اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

إضاءة على المشهد في الأردن (4)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد في الأردن (4)

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

رفْعُ الرأسِ عالياً – مُقدماتٍ ، مُقتضياتٍ وتَبِعاتْ

المواطنون الأردنيون، على تنوِّعِ مشاربهم، ومرجعياتهم الصغرى، وأجندَتِهِم الأوسع، هم فعلا كل الأردن. من أي تضاريسَ جغرافيةٍ، قريبةٍ أو مُمعنةٍ في البعد، جاء أجدادهم أوآباؤهم، أوحتى هُمْ. وإن جاءوا، عبر تواريخ متقاربةٍ أو متباعدة. أو لأي أسبابٍ مُعلنةٍ مَشروعةٍ جاءوا. إختياراً أو قسراً جاؤا. طالما بقي إنتماؤهم وولاؤهم، لهذا الوطن وقضاياه، لا لبسَ فيهما ولا تأتأة. وطالما آمنوا تماماً، بأن كل قضايا أمة العرب، وبوصلتها فلسطين، هي مُكونٌ سِياديٌ حتمي، أساسيٌ وهام، في منظومة قضايا الوطن.

 

كما المطلوبُ مِنا كأردنيين، رفعُ الرأسِ عالياً، فأنني أسأل: هل كل واحدٍ فينا، هو فعلاً ممن ينطبق عليهم، معايير المقاصد النبيلة للتوجيه الملكي السامي؟

 

إن كان الإعتماد في هذا، على الوثائق الرسمية المعتمدة وحدها، فالجواب، بالتأكيد نعم. فقد نكون كلنا، وفق مباني ومعاني نداء سيد البلاد، ممن يَعتَزُّ بهم الوطنُ ويفخرْ، بل وربما لأبعدِ الحدود.

 

وحتى لا أُطيل، أسارع الى واقع الحالِ، لأسأل ثانية: هل يحق ممارسة هذا الحق الآن، لِمن لوَّثَ أو ما زال يُلوثُ شرف الوطن؟ وملوثاتُ شرفِ الوطن، هالأيام أكثر من الهَمِّ، على قلبِ بُسطاءِ ناسِنا؟ حقاً ، كم مِنّا يملك فعلا ، مستلزمات شرف رفع الرأس عاليا ، بإتجاه رايات الوطن ، وضميره مرتاح؟

 

نعم، كلنا مواطنون أردنيون، ولا أشَكِّك في إنتماء واحدٍ منا. فهذا ليس من حقي، وأمرٌ لا أتقنه بتاتاً ، وأحرص على أن انأى بنفسي عن مفاسده.

 

أما واقع سلوك، أو قول او عمل الكثير منا، فأعتقد أنه لا يتطابق كثيرا أو قليلا، مع مقاصد الأنتماء الحق ودلالاته. وهنا تتباين المسافات بُعداً أو قُرباً، من مُقتضيات وتبَعات شرفِ رفعِ الهاماتِ عالياً.

 

فكيف ينتمي فردٌ أو جماعةٌ لشرف هذا الوطن، دون ان يعيثوا فيه فسادا أو إفسادا، أو تخويفا عابثا بأمنه السياسي؟ سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي أو الدولي.

 

وكيف يمارس هذا الشرف، من يُجْبِرُ بِعَبَثهِ الإقتصادي أو الإجتماعي، أبناءَ الوطن على هَجْرِهِ مُضطراً؟

 

وكيف يُمارس هذا الشرف، من يعمل مُتعمدا على تدمير البنية التربوية التعليمة لخيرة شباب الوطن؟

 

وذاك الذي بغبائه المَقيت، وعَبثه بالذاكرة الجَمْعِيةِ، يعمل على إضعافِ اللُّحمة الداخلية للوطن، كيف يحق له ممارسة هذا الشرف؟ ولِمَ يَرْفَع رأسَه؟ أو حتى يُسمح له برفعِ رأسه بالأساس ، ولو فوق كتفيه؟

 

وذاك الذي باع، أو ما يزال يبيع ، عِيني عِينك، شيئاً من شرفِ الوطن، او يُسَمْسِرُ على أيٍ من مُكوناتِ شرفه، على مدى عقودٍ وبأثمانٍ بخسة، هل يشارك شرفاء الوطن بنعمة رفع الرأس عاليا...؟!

 

ثم كيف أساوي في هذا الشرف، بين القاتل والمقتول، وبين السارق والمسروق، وبين من بنى ويبني ويُعلي البُنيان، ومن هدم ويهدم، وبين من يغتصب موقعاً عاماً، ليس له ولا من حقه، وبين نشميات ونشامى من أبناء الوطن، يحمون ليل نهار، بدمائهم وعرقهم وفكرهم وسواعدهم، كل ثغورِ الوطن؟

 

ثم أسألُ باخلاصٍ للمرةِ الثالثة والرابعة والألف: هل تعرفون الآن، بعد هذه الحزمة من ألأسئلة، كم عدد الذين يحق لهم من منتسبي الهوية، شرف رفع الرؤوس ،عاليا بإتجاه الرايات؟

 

لِله دِرُّكَ ياوطن، كم مُنْتَمٍ لكَ حقاً ، كما يَليقُ بِكَ الأنتماء؟ وكم مُدَّعٍ بذلك؟

 

حقا ، إن الأمر يستحق أكثر من بقيةٍ ، مُتبصرةٍ مُتأملة ..........

 

الاردن – 15/3/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.