مقالات وآراء

التكفير من الغزالي الى اليوم// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 24 تموز/يوليو 2017 11:36

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 2425

الموقع الفرعي للكاتب

التكفير من الغزالي الى اليوم

حسن الخفاجي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التكفير في النصوص التي ورثناها والمكفرون بمثابة عصا بيد الحكام يجلدون بها خصومهم السياسيين، فنصوص التكفير كتبت لشيطنة وتجريم خصوم الحكام لأسباب سياسيه وليست دينيه. هذه هي خلاصةُ دراسةٍ قيّمةٍ ضمها كتاب (نصوص متوحشه).

مؤلف الكتاب الدكتور البحريني علي الديري، أسقطت سلطات البحرين عنه جنسيته لأسباب سياسية أيضاً!.

ما لم يذكره الدكتور الديري في كتابه: إن النصوص التي ذكرها لم تأتِ كإجتهاد محدد بزمان ومكان فحسب، مثلما ذكر في كتابه، بل سبقتها جرائم وحوادث وسوابق تأريخيه حدثت في العصر الأول للإسلام، إعتكز عليها المكفرون.

ما أريد قوله: إن جرائم قتل المعارضين السياسيين في الإسلام سبقت نصوص التكفير أي إن الفعل سبق القول.

جرى ذلك منذ أن قتل خالد بن الوليد مالك بن نويره أول مُعارض سياسي سلمي مسلم في زمن الخليفه أبو بكر الصديق (رض) . منذ ذلك التأريخ الى اليوم وملايين المسلمين يُقتلون بأوامر السلاطين أو بواسطة سلاحهم الفتاك على مر العصور  وهم (وعاظ السلاطين) ، كما سمّاهم الدكتور علي الوردي.   

بدراستنا للماضي بوعي يمكننا إستخلاص عبر تفيدنا في فهم الحاضر. هذا ما كنت أعتقده، لكن الأزمة السياسية الحاصلة بين الأخوه الأعداء من عربان الخليج  جعلتني أخرج بقناعةٍ مغايره مفادها: إن ما يجري أمامنا من أحداث ومؤامرات وتسقيط وإتهامات هو ثمرةٌ من ثمار الماضي وإمتداداً له. الأزمة الخليجية وما رافقها من فتاوى وقرارات ومواقف للساسة وحاشيتهم من (وعاظ السلاطين) ، توصلنا الى قناعةٍ: إن القتل والتكفير وتبرير حماقات الحكام ضد الشعوب وقمع المعارضين هي سياسةٌ أُتبِعت منذ وفاة النبي محمد (ص) الى يومنا هذا بإستثناءات في فترات محدوده. الأدلة التاريخية على ذلك أكثر من أن تُحصى أو تُذكر وبين أيديكم دليل قاطع: المصدر سي أن أن عربي..

(قال مفتي عام المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إن القرارات التي إتخذتها المملكه ضد قطر إثر إتهامها بدعم الإرهاب "فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم.")!!.

أين مصلحة المسلمين ومنفعتهم في حصار أضر بالمقيمين قبل المواطنين؟.

الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أباح دماء الكثير من المسلمين بفتاواه، وحرض على قتل القذافي والشيخ السوري المسن البوطي بفتاوى صريحه، إتهمه أصحابه القدامى من حكام الخليج  بالإرهاب. الاٍرهاب كلمة عصرية مشابهة للتكفير سابقاً، ما جرى للقرضاوي مثال آخر على أن التكفير سببه سياسي، وإن ما يجري اليوم هو إمتداد لما جرى بالأمس.  

  الغزالي الذي كان مدرساً في المدرسةِ النظاميه التي أنشأها السلاجقه، فصل نصوصه التكفيريه على الفاطميين خصوم السلاجقه والدولة العباسيه أولياء نعمة الغزالي. إعتمد السلاجقه والخليفه العباسي على الغزالي كي يكون ذراعهم الشرعيه بضرب خصومهم السياسيين. كان الخليفة العباسي المستظهر في السابعة عشر عاماً، حينما كتب الغزالي كتابه (فضائح البطانية وفضائل المستظهرية) نسبة الى الخليفة المستظهر، وقد كتب فيه: (ان الامام القائم بالحق الواجب على الخلق طاعته في عصرنا هذا هو المخطط الامام المستظهر بالله حرس الله ظلاله). كان الحكم الفعلي حينها للسلاجقه وكان المستظهر خليفة شكلي. في القرن السادس  الهجري وفِي المغرب برز إبن تومرت، الذي درس في المدارس النظاميه ببغداد وعاد الى المغرب في ظل سلطة المرابطين. لقد إختلف مع المرابطين في مسائل فكريه، لكنه كفرهم لأن رجالهم يتلثمون! . ختم الكاتب كتابه بنصوص إبن تيميه الذي كفر الجميع!.

كل المواقف التي ذكرناها تؤكد أن البيع والشراء والمتاجره بالأديان لم تظهر في العصور المتأخره للأديان كما يروج البعض وإنما ولدت متزامنه مع  نشوء الأديان.

هذه نصوص مختاره من كتاب نصوص متوحشه، الذي أنصح القرّاء بقراءته لأنه كتاب قيّم:

" التكفيرُ مسألةٌ سياسية بوجه ديني، ماذا يعني هذا؟ يعني ان التكفير صراع حول السلطه أو حول شرعيتها، والتكفير هو عقوبة سياسية للمعارضين للخليفة". ص٢٩

" نص التكفير يبقى ويُستخدم ويولد نصوصاً أُخرى، ويجعل الإختلافات السياسية حالة عداء لا تنتهي، في حين الخلاف السياسي قد ينتهي " ص٨٥

أوجز بعض من كفٓرهم إبن تيميه:

--  "من طعن في خلافة أحد من هؤلاء (الخلفاء الراشدين) فهو أضل من الحمار" . ص١٦٨

--  "من ترك الصلاة ولم يقدر بوجوبها ولم يجحده فهو كافر" . ص١٦٩

--  "من أنكر ما هو معلوم بالضروره" . ص ١٦٩

--  "من كان ملتزماً بأداء أركان الإسلام إلّا إنه لم يفعلها كسلاً أو تهاوناً أو إنشغالاً عنها بإمور أُخرى فهو إن تركها بالكليةِ كافر" . ص١٦٩

--  "من سب أحد الكتب المنزلةِ أو سب نبياً" . ص١٦٩

--  "الفلاسفه بمختلف أنواعهم الدهريين والطبيعيون والإلهيون" . ص١٦٩

المتعصبون والمنتفعون من كل الأديان هم مثل  النمل الأبيض- الأرضه- التي تنخر الشجره من داخلها. 

"بلينا بقومٍ يظنون إن الله لم يُهدِ سواهم" إبن سينا

• < السابق
• التالي >