مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (51)- المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقى

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 23 آذار/مارس 2018 20:47

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 2802

 يوميات حسين الاعظمي (51)

المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقى

       على الرغم من أن هذه المشاركة الفنية، بالحفلة التي أقامها طلبة وأساتذة معهد الدراسات النغمية العراقي، هي مشاركة طلابية، ولكنها بمناسبة دولية عربية..! وذلك ابان انعقاد المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقى ، المقام في بغداد في شباط February عام 1975 . وكذلك بمناسبة افتتاحه رسميا، حيث اقر ان تكون بغداد مقرا له. إلا أن الامسية التي اقامها المعهد بالنسبة لي، تعتبر أول مشاركة في مؤتمر عربي وعلى الصعيد الدولي، أو هي واحدة من اولى مشاركاتي الدولية على مستوى تجاوز المحلية في أقل تقدير، رغم أن هذه المشاركة طلابية وفي بلدي العراق..! وعليه فهي الحفلة الاولى التي يستمع اليَّ فيها فنانون وعلماء موسيقيون وخبراء وباحثون من أرجاء وطننا العربي الكبير. وهي أيضاً الحفلة الاولى التي تسجل لي تلفزيونياً من على خشبة المسرح..! وقد كانت يوم 17/2/1975 على خشبة مسرح قاعة الشعب وسط بغداد. وما نلاحظه مرة اخرى، اهتمام دائرتنا (دائرة الفنون الموسيقية) بهذه الامسية ، خاصة في الملابس الموحدة لنا على المسرح..

        إستاذنا الراحل الموسيقار العراقي والفلسطيني الاصل روحي الخماش، الذي لجأ الى العراق بعد إغتصاب فلسطين العربية من قبل الصهاينة عام 1948 . وبقي خمسين عاماً في العراق حتى وفاته عام 1998 . وهو من علماء الموسيقى العرب المعدودين. وبذلك فهو أستاذ لأكثر من جيل موسيقي في العراق، ونحن جميعاً من تلاميذه..! كان رحمه الله، في هذه الحفلة مشرفاً ومعداً لها. وهو يظهر في الصور كذلك. رغم انها على المسرح. ولأهمية هذه المشاركة فقد طــُلبَ منـِّي غناء مقام الرست، وهو من أصعب المقامات العراقية التي تغنى تقليدياً في المقام العراقي، خاصة من النواحي الادائية الفنية، نظراً للتعقيدات الشكلية Form الموجودة في غنائه عبر التاريخ. وفي هذا اليوم غنــَّيت قصيدة اخرى في مقام الرست للشاعر الحاجري ، هذا نصها..

هم حملوني في الهوى فوق طاقتي

                                    فمن أجلهم قامت عليَّ قيامتي

وما كنت لولا هجرهم وصدودهم

                                   حليف ضني ملَّ الطبيب عيادتي

بحقكم يا جابرون تعــــــــــطفوا

                                    فقد رقَّ لي من جوركم كل شامت

ولا تبخلوا أن تسمحوا لي بنظرة

                                    تخفف أشجاني وفرط صبابتي

سألت فؤادي الصبر عنكم فقال لي

                                    إليك فإن الصبر من غير عادتي

أضم على الداء الدفين جوانحي

                                    وأظهر من غير الرقيب بشاشتي

وليس تلافي مذ رميت بهجركم

                                    عجيباً ولكن العجيب سلامتي

وكيف إشتغالي عنكم لا عدمتكم

                                    ونار الاسى والشوق ملء حشاشتي

فوا حسرتي طال الاسى وتصرمت

                                    دهوري ولا قضيت منكم لبانتي

له قد عسال وحسن معيشق

                                    ولي قلب محزون ونظرة باهت 

        وفي الصور أعلاه، أبدو واقفاً على مسرح قاعة الشعب برفقة الفرقة الموسيقية المركزية للمعهد من طلبة متميـِّزين وأساتذة أكفـَّاء. وبجانبي أستاذي المرحوم روحي الخماش المشرف الفني على كل فقرات الحفل، يحيــِّي الجمهور معي بعد إنتهائي توَّاً من الغناء..

     وبالنسبة للافتتاح الرسمي للمجمع العربي للموسيقى، في بناية دائرة الفنون الموسيقية التي انقسمت الى قسمين، قسم للدائرة والاخر للمجمع العربي للموسيقى، فقد كان الافتتاح برعاية وكيل وزارة الاعلام محمد جاسم الامين، وقد كلفني الموسيقار الراحل منير بشير، ان اصعد الى الاعلى لارفع علم جامعة الدول العربية فوق بناية المجمع، ومن ثم تم اعلان الافتتاح الرسمي للمجمع. ليبقى تاريخا لي باني رفعت علم الجامعة العربية في افتتاح المجمع العربي للموسيقى.

وللذكرى شجون 

صورة لحفلة طلبة واساتذة معهد الدراسات النغمية العراقي في المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقي في قاعة الشعب ببغداد يوم 17/2/1975 . حسين الاعـظمي يغني مقام الرست ، ويظهر استاذنا المرحوم روحي الخماش المشرف على اعداد هذه الحفلة ظاهرا في الصور ..

• < السابق
• التالي >