اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

وجيه عباس وانتفاض قنبر لاعبان في نفس الفريق، ضد من يلعبان؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

وجيه عباس وانتفاض قنبر لاعبان في نفس الفريق، ضد من يلعبان؟

صائب خليل

19 تموز 2017

 

الهجوم على العقل العراقي يتطور وتزداد اساليبه مراوغة. كان آخر تلك الهجمات ما قام به الثنائي انتفاض قنبر ووجيه عباس، فكانا كلاعبين في فريق الكرة الطائرة، "واحد يرفع وواحد يكبس" كما يقول المثل العراقي. وفكرة المثل هي ان شكل الحركة تبدو وكأن اللاعبين يوجهان الكرة باتجاهين متعاكسين، الأول إلى اعلى والثاني إلى أسفل، لكنهما في حقيقة الأمر يكملان بعضهما ويعملان من اجل هدف واحد وفي فريق واحد.

 

ولإخفاء هذا الفريق، يتظاهر كل منهما بأنه حريص على "العراق" وأنه يمثل "فريقه". انتفاض يرى بأن مصلحة العراق، بالوقوف ضد العدو (الإيراني طبعا)، موحياً بحذر شديد بأنه يمثل وجهة نظر سنية، ليقذف من خلالها بألغام عباراته "الإرهابية" المثيرة للاشمئزاز عن الحشد، وكأن السنة هم من أطلقها.

وكما قلنا سابقا، فإن الانفجار "الإرهابي"، يثير الغضب والخوف، لكنه لا يأخذ البعد الطائفي المرجو منه، إلا بعد ان يتم توجيهه من قبل الإعلام المناسب الذي يغرس في ذهن المشاهد فكرة ان ذلك الانفجار هو جزء من الصراع بين الشيعة والسنة.

كلمات انتفاض قنبر التافهة كان يمكن ان تمر بلا تأثير طائفي يذكر، مثلما يمر أي انفجار، أو أية "رفعة" لكرة الطائرة، خاصة أنه ليس معروفا كشخص "سني". لذلك كان لا بد من وجود "وجيه عباس" ليكمل القضية إلى نهايتها، و "يكبس" الكرة التي رفعها انتفاض. وأمثال وجيه وانتفاض لا يكونون طائفيين بالضرورة (أي ليس لديهم مشاعر خاصة نحو طائفتهم)، لكنهم يتظاهرون بذلك لضرورة "الشغل" وليكمل كل منهما عمل الآخر.

 

لقد اثارت هذه "الكبسة" الثنائية مشاعر طائفية وحققت انتشارا كبيراً في العراق، وكان أسلوب انتفاض الدنيء في الكلام عن الحشد مثيراً للشيعة بشكل خاص. أما وجيه، والذي كان يفترض به لو أنه كان حريصا على الحشد بالفعل أن يوجه انتقاده وهجومه إلى هذا النتن، وكان بإمكانه ان يمسح به الأرض على قلة ادبه، وأن يقدم نفسه كنقيض مهذب الاخلاق في دفاعه مسجلا نقطة كبيرة لصالح الحشد الذي يدافع عنه. لكن هذا لم يكن هو المطلوب كما يبدو، من قبل من يدفعون راتب وجيه. لاحظوا تركيب عبارته: ".. هذا البسطال اللي حرركم"! وكيف ان صيغة الجمع التي لا مكان لها من الإعراب هنا، حشرت حشراً ليجعلها وجيه إهانة عامة للسنة أو أهل الموصل. إضافة إلى ذلك جمع وجيه بهذه الكلمة السنة وراء زميله في الفريق انتفاض قنبر وأوحى لهم بأنه يمثلهم، عكس ما يفترض بمن يريد ان يدافع عن الحشد ان يفعل.

ولتوكيد الصورة الطائفية في الموضوع يحشر وجيه عباس عبارة أخرى لا مناسبة لها ابداً وهي قول "حسن العلوي": "إحنا الآن الشيعة قمر السلطة". ثم يبدأ بالحديث بشكل عام عن الشيعة و"انكم" تريدون ان "نصير" عماله في الموصل!

هذا الافتعال المكشوف لحشر السنة والشيعة في الأمر كان ضروري بشكل خاص لأن الربط بين انتفاض قنبر والسنة لا يخطر في البال من نفسه.. والرجل غير معروف كشخصية سنية. حتى أني حين رأيت الفيديو لم اعرف من هو المتكلم، رغم أنى كنت قد رأيته قبل فترة طويلة! وحين سالت عنه أحد الأصدقاء المتابعين قال انه يعتقد ان اسمه انتفاض قنبر. أما الانتماء الفكري فالرجل لم يخف في حديثه انه امريكي بحت، حتى أن من يستمع إليه، يستغرب أن يعلن إنسان تعبيته بهذا الوضوح المقزز.

هكذا حول وجيه هجوم انتفاض على الحشد، وقدمه لمشاهده الشيعي، كإهانة سنية للشيعة وأنهم يريدون يشغلوهم كـ "عمالة في الموصل"!

 

وبشكل عام، فالمسرحية التي أرادها المخرج، هي ان يضع من عنده ممثلا للسنة وممثل للشيعة، ثم يجعلهما يتبادلان الإهانات، وأن تعرض هذه المسرحية على مسرح الصراع على الموصل بعد داعش بين أهلها والذيول الذين يقدمون كممثلين لهم، والموقف من الحشد، وتنشر بأكبر حجم ممكن، في هذه اللحظة الشديدة الحرج من تاريخ العراق، لحظة تحديد عراق ما بعد تحرير الموصل!

