اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

علمني معنى الوطنية!! له الفضل// بشار محمد جواد قفطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

علمني معنى الوطنية!! له الفضل

بشار محمد جواد قفطان

 

لا ادري ماذا اقول  وأكتب عنه، غادرنا كمدا، نتيجة مرض عضال الم به، بسبب الاضطهاد، الفصل والاعتقال المتكرر، والسجن، .. في موقف شرطة الحي, وسجن الكوت. وسجن بغداد المركزي. والتخفي في العاصمة بغداد بعد الاتقلاب الدموي في شباط عام 1963.

.. الرفيق الراحل عزيز سباهي يقول في مؤلفه سبعة عقود، لنكتب التاريخ كما هو بحيادية.. وهذا ما اريد ان اكتبه..

شقيقي الذي يكبرني اسمه عزيز.. وهو عزيز بمعنى الكلمة. على من عرفه  وعمل معه.

مواليد 1937م .. دخل مدرسة واسط الابتدائية في وقت متأخر، وتاخر في دراسته .. عام 1955 دخل الثانوية الجعفرية في مدينة الحي.. مارس التمثيل.. في الفرقة المسرحية المدرسية. ساهم ممثلا في مسرحية في سبيل التاج، وانا امك يشاكر.  ومسرحية يوليوس قيصر على مسرح ثانوية الحي.

.. عام 1954 فتح عيني على ما لا اعرفه.. يكلفني بالذهاب، الى بيت زميله محسن محمد عبيد، وكان من نشطاء اتحاد الطلبة وقت ذاك..

كان عزيز يحذرني من الوقوف والتاخر عند الذهاب في الطريق، والعودة من طريق اخر مسرعا, وتسليمه ما يزودني به المرحوم محسن، من الورق الخفيف المكتوب بقلم القوبيا، المطبوع بالكاربون، هكذا كنت اعمل مراسلا، ولا اعرف  اهمية ما أقوم به..

 المرحوم الوالد كان حريص في متابعة عزيز، وانا المكلف في هذه المهمة.. لكني صرت بين خيارين خدمة الوالد المتشدد في رفضه لنشاط اخي.. او مع من يمنحني العطف والحنان اكثر من الوالد..؟ وقفت مع اخي متسترا على نشاطه..

الوالد يصطحبني معه في زيارته للأبن العزيز في سجن الكوت.. وقيامي بمهمة توصيل الغذاء له في فترات اعتقاله في موقف الحي..  كبرت معرفتي  بواسطته، وكنت اشارك في التظاهرات التي تنطلق في المدينة.. بسبب مشاركة اخي وزملائه الذين تعرفت عليهم من خلاله,

صرت افكر وانا لازلت طفلا ماذا تعني الهتافات التي تنطلق من حناجرهم وهي تشق عنان السماء.. (عاش السلام العالمي هو وحماماته .. ويسقط الاستعمار هو وعصاباته.. او عاش اتحاد الطلبة هو ورسالاته ويسقط الاستعمار هو وعصاباته ..) وعند سؤاله عن معنى تلك العبارات يوضح لي المغزى العام لها،  وما يقوم به المستعمرون واعوانهم من نهب ثرواتنا.. ومنه حفظت بعض ابيات الشعر للجواهري ومحمد صالح بحر العلوم, اخترت الوقوف مع من تفاهم معي ومنحني حبه وحب رفاقه الذين صرت وثيق الصلة معهم.. الشهيد علي الشيخ حمود صاحب مكتبة السلام.. الشهيد عطا الدباس صاحب المقهى الصغيرة والتي كانت مقرا لشقيقي ورفاقه.. والشهيد عبد الرضا الحاج هويش الذي كان يعمل بزاز مع والده، وحسن عليوي, وجليل حميد مير لي، وصديقه وزميله ورفيق الدرب هادي حسون العمران، امد الله في عمره، والعديد من الرفاق في مدينة الحي....  شوشت على الوالد في متابعته واعطيته الصورة المعاكسة.. اعتقل في عام 1954م لمدة ستة اشهر في سجن الكوت. وتكرر اعتقاله في موقف شرطة الحي عام 1955 عدة مرات بسبب التظاهرات المستمرة في المدينة، التي كانت بايعاز من اتحاد الطلبة اومنظمة الحزب الشيوعي، مطلع عام 1956 فصل من الاعدادية لنشاطه السياسي الواضح مع عدد من الطلبة، عندما حصلت انتفاضة الحي صار لنا الفخر، ان عزيز مشارك فيها.. وبتفصيل اوسع حينما غادر البيت عنوة  ليلتحق بالمنتفضين, في اواسط  كانون الاول عام 1956.

