اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

هل يسير "سائرون" بالعراق؟// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

هل يسير "سائرون" بالعراق؟

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

في أول تغريدة للسيد مقتدى الصدر على صفحته في «تويتر» بعد الانتخابات، أعلن: «بعد أن بنى الشعب بصوته السلطة التشريعية ومن خلال الملحمة الانتخابية الرائعة، فعلى السلطة التنفيذية القادمة أن تبني للشعب أسس العدل والرفاهية والأمل، لا أن تبني قصوراً وجدراناً، فكلا لجُدر الخضراء وكلا للفساد وكلا للتحزب وكلا لأزيز الطلقات، فلابد أن تكسر فوهة البندقية ويقف ضجيج الحرب». هل يحقق ذلك تحالف «سائرون» الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد (57 مقعداً) في الانتخابات العراقية، وجمع بين ما لم نكن نتصور قط أن يلتقوا، جماعة دينية راديكالية وحزباً علمانياً ثورياً. عناوين الصحف العالمية ركزت على فوز تحالف جماعة الصدر والشيوعيين، مع أن شيوعيين اثنين فقط في القائمة الفائزة، رائد فهمي، سكرتير عام الحزب، الذي نال 12395 صوتاً في محافظة بغداد، وهيفاء الأمين التي فازت بأعلى نسبة أصوات في محافظة ذي قار (31588 صوتاً).

 

وكما حدث سابقاً في تاريخ العراق، أصبحت «ساحة التحرير» في بغداد مطبخ تحولات ثورية. تتابع ذلك دراسة مسهبة في نحو 8 آلاف كلمة، عنوانها: «هل يمكن أن يصلح رجل الدين المسلح مقتدى الصدر العراق؟». أعدّ الدراسة «ثاناسيس كامبانيس»، ودعمتها «مؤسسة كارنيجي» في نيويورك، والتركيز فيها على شخصية «الصدر»، الذي لا يمكن توقع تحولاته وتقلباته منذ الغزو. «مع ذلك فالجديد في سياسته يحقق اختراقاً ويشجع على إجراء تحولات، ويفرض على الحركات القائمة الأخرى في العراق مواجهة تحديات أساسية في الأمن والحكم». ويرى الباحث أن «الصدر يطلق مثالاً للزعماء الآخرين والمنظمات السياسية المهتمة بالخروج من سجن صناديقها الطائفية ومحسوبياتها، وإنشاء أفكار أو حركات أكثر مرونة وانفتاحاً».

 

وعقدت الدراسة أكثر من أربعين لقاءً في العراق خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، مع قيادات عراقية وسياسيين، وتناولت حوادث العنف والفساد التي قام بها رؤساء مليشيات وعشائر، ولم تستثن سوى شخصين نأيا عن محشر العنف والفساد، هما المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني، ومقتدى الصدر. و«على الرغم من أن الصدر يفتقر إلى التحصيل العلمي الذي يمتلكه السيستاني، إلاّ أنه ورث من والده ملايين الأتباع المتحمسين الذين يستجيبون له حالما يدعوهم». ولم يكن الصدر قد بلغ الثلاثين عندما بادر بعد غزو العراق إلى إنشاء «جيش المهدي»، الذي وقف ضد الاحتلال الأميركي، و«برز كقائد قوي وخطيب مفوه، يؤكد دائماً على أنه وطني عراقي قبل كل شيء». ومع أن «جيش المهدي» ارتكب فظاعات في المعارك الطائفية التي أعقبت حرق المرقدين الشيعيين في سامراء، وتورط بعض المسؤولين الصدريين في عمليات فساد، إلاّ أن جماعة الصدر استعادت مكانتها العابرة للحدود الطائفية.

 

ويذكر الباحث أن تعريف الصدر للتكنوقراط ومفاهيم أخرى يطرحها، ربما تبدو ساذجة ومتضاربة، وتثير ردود أفعال مختلفة حتى لدى أنصاره المقربين، إلاّ أن أحكامه تلعب دوراً مهماً في تولي الأشخاص المسؤولية في البلد. وأفلح الصدر رغم كل شيء في إبداع نمط وخطاب سياسي جديدين تماماً، قد يلعبان دوراً حاسماً في العراق والمنطقة بالكامل، وتحويل البلد من دولة الناخبين والمحاصصة إلى دولة المواطنين. وفي حين لم يجرؤ الزعماء الآخرون على محاسبة أتباعهم المتورطين في عمليات الفساد، حلّ الصدر «كتلة الأحرار» التي تورط بعض أفرادها في قضايا فساد، وألّف حزب «الاستقامة»، وأرسى علاقات جديدة مع العبادي ومع السيستاني، وأعلن استعداده للتعاون مع كل من يعمل لصالح العراق، وتعبر عن ذلك أحدث تغريداته: «أنا مقتدى.. شيعي في العُلا.. سنيّ الصدى.. مسيحي الشذى.. صابئي الرؤى.. إيزيدي الولا.. إسلامي المنتهى.. مدنيّ النُهى.. عربي القنى.. كردي السنا.. آشوري الدُنى.. تركمانيّ المنى.. كلدانيّ الفنا.. شبكيّ الذُرى». وتختتم التغريدة عبارة «عراقي أنا».

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.