 

لاحظوا أيضا نقطة أخرى لها دلالتها الكبيرة، وهي أن وجيه عباس تجاهل في غضبه، أكثر العبارات إهانة للحشد في حديث انتفاض، وهي الحديث عن تحرش الحشد بالبنات، وتمسك في رده بالجزء الأخف، وهو الشغل كعمالة في الموصل. والحقيقة ان هذا الجزء ليس فيه إهانة واضحة، وربما لا يمانع الحشد ان يساهم في اعمار الموصل، ويترك أثرا مشرفا لا يمحوه النسيان والإعلام المضاد، فلماذا ترك وجيه "التحرش بالبنات" وركز على التحول الى عمالة في الموصل؟

ببساطة لأن قضية التحرش بالبنات، لا تخدم هدف وجيه لأنها لا تصلح لتوجيه القضية باتجاه طائفي. فربما من الممكن اقناع السذج من الشيعة بان السنة يريدون تحويلهم إلى عمالة يشتغلون لهم، لكن سيكون مضحكاً الحديث عن "الشيعة يتحرشون بالبنات". وهكذا تخلى وجيه الإهانة الأكبر الموجهة لشباب الحشد، وأمسك بالمقولة الأضعف المرنة التي يستطيع أن يوجهها طائفيا. وهذا يكشف ان الرجل لم يكن يتحرك بفعل الغضب من الإهانة وإنما وفق حسابات دقيقة، قدمت له كما يبدو، فلا أظنه بالذكاء الكافي لحسابها بنفسه.

 

وفي الخاتمة يطلق وجيه عباس قنبلته الأكبر التي يبدو انها حشرت له حشراً، فهي تأتي بلا مناسبة او مبرر حين يقول "إحنا بسطالنا يشرف الموصل"! ولو استمعت إلى الفيديو ثانية، لوجدتها قد جاءت خارج السياق وكأنه كان مكلف بإطلاقها في الخاتمة، لكنه لم يستطع أن يؤلف لها المقدمة المناسبة.

فهي أولا قاسية بشكل غير طبيعي ولا يمكن ان يطلقها إعلامي بهذه الصلافة، خاصة أنهم يحضرون كلامهم بشكل جيد قبل بدء البرنامج. وثانيا الغضب المفتعل هذا لا يفترض ان يوجه إلى الموصل، فلم تكن "الموصل" هي التي اهانت الحشد. وثالثا، حتى لو كان المتحدث هو محافظ الموصل نفسها، فهذا التعميم الواسع في توزيع الإهانة على كل سكان الموصل، قضية ليست خاطئة فقط، وإنما خطيرة على مستقبله الشخصي. وأخيرا أن في الموصل شيعة أيضاً، ولو كان وجيه ينفجر بمشاعر طائفية حقاً من أجل الشيعة أو حتى يحترم الشيعة لما تفوه بسفالته.

 

نلاحظ ايضا أن وجيه عباس لم يوجه أي كلام شديد القسوة لمن كان يتكلم حيث انه لم يسمه بالاسم (الفيديو المرفق تم لصقه من قبل شخص آخر)، في تحفظ دبلوماسي واضح، لكنه حين هاجم اهل الموصل، الذين لم يكن أحد منهم قد فتح فمه بشيء، يندفع بكل ما اوتي من وساخة في اللسان!  وهذا دليل آخر أن وجيه لم يكن مدفوعا بنزوة من الغضب التي يفترض ان توجه لانتفاض قنبر، بل بحسابات لأكبر تأثير طائفي ممكن لبرنامجه.

إن وجيه عباس ليس سوى النسخة الشيعية لمهرج ساحات الاعتصام "اللافي" الذي كان يصرخ متظاهراً في مسرحيته بأنه لم يعد يحتمل اسم "عبد الزهرة" ويتصور الحمقى من السنة انه يدافع عنهم، في الوقت الذي يتآمر ضدهم بالذات بكسب العداء المجاني لهم، كما يتصور حمقى الشيعة ان وجيه عباس ومن مثله، يدافعون عنهم، وهم لا يقصدون إلا إثارة الكراهية ضدهم، والاثنان يعملان في ثنائيات الرفع والكبس، لحساب جهة معروفة، ليست السنة ولا الشيعة بالتأكيد، إنما ضد الشيعة والسنة، ضد كل العراق.

 

هل يسجل الفريق نقطة على العراق بهذه الكبسة؟ الأمر يعتمد على نباهتنا، لاعبي العراق. يعتمد بشكل خاص على مدى غفلة السنة ليصدقوا أن البشع وجيه عباس يمثل الشيعة، وغفلة الشيعة ليصدقوا ان التابع الأمريكي انتفاض قنبر يمثل السنة.

أما نحن فنعرف أن الشيعة الحقيقيين يعتزون بالموصل التي قدموا لها دمائهم الكريمة، ولا يمكن ان يوجهوا لأهلها مثل هذه الإهانة الدنيئة. وينطبق هذا بشكل خاص على الحشد الذي نراه الأمل، قبل اية جهة أخرى، السنية منها قبل غيرها، وبلا مواربة. فهو كما قلنا يوماً "حشدنا نحن السنة لا غيرنا" (1)، ومكانه في سويداء القلب وحدقة العين! أما خنافس الجرب المشبوهة التي تسعى لاختراق الجلد العراقي للقضاء عليه، مثل انتفاض قنبر ووجيه عباس، وكل من شابههما، فلتسحقها كعوب بساطيل العراقيين سنة وشيعة، بلا رحمة أو تردد.

(1) إنه حشدنا نحن السنة لا غيرنا!

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/921484541241949

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.