 اعتقل، واطلق سراحه تحت المراقبة لمد سنة.. حصلت ثورة الرابع عشر من تموز 1958، نشط في اتحاد الشبيبة ُارغم على ترك مدينته بسبب نشاطه في الدفاع عن الجمهورية الفتية، وعمل في نقابة الصحفيين العراقيين نهاية عام 1959 ، في العطلة الربيعية والصيفية اكون معه، في مكان اقامته في احدى غرف النقابة, عرفني على الشخصيات الصحفية، شاعر العرب الكبير الجواهري، وعبد القادر اسماعيل البستاني صاحب امتياز جريدة اتحاد الشعب، محمد حسن الصوري صاحب جريدة الحضارة، محمود شوكت صاحب جريدة الثبات, حسن الاسدي صاحب جريدة الاستقلال والعديد من الرموز الصحفية. ولاأنسى كيف عرفني على الكاتب المعروف عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وكذلك سيد شمران الياسري (ابو كَاطع) في احدى ليالي كانون الثاني عام 1960 في نادي اتحاد الادباء, تعرض للسجن لمدة ثلاث سنوات مع بعض رفاقه بدعوى كيدية اقيمت ضدهم في مدينة الحي اطلق سراحه بقرار عفو من عبد الكريم قاسم في كانون الثاني عام 1962  .. اطلق سراحه وهو يعاني من مرض,  عمل صاحب مكوى في منطقة النعيرية  وانا معه.. تحولنا الى محل اخر في علاوي الحلة قريبا من السينما. وكانت الاقامة في فندق النجف، لصاحبه صديقنا المرحوم شمال علوان الدبي، الذي أوانا متفضلا وهو من مدينة الحي.. لان عزيز بقي ناشطا في صفوف الحزب وخصوصا ظروف السلم في كردستان.. لم يكن مفاجئة انقلاب شباط 1963، وصار امر القبض عليه امر واقع، وخصوصا في مدينة الحي, انا اعتقلت وهو بقي يمارس نشاطه ..اطلق سراحي.. وهو يمارس عمله الحزبي بتخفي.. سمعنا، وكتبنا، وحفظنا قصيدة الشاعر الكبير الجواهري (امين لا تغضب) وحفظناها عن ظهر قلب  في فندق النجف..

تفاقم عليه مرضه الذي عجز بعض الاطباء عن تشخيصه، ولكن الفخر يعود للدكتور الراحل لبيب حسو، الذي شخص حالته المرضية، واجرى له عملية جراحية استئصال قرحة الاثني عشري، في مستشفى الكاظمية عام 1963,  وهو في حالة امر القاء القبض عليه... المرض والعمل في ظروف الحزب عام 1963 ليس بالامر السهل

 استطاع المرحوم من تادية مهماته في تلك المرحلة..  بالرغم من تفاقم سوء حالته الصحية,

عاد متخفيا الى مدينته الحي اثر تدهور حالته الصحية .. توفي اثر ذلك  المرض، في نهاية شهر كانون الثاني من عام 1966 .. الرفيق الراحل هاشم جلاب القى كلمة للحزب الشيوعي في اليوم الثالث من مجلس الفاتحة المقام على روحه، حيا فيها بطولة الفقيد الراحل.. خير ما اوصى به الرفيق هاشم جلاب والذي كان دائما يذكره في مجالسه ان نكون على سكة الحزب..

من اخي الراحل تعلمت وبقيت على الدرب ... 

   وفخرنا وجدنا شرف عضويته محفوظة في اطار خلف صورته

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.