اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل يستطيع العبادي ان يسحب البساط من التماسيح السياسية؟// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

هل يستطيع العبادي ان يسحب البساط من التماسيح السياسية؟

جمعة عبدالله

 

دخل العراق في مرحلة حرجة وحاسمة, وهي مرحلة ما بعد داعش, بعد  الانتصار العراقي الكبير في الموصل الحدباء وانهيار الكامل لتنظيم داعش المجرم. فقد فتحت النيران السياسية على مصراعيها وما يشهده المناخ السياسي العام من خلاف وخصام وشقاق وانشقاقات انشطارية في جبهات الكتل السياسية القائمة, في الوقت الذي يشهد العراق انعدام وانهيار نظام الخدمات, والرعاية الصحية والاجتماعية في ظل سياسة شد الاحزمة على البطون, وتقزيم مداخيل ذوي الدخول المحدودة في ظل وحشية الغلاء الاسعار للمواد الحياتية الضرورية, وهي تشهد طفرة قياسية في ظل الخناق المالي والاقتصادي والازمة الاقتصادية والمالية  التي يشهد العراق نيرانها, وهي تكوي ظهر المواطن, هذه الحالة المزرية تصاعدت ضمن الخناق السياسي القائم والصراع والتطاحن بالخصام والتنابز والتشاحن بين القوى السياسية, وهي عمود الفقري للحكومة والبرلمان, وانتقلت عدوى الشقاق والخصام, حتى داخل بيوتها الحزبية نفسها, وتحولت هذه الاحزاب والكتل السياسية الى حرب الاخوة الاعداء داخل احزابها بالتطاحن بكسر الظهر والاقصاء والتهميش, كما هو الحال في حزب الدعوة بين فريق العبادي وفريق المالكي بالشحن اليومي العدائي بينهما وبشكل علني, وكذلك المجلس الاسلامي الاعلى, وتأسيس عمار الحكيم تيار جديد على انقاض المجلس الاعلى, وكلا الطرفين  يتطلع الى خمط خزينة المالية للمجلس الاعلى, وهي كنز ذهبي ثمين وقابل الى اشتعال البارود من اجل السيطرة على هذا الكنز المالي الدسم بعد الانشقاق والانشطار بينهما. اما على صعيد جبهة القوى السنية, فالحال يسير من سيء الى الاسوأ بعد انهيار ورقة داعش, فقد اختلطت اوراقهم السياسية نحو الغموض والضبابية, ودلفت الى الصراع والخلاف والشقاق والانشقاقات الانشطارية بعد فشل مؤتمرات التوحيد المتكررة بهدف رص الصفوف وتوحيد خطابها السياسي في هذه المرحلة, هذا الفشل قد يؤدي الى لعلعة البارود, او والتخوين بالخيانة وكشف الملفات القديمة, وخاصة ارتباط بعض القوى منهم بداعش, فقد توهموا بعضهم ووضع سلته في سلة تنظيم داعش الارهابي, وربما نشهد قوى سياسية جديدة على انقاض القوى السياسية القديمة, لكن من الصعب جداً توحيد خطابها السياسي. ومن جانب اخر نشهد محاولات حثيثة ومحمومة بسحب البساط من تحت اقدام العبادي حتى لا يستثمر الانتصار بتحرير الموصل لصالحه وفي جيبه الخاص في الكسب السياسي والانتخابي, ومن جانب اخر خلق النصر العراقي في الموصل, فقد انعش المزاج الشعبي والشارع بالعزيمة والارادة في المواجهة والتصدي, في خوض المعركة اللاحقة,  ضد جبهة الفاسدين, فقد زاد الغليان والاحتجاج الشعبي العارم بالزخم الكبير في منازلة جبهة الفاسدين ومقارعتهم حتى النصر المؤكد, وهي معركة مصيرية وحاسمة, وهي اخطر بكثير من داعش, وخاصة ان جبهة الفاسدين, هي اصل البلاء والمصائب والخراب الذي دمر وحطم العراق. وان جبهة الفاسدين يدركون بأنهم يمرون بمرحلة صعبة ويخشون تضيق الخناق عليهم, لذلك يحاولون بكل وسيلة, وهم يملكون النفوذ الكبير وبيدهم القرار السياسي, يحاولون بتميع الانتصار بخلق مشاكل وصراعات جانبية وفتح جبهات مختلقة, حتى تعود الامور الى وتيرتها القديمة, ويصبح الانتصار على داعش في خبر كان, حتى يبعدون غليان الضغط الشعبي والاحتجاجي عنهم, لتكون دارهم سليمة ومأمونة من العواقب المحتملة, فهم الان يصارعون جبهتين, جبهة الشعب وعزيمته في المقارعة ضدهم, وجبهة استمالة العبادي وتطويعه لهم كورقة رابحة لهم حتى لا يكسب رصيد الانتصار لوحده. لذلك امام العبادي الفرصة الذهبية الاخيرة, اما ان يكون مع جبهة الفاسدين. واما مع جبهة الشعب الثائر في السير الحقيقي في تنفيذ حزمة الاصلاحات, عندها سيضاعف رصيده السياسي والانتخابي, وخاصة ان موعد الانتخابات البرلماية اقترب, وهي اقل من عام, ان ينتهز الفرصة المتاحة له بدون تلكؤ وتردد وتماطل ولا مجال بالتلاعب بالتصريحات الرنانة, ثم تصبح فقاعات هوائية, وانما بالفعل التنفيذي الحاسم, ضد الطبقة السياسية الفاسدة وتماسيحها الشرسة, وخاصة وان الشارع السياسي والشعبي, يطالب عبر الاحتجاجات السلمية بذلك. ولكن السؤال الكبير, هل سيفعلها العبادي ويسحب البساط من تحت اقدام الفاسدين؟ . وإلا ستضيع نشوة الانتصار ودماء الشهداء الابرار هدراً وهباءاً, وتعود حليمة الى عادتها القديمة

...... والله يستر العراق من الجايات !!

 

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.