 2001، وفي أعوام 2006 و 2011 تعاقبت الاضطرابات بحيث أصبحت اللاحقة منها أشد حدة من سابقتها. ويبدو الآن أنه آن الأوان  لدورة جديدة من موجة الاضطرابات. وهنا يشير التقرير إلى أنه من الممكن أن:" يرجح الشبان العرب استخدام طرق جديدة مباشرة وعنفية، خاصة إذا ما اقتنعوا بأن الآلية القائمة لم تعود عليهم بالفائدة والمشاركة".

ويشير التقرير إلى أن الجيل الجديد في المجتمعات العربية هم أكبر فئات المتعلمين وأكثرهم استقراراً في المدينة من كل الأجيال الشبابية العربية في المنطقة". ولكن على شرط أن يعرف الحكام العرب ذلك وما ينبغي عليهم عمله.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.