اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

حذار من المتشددين والمتطرفين!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حذار من المتشددين والمتطرفين!

محمد عبد الرحمن

 

عند توفر الإرادة السياسية والشعور بالمسؤولية وتغليب المصلحة العامة على الخاصة والذاتية ، تتحول التنازلات المتقابلة والتلاقي في منتصف الطريق منفعة وفائدة لجميع الفرقاء، ولا يخسر الا من ينشدون توتير الأجواء والتهييج خدمة لمآربهم الانانية وحساباتهم الضيقة، ومنها ما له علاقة بالانتخابات القادمة.

وحسنا فعل رئيس الوزراء حيدر العبادي في لقائه الصحفي الأسبوع الفائت، بإقراره وجود متشددين في الطرفين، الاتحادي وإقليم كردستان .

وفي ذلك المؤتمر الصحفي ذكر السيد العبادي ايضا ان هناك تواصلا مع قيادة الإقليم ، وانه ليس في حاجة الى وساطات (في إشارة الى ما قام به السادة أياد علاوي واسامة النجيفي وسليم الجبوري من زيارة السليمانية او أربيل ولقاء السيد مسعود البارزاني، رغم القناعة بان الدفع في اتجاه الحوار من كل الأطراف الوطنية لا انتقاص فيه من احد ومن صلاحياته وهو مطلوب). وهذا التواصل الذي تحدث عنه السيد العبادي امر جيد ومفيد، فلماذا إذن لا يبدأ حوار عاجل وجاد ومسؤول، ويتوقف الطرفان عن خطوات التصعيد، ومنها ما عكسته تصريحات اخيرة عن تحركات عسكرية ؟!

نشير ايضا الى انه ليس دقيقا تماما القول ان إجراءات الحكومة الاتحادية سوف لن تؤذي مواطني الإقليم. فهي تؤذيهم بهذا الشكل او ذاك، وتؤذي مواطني العراق ككل في المحصلة النهائية . وإن صحت الأخبار عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية وعدم وصول الاخيرة الى بعض المناطق، وهو ما أظهرته صور منشورة عكست هرولة الناس للحصول على ألتار من البنزين والنفط الأبيض، فان ذلك يؤكد صعوبة توجيه العقوبات الى المسؤولين فقط، من دون الأضرار بمصالح الناس. ولنا في الحصار الدولي على شعبنا ايام النظام المقبور شاهد على ذلك .

وما دام هناك إقرار بوجود المتشددين، ونضيف اليهم المتطرفين ونهازي الفرص من كل الأشكال والالوان، بمن فيهم صقور مجلس النواب وبعض الكتل السياسية والفاسدون وتجار الحروب، فلا بد من اليقين ايضا ان هؤلاء، ومن يتناغم معهم من خارج الحدود، سوف يحرصون على إدامة التوتر ودفع الأمور نحو نقطة اللاعودة. فبالنسبة للبعض منهم لن يختلف الامر حتى اذا حصل الفراق على الطريقة اليوغسلافية. وفي رأينا ان الاستمرار في الاجراءات العقابية المتسرعة واثارة الحساسيات وكيل الاتهامات والتحجر في المواقف، ان ذلك كله لن يوصل الأمور الا الى هذه النقطة، وقد يحصل الفراق باسوأ وأبشع الطرق وأكثرها دموية، أراد الطرفان ذلك ام رفضاه!

ان السؤال الكبير والملح هو : ما بديل عدم الحوار ؟! فالتصعيد لن يحل المشكلة بل يفاقمها ، والحرب امر بشع، والتهديد باللجوء الى القوة لفرض السيطرة على بعض المناطق خطأ قاتل. فمن يتحكم بشرارة الحرب اذا اندلعت؟ والحروب عادة لها بدايات معروفة، ولكن من غير المعروف نهاياتها. أإلى هذا يريد البعض جرجرة بلادنا وزجها في حرب تحرق اليابس والأخضر؟ ولنتذكر على الدوام ان هناك تجارا للحروب ، داخليين ودوليين. ولن يضير البعض من الاخيرين شيء في اشتعال الحرب، طالما انها لا تجري على أراضيهم وطالما ظلت مصالحهم في مأمن!

من المؤكد ان الاستفتاء خطأ في توقيته وحساباته والمساحة التي تمدد اليها ، وفي الانفراد بالإقدام عليه في ظروف بلدنا المعقدة، في غياب دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والديمقراطية الحقة، وهو ما أسهمت كل الأطراف في حصوله. ولكن تبقى ضرورة الحكمة في معالجة ما حصل، بعيدا عن فرض الامر الواقع ، وبعيدا ايضا عن مسعى فرض شروط يعرف أصحابها جيدا انها لن ترى النور. فالمزيد من العناد والغطرسة والانفعالات المتقابلة، لن يزيد الأمور الا سوءا، والخاسر في كل هذا وطننا العراقي وشعبنا بجميع اطيافه.

 

لهذا نقولها جليّة: لا .. لمعطلي مباشرة الحوار!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.