اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الكورد وقول الحقيقة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكورد وقول الحقيقة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

لقد فكرت طويلاً وملياً واجهدت نفسي كثيراً واثقلتها بما لا تطيق وحاولت جاداً ان أنساه وان يتجاوزه ذاكرتي ولكنه كان حاضراً عند كل انين وقطرة دم تسال وصرخة طفلٍ وأمٍ ومسنٍ وقطرة دمع ورأس قلم وحنين مهاجر يحلم بوطنه وازقة مدينته التي خرج منها مرغماً , وسط كل هذه الامتزاجات والافكار سؤال يراود في مخيلتي وربما في فكر الكثير واكون صادقاً بأن ما اعيشه و ابحث عنه لست وحيداً بل لم ولن اكون فالطريق مليئ بأمثالي يبحثون عن جواب تلكم السؤال كل بأسلوبه و شاكلته هذا السؤال دفعني الى البحث المستفيض وقراءة الاحداث بدقة وهذا السؤال الذي غالباً ما اجاب عنها المؤرخين والقادة والباحثين ولكن جوابهم لم يطفئ غليلي ولم يشبع عطشي لانها وان كان حقيقة ولكنها في قرارة نفسي هي جزء من الحقيقة وتنقصها جزء مهم وحساس وعليه يقف الاجزاء الاخرى.

 

هذا السؤال هو ما هو السبب الذي جعل الشعب الكوردي ممزقاً بين اجندات دول العالم و ما هو سر وجودهم كمادة دسمة على طاولة المفاوضات والحوارات وعلى دم شبابه وعجز مسنه ودمعة إمرأته وطفل فاقد ابويه منتشلاً من تحت الانقاض تتم الاتفاقات وتقسيم الكعكة بينهم وما ان يخرج راسه من حجره إلا وتبدأ دول الاضداد المجاورة والعالم بنسج المؤامرات وتوقيع الاتفاقات وكأنهم وجودوا  ليقفوا في وجه طموحات هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره.

 

لقد حاول الكثير الاجابة على هذا السؤال ومنهم من ربطها بالظروف الموضوعية والمصالح الدولية والموقع الجغرافي ووجود الثروات الطبيعية وعدم قدرة القيادات السياسية من لعب دورها والاستفادة من الفرص واستغلالها وما الى ذلك من اسباب وقد اتفق معهم ولكني قد اختلف معهم في فقرة واحدة وهي حقيقة مُرة مرارة الحنظل وثقيلة كثقل الجبال وهي ان حُبنا لقوميتنا تحمل علامات استفهام عديدة واننا لم نكون صادقين مع ارضنا ومياهنا وسماءنا – مع تقديري لكن من احب قوميته وناضل من اجلها وضحى بالنفيس من اجلها – فلكل قاعدة شواذ, اذ ان الظروف والوقائع الداخلية ومنهجية الاعداء زرع في نفوسنا الولاء للمناطق والمدن و الاحزاب والقوى السياسية اكثر من ولاءنا لقوميتنا الكوردية فكل تيار و اتجاه ربط وجود الشعب الكوردي بوجوده ويرفع شعاراً قومياً براقاً ويجعل من نفسه حامياً وحارساً امنياً لحقوق الشعب الكوردي، ويصنف غيره بالخيانة واداة المؤامرة بيد الاعداء، لذا بات حب الاحزاب و القوى السياسية اولى من حب القومية و الوطن مع العلم ان هذه الاحزاب والقوى وجدت لخدمة القومية وهذه ليست دعوة للعنصرية او الشوفينية لأن حبي لقوميتي لا تعني بأي شكل إنكار الاخر او التجاوز على حقوقه, وان طبيعة الشعب الكوردي بات مناسباً لزرع مثل هذه الافكار فقد قيل قديماً ان الشعب الكوردي شعب يحب غيره اكثر من نفسه ومثله الافغان وان الدلائل الواضحة على ما ذهبت اليه:

-      ان احترامنا وحبنا لضحايا ومناسبات قوميتنا لا ترتقى الى المستوى المطلوب فمثلاً شاءت الاقدار ان تصادف مناسبة مرور ثلاثين عاماً على مجزرة حلبجة في 16/3/1988 يوم الجمعة، واجلالاً لهم جرى العرف ان تطلق صفارات الانذار و تقف حركة السير لمدة خمس دقائق في الساعة الحادي عشر صباحاً ويقف الجميع بصمت وفي يوم الجمعة لم تخرج الا القليل من المواطنين الى الشارع وحتى غالبيتهم لم تعرف المناسبة إلا بعد ان  سمع صوت الصفارات او شاهد في التلفاز وربما كان غارقاً في نوم عميق ذهب به الى احلام نرجسية خائبة،  وهذا على سبيل المثال لا الحصر. واذا كان مبررنا انها وقعت منذ زمن فأن مأساة كركوك وطوز خورماتو وعفرين لا تزال جراحاً ينزف الدم منها وان احتجاجاتنا واستنكارنا لم تخرج من اطار شبكات التواصل الاجتماعي او آصدار البيانات من هنا و هناك.

 

-      ان حبنا و احترامنا لتراثنا تحمل الكثير من الاستفهامات فالقادة والعظماء والحكام جزء مهم من تاريخنا والعالم اجمع تفتخر بهؤلاء القادة الذين ضحو بجل حياتهم في سبيل اوطانهم وحقوق شعوبهم، اما نحن فقد جعلناهم رموزاً حزبية ومناطقية بدلاً من وضعهم في اوسع نطاق فالشمالي لا يعترف بقادة وعظماء الجنوب والشرقي لا يعترف بالغربي والعكس صحيح تماماً.

 

وعليه فأذا كان حبنا لقوميتنا ضعيفة وربما هناك من يفضل القوميات الاخرى على قوميته، فأننا ننتظر الاسوء والاسوء ويكون الاتي ادهى وامر ، وان العالم غير مسؤول عن زرع حب القوميات في نفوس شعوبها وانما الشعوب هي التي تفتخر بأنتماءاتها القومية وتدافع عنها وتضحي من اجلها واكرر انها ليست دعوة للعنصرية وانما هي التعامل بالمثل  وهو حق طبيعي وانساني مشروع. 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.