اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

العمارة والشعر والموسيقا وما بينهما من وشائج// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العمارة والشعر والموسيقا وما بينهما من وشائج

د. هاشم عبود الموسوي

 

بداية أريد أن أجزم بوجود التشابه الكبير بين الشعر والموسيقى والعمارة وان سمات وأساسيات العمارة وضع سماتها الفيلسوف إفلاطون، وهو علم قائم على النسب، وان هذا العلم قام بإحيائه علماء عصر النهضة بعد ان تم تخليصه من الشوائب، وفي محور ظاهرة الولع للإبداعات الكلاسيكية نلاحظ ان الشعر الجاهلي ما زال يحتفظ بسحره الخاص وكذلك شكل الزقورات وجنائن بابل المعلقة، والإهرامات التي ظهرت بأشكال هندسية مميزة ووصفها إفلاطون بانها تتميز بسحرية جاذبة وهالي ما زالت حتى الآن تبهر الناس، وفيما يتعلق بسمات وملامح العمارة الكلاسيكية فان هذه العمارة تعتمد على جُمل متناسقة في سياق محسوب بعناية فائقة وهي تعتمد في الأساس على الوحدة البنائية.

 

وان الجانب المكمل هو تلك المفردات المميزة وهي تعد أصغر من الجمل الكاملة، وأن هذه العمارة بها نوعان من الأعمدة الأيونية، أما في محور الكلاسيكية الراجعة والذي يعد من أهم مدارس توجه ما بعد الحداثة، انه من الصعب الفكاك والتحررالتام من تأثير الكلاسيكية، وألفت النظر إلى انه ما زال الكثير من الشعراء يحنون إليها في زمان الحداثة، وألاحظ بأن الشعراء يلجأون إليها في مآلات بعينها يكون فيها النهج الكلاسيكي أبلغ تعبيراً. ان هذا الاثر ظهر في عدة انماط أبرزها هو النموذج الذي جسده شالس مور في عمله الخالد الذي يعرف ب « الكلاسيكية الراجعة« ، وان هنالك نماذج محدودة من هذا النسق جسدها المعماريون العراقيون في فترة خمسينيات والى سبعينيات القرن الماضي الذين قدموا أعمالاً جمالية تصب في ذات النسق من الكلاسيكية الراجعة

 

وفي مجال الحديث عن تيار الحداثة وما بعد الحداثة أشير هنا الى أن أشهر معمارية في العالم هي العراقية المرحومة زهاء حديد قد إنتبهت الى أهمية موسيقا العمارة ، والتي وزعت ألحانها على شكاء مباني غناء في أكثر من ساحة مهمة في إثنين وأربعين دولة وبمختلف القارات.

واني أرى في محور ظاهرة عمارة التراثية الراجعة انها شبيهة باللغة والشعر وصياغتها تتم في شكل جمل ونماذج مميزة ن هذه العمارة فيها الكثير من الرمزية.

وفي ظاهرة الرومانسية في الفنون والعمارة كمحور، فان هذه الظاهرة تجلت في توجه إرتكز على فلسفة إتجهت نحو الطبيعة كمصدر إلهام أساسي ، حيث لاقت رواجاً كبيراً وإنداحت في مجالات الفنون الجميلة والتطبيقية متجاورة للمساحات.

ان تيار الحداثة إجتاح الساحات فكانت العمارة في قلب الحدث ، وأشير إلى ان العراقيين تميزوا في هذا المجال ومن أميز هؤلاء محمد مكية،..

وفي سياق ذو صلة نستطيع أن نجري مقاربة إبداعية ما بين الآلات الموسيقية ومواد البناء ، ونوضح ان هنالك تباينا كبيرا بين هذه العناصر ، حيث ان مواد البناء تلعب نفس الأدوار التي تقوم بها الآلات الموسيقية من حيث الحوار النغمي والشُحَنْ التعبيرية الكبيرة.

 

وفيما يتعلق بتأثيرات الفلسفة والفكر التجريدي على مجالي الموسيقى والعمارة، نتذكر ان الغرب شهد أحداثاً في بدايات القرن الماضي غيرت في مجالي الفنون والآداب ، بحيث يمكن لنا ملاحظة ان الفكر التجديدي كان بمثابة رأس الرمح في إحداث هذه الثورة فظهرت الموسيقى المركبة آلياً وأعرضت عمارة الحداثة عن محاكاة ما هو حولها من أشكال فتغيرت صورتها.

نستطيع أن نستخلص من كل ذلك ، القول في محور التنوع اللحني والإيقاعي في المجالين ان التنوع اللحني محبب في الموسيقى كما هو أيضاً مُفَضل في مجال العمارة ونزعم في خلاصة حديثنا ان بلداننا في الشرق تحتشد بثراء فني مُفرط في التنوع وتتميز بدرجات عالية من الصدق والحميمية لو أحسن محاكاتها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.