مقالات وآراء

عزيزي وزير النقل العراقي// محمد عارف

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 15 آذار/مارس 2018 08:13

كتب بواسطة: محمد عارف

الزيارات: 2419

الموقع الفرعي للكاتب

عزيزي وزير النقل العراقي

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

عزيزي الكابتن كاظم فنجان الحمامي، حديثك عقب تسنّمك الوزارة قبل سنة ونصف السنة عن مطارات فضائية أسسَها أجدادنا السومريون «جنون لكن فيه منطق»، حسب الشاعر «شكسبير». ومنطقك «سومري». فكيف نواجه الأساطير التي تحكم العالم، وليس العراق وحده، بغير أمّ الأساطير كلها «سومر»؟.. ومن غيرُ «سومر» يحمي السكك الحديدية في العراق، حيث يحطم العابثون نوافذ عربات القطارات، ويعلقون صخوراً في جسور تستهدف قائد القطار المار تحته، ويرمون أكياس النفايات عليه، ويقيمون مساكن تبعد 10 سنتمترات فقط عن سكة القطار؟!

أجدادنا السومريون يقولون: «عندما يبحر الزورق الضال يجنح أرضاً». ومن يرفع الزورق غير مرشد سفن بصري عجز «مدير الموانئ العام» عن إقناع شرطي «الميناء» بالسماح له بالدخول، فنزع حذاءه وخاض في المياه الملوثة بالنفايات إلى زورق حمله حيث تنتظره الباخرة الأجنبية أن يرشدها. مقالتك «حدث هذا خارج الأرصفة النفطية في الفاو» أرسلتها لي في اليوم التالي للحادث 27 أكتوبر 2013. وبين مقالاتك التي وصلتني تباعاً: «الزبير واحة نجدية»، وهو مقال مدهش بعمقه التاريخي الأنثربولوجي الممتد إلى ما قبل الإسلام، ومقالك «البصرة واحة الشركات البحرية» الذي يروي كيف بقيت البصرة حتى ستينيات القرن الماضي «الملاذ الآمن لمكاتب الشحن البحري في حوض الخليج العربي، وخليج عمان، وبحر العرب والمحيط الهندي». ومقالات عن أنهار البصرة، وعلمائها، وفنانيها، وبيوتاتها العريقة. ومقالك «سومريون لكننا في مقبرة أخرى» أوجع قلبي، بذكره حديث عالم الآثار «كريمر» حول «ابتكارات أجدادنا التي لو اطّلع القارئ عليها لسقط مغشياً عليه من هول الصدمة بالبون الشاسع بين ما توصل إليه أجدادنا قبل مئات القرون في الطب والهندسة والبناء والزراعة والصناعة والملاحة والتجارة والإدارة والتنظيم، وبين مراحل تخلفنا وتقهقرنا وتراجعنا».

والحكمة السومرية تقول: «من يهرب من ماضيه لا يتوقف عن الهرب». وأنت تحمل سومر إلى الحاضر، حيث 8 ملايين مسافر مرّوا بمطارات العراق العام الماضي، وخطوط جوية جديدة عراقية في العواصم العالمية، بينها خط مباشر إلى موسكو وبأسعار مخفضة للدارسين العراقيين وذويهم، ونقل مليوني نازح ومسافر من وإلى نينوى، حيث تشارك وزارة النقل في إعمار الجسور، ومحطة الرصد الزلزالي. وإنشاء فندق وكنيسة للحجاج المسيحيين في مدينة «أور»، واستقبال ميناء «أم قصر» أطول باخرة حاويات، وإقامة أول محطة عائمة في المياه الإقليمية.

وعندما كنتَ وقباطنة البحرية العراقيين تبكون أحدث قطع الأسطول العراقي التي صنعتها إيطاليا، ووضع اليد عليها الحظر الغاشم، كان شاب عراقي يبكي تجميد عضوية العراق في وكالة الاتصالات الفضائية «إنمارسات» التي أنشأتها «المنظمة البحرية العالمية» برعاية الأمم المتحدة، وشارك في تمويلها العراق وسبع دول عربية أخرى. وكان «الطب الاتصالي» موضوع أطروحة تخرجه عام 1996 من جامعة «ساوث بانك» في لندن، فالتقطته «إنمارسات». والآن يستبشر الشاب العراقي بمشاريعك لإنشاء شبكات النقل البحري بين البصرة والموانئ العربية والإيرانية، والسكك الحديدية من شنغهاي إلى أصفهان، وبغداد، وعواصم الخليج العربية.

والاتصالات الفضائية تجهز هذه الشبكات بخدمات «الإنترنت» العابرة للحدود التي تدر موارد مجزية، وتضمن أمنه السايبري وترفع قيود وكالات الطيران الدولية، وتضاعف موارد الترانزيت الجوي، وتتيح المراقبة الفورية للعابثين بالشبكات، وتدعم الحدث الكبير متمثلا في تطوير ميناء الفاو الكبير، وتطوير منفذ «عرعر» مع المملكة العربية السعودية، ومدّ خط سكة حديد بين البلدين، وربط خطوط الشحن البحري بين ميناءي «الدمام» السعودي و«أم قصر» العراقي. وآلاف الشباب العراقيين الموهوبين الذين يمكن أن يستقطبهم قبطان مرح يثير الضحك بحديثه لمراسل الفضائية السعودية عما يجمع بين السعوديين والعراقيين: «لا اختلاف إلاّ حول تشجيع فريق كرة القدم الأهلي أو الاتحاد». فقلوب الشباب، كما يقول المثل السومري، «الشمس لا تغادر قط قلبي الذي يضاهي البستان».

• < السابق
• التالي >