اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

إنهاء الانقسام يمثل الضربة القاضية لمواجهة صفقة القرن// رأفت عسليه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

إنهاء الانقسام يمثل الضربة القاضية لمواجهة صفقة القرن

رأفت عسليه

 

بات من الواضح حجم المؤامرة الكونية التي تقودها الولايات المتحدة, وتستهدف الشعب الفلسطيني وتاريخه وحقوقه وثوابته المشروعة غير قابلة للمساومة, إن ما يعرف بصفقة القرن هي صفقة تعتزم واشنطن تنفيذها كحل جبري للقضية الفلسطينية, التي أصبحت تمثل عبئا على كاهل الإدارة الأمريكية التي تحلم بإنهاء هذا الصراع المزمن, دون الالتفات لحقوق هذا الشعب الذي هجر من وطنه , وتعرض للظلم على مدار سبع عقود جراء سياسية الاحتلال واجرامه بحق هذا الشعب, أما واشنطن تطمح بعد الخلاص من القضية الفلسطينية, وفرض وقائع على الأرض تجبر الكل العربي بالتعامل والتطبيع مع الاحتلال في شتى المجالات, والانتقال لمراحل أخرى من المواجهة لاسيما على الصعيد الدولي, والعودة إلى المربع الأول في ما يتعلق بالملف الإيراني, التي يطمح ترامب بحشد اكبر دعم دولي ممكن لمعاقبة طهران, وحشرها في زاوية تجعلها ترضخ وتلتزم بما تمليه عليها الولايات المتحدة على غرار كثير من الدول العربية ودول العالم التي وجدت لتنفيذ السياسية الأمريكية مهما كان ثمنها.

 

إن صفقة القرن ليست وليدة اللحظة, ولا ترامب رجل اسطوري من كوكب أخر, وجاء بحل لقضية لطالما احتلت الأولوية الدائمة في سياسيات غالبية دول العالم ولاسيما الدول العظمى, بل إن الصفقة جاءت على مدار أعوام من البحث والدارسة والتخطيط والمشاورات, فليس صدفة ما نراه من تطبيع علني بين بعض الدول العربية ودولة الاحتلال, ولا يمكن أن نتجاهل التطور الذي غزا الدول الخليجية واخص هنا المملكة العربية السعودية التي لبست ثوب العلمانية, وتنازلت عن إجراءات تخص الحياة في المملكة لطالما حافظ الساسة في المملكة على بقائها على مر الأزمان.

 

 

 

إذن من الواضح أن نقطة انطلاق الصفقة تبدأ من الدول العربية التي تمثل أداة واضحة للإدارة الأمريكية لتنفيذ سياستها في الوطن العربي, وليس ببعيد عنا الموقف العربي المذل إبان غزو العراق, والتحالف العربي ضد اليمن الذي لم ينتج عنه إلا مزيدا من الدمار والتفرقة والإذلال لهذا الوطن.

 

ويبقى سؤال يدور بالأذهان؟ كيف يمكن مواجهة صفقة القرن في ظل حالة الانقسام والشرذمة بين شطري الوطن؟ وهنا تكمن الإجابة في ضرورية وحتمية إنهاء الانقسام والتوحد في مواجهة مخططات أمريكا وإسرائيل لاستهداف شعبنا , ومقدساته, فلا يمكن السطو على شعب موحد بكافة قواه السياسية والاجتماعية, ولا يمكن تنفيذ أي بند من هذه الصفقة بدون وجود موافقة فلسطينية, وهذا لن يحدث باعتقادي إلا في حال استمر الانقسام, والانفصال في القرار المسيطر على الحالة السياسية الفلسطينية, فمن الممكن ان تستعين الدول العربية التي تعمل لصالح واشنطن بحماس لتنفيذ سياساتها على قاعدة إنهاء حصار غزة وتحسين سبل الحياة لأهالي القطاع, وهذا له عواقبه, فالحكمة تقول إن الجائع إذا انتفض يصمت حينما يحصل على طعامه, أما من ينادي بالحرية لا يهمه الطعام , ولا تنتهي أحلامه إلا بالتحرير وتقرير المصير, فمن الضروري معرفة ما هي الأثمان التي قد يدفعها المنقسمين مقابل إغراءات مالية ومساعدات من هنا وهناك.

 

لذلك لا بد من القيادة الفلسطينية النظر بجدية مع ما يطرح من صفقات وعروض لغزة والضفة, وان يكون القرار موحد يجمع الكل الوطني الفلسطيني حتى لا نقع بأخطاء قاتلة لا يمكن الرجوع عنها على غرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي أثبتت عقمها وعدم جدواها وحجم الثمن الذي دفعته السلطة مقابل البقاء في هذه الخانة العقيمة.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.