اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكورد بين وحدتين.. حقيقة مُرة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكورد بين وحدتين.. حقيقة مُرة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

14/1/2018

 

الوحدة هي الكلمة التي تسعى اليها المجتمعات قديماً و حديثاً لأهميتها، وهي رمز القوة و دليل نبذ الخلافات والصراعات وتفضيل العيش في جماعة بعيداً عن الحقد والكراهية والانانية المقيتة التي لا تجلب سوى الذل و الهزيمة و قد دعا اليها الاديان و المشاهير ...

 

الشعب الكوردي الذي بات لقمة سائغة و سهلة للدول الاقليمية والمصالح الدولية، لأنه يفتقد هذه السمة (الوحدة) لأسباب ذاتية وموضوعية، فالذاتية مثلاً الحقد و الكراهية تجاه البعض، والانجرار  وراء المصالح الشخصية الضيقة، واما الموضوعية – كما قلنا مصالح الدول تقف حائلاً دون الوحدة و اذا ما تحققت لفترات فأنها لا تعني استمرارها, على الرغم من كونها مطلباً شعبياً وينادى به الجميع كل على شاكلته ولكنها مجرد كلمات تخفي وراءها الحقد الدفين وتجارب الماضي المرير.

 

لكي لا نذهب بعيداً، فلم تبقى للانتخابات العراقية سوى اشهر قليلة و بدأت أشكال القوائم تظهر في الأفق والمنافسة تشتد كلما اقتربنا من يوم الاقتراع, الواقع يشير الى ان الكورد سيشاركون بعدة قوائم مختلفة تحت مسميات عديدة جمعت الواحدة منها التوجه العلماني والاسلامي والمعتدل والقومي ورغم النداءات المتكررة بضرورة الوحدة الكوردستانية في العراق الاتحادي، ويعلم الجميع علم اليقين  بأن القوة في الوحدة ولكنها بات شعاراً رمزية وشكل لنقل الخلافات الداخلية الى بغداد، وهذه هي حقيقة مرة يتحسر عليها القاصي والداني من الشعب الكوردستاني، لكن يبدو أن قرار القادة والرؤساء لا يهتم باراء وطموحات الشارع الكوردستاني، ويبقى للشعب بصيص أمل بأن تتوحد هذه القوائم في قائمة واحدة بعد الانتخابات لتشكل كتلة تستطيع نبذ الخلافات وتحقق الانجازات او على اقل التقديرات ان تدافع و تحمي حقوق الشعب الكوردستاني، وبأعتقادنا المتواضع، فأن ذلك لأمر صعب لأن الجدران تتصدع وتتمزق والخلافات تشتد في الحملة الانتخابية بالاضافة الى ان الجبهة المقابلة تعرف جيداً استغلال نقاط الضعف وان قوتها في تمزيق الوحدة الكوردستانية ومن بينهم من يقرع الطبول في هذا الاتجاه فالتفرقة و التمزيق حقيقة مرة.

 

اما الحقيقة الاخرى المرة ايضاً على الشعب الكوردستاني هي وحدة العراق فطالما كان يحلم بتحقيق دولته و تقرير مصيره إلا ان محاولاته المستمرة تصدم بجدار الوحدة العراقية الذي بات خطاً  احمراً لا يمكن المساس به وحتى ما تم تهديده او تعرضه للخطر فأن المجتمع الدولي وخاصة امريكا والغرب يتسارعون لحمايته وضرب هذا التهديد بالحديد والنار، وان الدعوات والمشاريع المطروحة للتقسيم لا تخرج من اطار الاراء الشخصية والمصالح الفردية ولم تر النور الى الان، وان القيادة السياسية الكوردستانية في العقود الماضية كانت تعرف جيداً هذه الحقيقة لذا فأن مطاليبها لم تكن تصطدم بهذه الوحدة وكانت تقتصر اللامركزية او الحكم الذاتي للكورد والديمقراطية للعراق، ومتى ما تعرض العراق للتقسيم، فأن الدول العظمى تلهث وراء الحفاظ عليها، فمثلاً ان بيان (11 اذار 1970) لم تشكل تهديداً لوحدة العراق و لكن عندما شعرت هذه الدول بخطورة الموقف سارعت الى توقيع اتفاقية الجزائر المشؤومة التي اعتبرتها في حينها اتفاقية حاسمة للحفاظ على وحدة العراق وقراراً جريئاً، كما و ان  انسحاب قوات التحالف و على راسها امريكا عام 1991 من العراق بعدما وصلت قريبةً من بغداد و قيام الانتفاضة الشعبية في الجنوب وكوردستان، لإطلاق يد الحكومة العراقية للقضاء عليها دليل على ان المساس بوحدة العراق يعد امراً صعباً، وان بناء المنطقة الامنة للشعب الكوردستاني بقرار اممي بعد الهجرة المليونية لم تخرج من اطار قضية انسانية ولم تعتبر القضية سياسية لكي لا تشكل خطراً على سيادة العراق و وحدتها،  واخيراً فأن إقدام الشعب الكوردستاني على اجراء الاستفتاء الشعبي في (25/9/2017) رغم الدعوات المتكررة من هذه الدول وخاصة بريطانيا وامريكا والامم المتحدة والاتفاق على تنسيق سري فيما بينهم بمباركة اطراف داخلية يأتي في السياق ذاته.

فالشعب الكوردستاني بات حيراناً بين وحدته المطلوبة المفقودة ووحدة العراق التي لم تجلب له إلا الويلات والدمار وزرع روح الخلاف والتامر فيما بينهم و كلتاهما حقيقتان مرتان مرارة الحنظل وفقدان الاعزاء.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.