مقالات وآراء

وقفات بخصوص مؤتمر الكويت لإعادة اعمار العراق// إياد السامرائي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

وقفات بخصوص مؤتمر الكويت لإعادة اعمار العراق

إياد السامرائي

الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي

 

اختتمت يوم الأربعاء الماضي أعمال مؤتمر الكويت الذي خصص لتحشيد الجهود والأموال لإعادة اعمار العراق .

 

ووردتني خلال اليومين الماضيين الكثير من التساؤلات حول تقييم المؤتمر وما خرج به من نتائج، والحقيقة ـ ولكي نكون منصفين ـ سنحتاج الى مقدار من الوقت والانتظار لنرى النتائج العملية التي تحققت بشكل فعلي .

 

ولكن من المفيد ان نسجل اليوم جملة ملاحظات لها علاقة بشكل أو بآخر بالمؤتمر :

 

بعد سقوط النظام السابق اعلنت الولايات المتحدة انها خصصت ٣٠ مليار دولار للعراق ، كما تم تنظيم مؤتمر دولي لدعمه  ، وأعلن عن الغاء كافة الديون التي بذمته ، وكان يفترض ان تؤدي تلك الاجراءات الى انتعاش اقتصادي ، ولاسيما وقد صاحبها تزايد في صادرات النفط وارتفاع في اسعاره .

 

ولكن المحصلة كانت كارثية بكل المعايير ، فقد ترتب على كل ذلك تدهور في الانتاج المحلي الصناعي والتجاري لصالح فتح باب الاستيراد على مصراعيه  وانتشار الفساد المالي في كل مرافق الدولة وعلى كافة المستويات .

 

بعض الدول التي عرضت قروضاً على العراق كانت شديدة في التدقيق والمتابعة ، وذلك لضمان ذهاب الاموال فيما خصصته ، ومن هؤلاء اليابان ، اذ قدمت قرضاً بقيمة ثلاثة مليارات دولار احتاج العراق عشرة سنوات للاستفادة منه بالكامل ، وذلك للضوابط التي وضعت وعمليات التدقيق من قبل اليابان ، فيما امتنعت دولاً اخرى عن تنفيذ وعودها لعدم رضاها عن الاجراءات العراقية .

 

المؤتمر الحالي حاول ان يجمع بين ثلاثة امور :

1.       اعمار المناطق المتضررة من الإرهاب ، واتت التعهدات باقل مما كان العراق يطالب به .

 

2.       مشاريع استثمارية متاحة للشركات  ، والتعهدات لم تغطي كل ما قدمه العراق من مشاريع .

 

3.       ومؤتمر لمنظمات المجتمع المدني ، ولم تغطي الدعوة كل المنظمات لكثرتها وصغر احجامها .

 

وفي تقديري ان ما تم التعهد به سيخضع لرقابة شديدة من الدول والهيئات المانحة ، وعلى حكومة العراق ان تكون شجاعة في توفير مستلزمات النجاح ، ولكن المعوقات الداخلية ستكون كبيرة ، كما ينبغي ان لا تكون الرغبة في الاموال سبباً للخضوع لاشتراطات تخل بالسيادة وتحول الاستثمارات الاجنبية الى وسيلة استنزاف لا نمو وشواهد ذلك موجودة في العالم أجمع .

 

العالم ابدى اليوم روحاً ايجابية ولكن بحذر نحو العراق ، ووضعه تحت الاختبار ، كما ان الشعب العراقي يضع اليوم حكومته تحت الاختبار في كيفية التعامل مع هذا التجاوب الدولي معه ، فان نجح العراق في اقناع الدول والهيئات الدولية بحسن الاستفادة من هذه الاموال ونزاهة وكفاءة ادارتها فان هناك فرص واعدة لمزيد منها ، ففرص الاستثمار هائلة ولكنها تحتاج ادارة نزيهة وكفوءة وذكية  .

 

ولكن في هذا المجال ارجع فأؤكد لما سبق ان كررته مرارا ان سياسة الاستيراد يجب ان تخدم نمو الانتاج الوطني وتنوعه ، وان انتاجنا النفطي يجب ان يتعاظم ، وان نوجد صفقات خاصة لتسويقه بصيغ المقايضة بمشاريع وعدم الالتزام الكامل بسقوف اوبك .

 

لقد تعرض الشعب الى اكذوبة روجها مسؤول عالي المستوى عام ٢٠٠٧ بان انتاج العراق النفطي سيصل الى ١٢ مليون برميل يومياً في عام ٢٠١٧ ، وها نحن اليوم غير قادرين على تجاوز ٤ مليون برميل يوميا ! بل ان سقف الانتاج الذي وضعته وزارة النفط يدور حول ٤،٥ مليون برميل يوميا عام ٢٠٢٢ ، مع الاعتذار لمن لا يجد في هذه الارقام تطابقاً مع بيانات اخرى لان ما يصدر عن الدوائر الرسمية غير حاسم ودقيق.