اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

شعور الانسان بوجوده// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

شعور الانسان بوجوده

Being at Home

الباحث علي اسماعيل الجاف

 

(الانسان مؤثر وفعال في البيئة حسب حاجاته ومتطلباته)

ان الانسان عندما غادر الكهف، وبنى له منزلا او مكانا يأوى اليه رغم بساطة اشكاله وتركيبه والادوات التي استعملها والمواد الاولية الساندة الاخرى، فكان هدفه هو الشعور بالجماعة والامان الاجتماعي ليكون هناك تواصلا واقعيا بين الجانب المادي والاجتماعي، ورغم وجود المحدودية والندرة والضعف في التفكير انذاك؛ ولكن الهدف الاساس هو الحفاظ على نفسه بعبارة السكن والعمارة والايواء.

بعدها، اختلف الموضوع عند تحقيق اشباع واقعي لاحد طلبات الانسان، والتي تستدعي التأمل والتفكير الهادف، بحيث يصل الفرد (الجزء) داخل المجتمع (الجمعية) الى مرحلة الاحساس والشعور بالانتماء للتربة التي يعيش فيها، ويبذل جهودا الى الاتصال والاندماج بالاعتماد على عامل حقيقي هادف اسمه "الشعور بالوجود" او "الشعور بالتواجد" لان الاول يشير الى اهتمام الانسان بوطنه وحبه العميق له كونه يدرك اهمية الوجود ضمن الجماعة والمشاركة معهم في كافة المجالات لان التفكير في السكن كوطن يختلف عن التفكير بالوطن كسكن وفق معيار ذاتي يشوبه المثالية والاداء والتطبيق الحقيقي بعيدا عن الوصف.  فوجود علاقة تبادلية يجب ان تتعدى حدود العيش في بيئة او مكان تنتهي عند توفر الامن الاجتماعي كون هناك البعد الاجتماعي الذي يتطلب الاتي:

1.    الشعور بأهمية الوظيفة كجماعة وليس فردا.

2.    توفير نظم الاهتمام والمشاركة المباشرة.

3.    تحسين العلاقة بين البداية كشعور والنهاية كوجود.

4.    تعزيز التفكير في مبدأ "أكون" من خلال المحافظة والحماية والاهتمام والمبادرة عبر عامل اعتبار الجانب المادي مكمل للجانب الاجتماعي.

وعلينا التفكير جديا بموضوع الوطن لانه هو الاساس في اعطاء الهوية، لكن البناء يعزز الاحساس بالتوطين، وتحتاج الصورة الواضحة التي تفسر حقيقة التعبير الداخلي للانسان ليمزج مع التصرف والاداء.

الوطن هو ليس فضاء او مساحة نصفه بمجموعة كلمات او عبارات، وانما هو تجسيد حقيقي لفهم وادراك الاهمية كونه يمثل ديمومة الاتصال والانسجام والمعبر الحقيقي عن الحب المجرد عن المنفعة فهو يمثل حيز الانتقال والاستخدام الواقعي لمفهوم الكيان والتنشئة الاولى، ويمد الانسان بعناصر تمكنه من بناء ذاته وتكوين الصورة الجمالية المعبرة عن الواقع، فالوطن ليس هوية تعبيرية مؤقتة عن شخص او فرد ينتمي له تتلاشى تلك الصورة الرمزية مع زواله بتوفر المنفعة، بل هو تبادل روحي داخلي يتجسد بالكلمات والمعاني والرموز والشخصية والمعني الحقيقي لمعنى اهمية الوطن، وعلينا الاهتمام بما يلي:

1.    تكوين صورة جمالية عن الجزء (الفرد) والكل (المجتمع) ليكون الكلام والنداء والسعي جماعي التوجه بعيدا عن الانفرادية.

2.    تغير النظرة العامة من نظرة ضيقة تهدف الى الاهتمام بالعمران وترك ما يقدمه الوطن من جماليات متجسدة في الارض والطبيعة والبيئة، واعتماد مبدأ "التكامل الهادف".

3.    يمثل الوطن مدرسة الحياة المتنوعة بأطيافه والوانه وعاداته والموروثات الاجتماعية التي تمثل حلقة الاتصال الهادف.

4.    توفير الاطار الوطني المنتج ليكون الانسان قادرا على حب الوطن بالافعال بعيدا عن الاقوال والحكم والسرد التعبيري غير المبرر، لاننا اليوم بأمس الحاجة الى مواجة الارهاب والاعداء بلغة التكاتف والاخوة والاتصال والحوار عبر عامل "القدرة على تحقيق مجال الحاجات وتلبيتها عبر وسائل التكامل والالفة والود".

5.    المظاهر العمرانية تتلاشى والاوطان والمواريث القيمة قائمة فهي وتد الخيمة، وهي بياض الثلج في الجبال يرسمه الخالق بابداع وريادة هندسية فريدة، وهي شجرة التمر الباسقة، وهي مياه دجلة والفرات بجمال مياه العذب، وهي قلعة اربيل وكركوك بأطيفها المتعددة، علينا فهم الوطن كلوحة جميلة يحتضن جميع الاطياف.  ولابد ان نخرج من نظرية "الحيز الضيق" الى افق اكبر جديد يرسم بعمق الدم، ويقدم دروسا نموذجية بحب الوطن بعيدا عن اعتبار الوطن حاجة او طلب، وتغير نمط السلوك مهاريا.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.