اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مَناصِبٌ ومَكاسِبٌ وقِرَدَةٌ// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد أيوب

 

عرض صفحة الكاتب

مَناصِبٌ ومَكاسِبٌ وقِرَدَةٌ

إضاءة على المشهد في الأردن

د. سمير محمد أيوب

 

لا أعرف أحدا مِثاليَّا بالمطلقِ، في الأردن ولا في غيرِها. خاصة بينَ مَنْ يتصدرون بالحقِّ أو بالغَصْبِ، مُقدِّماتِ المسارح الكبرى، في حياتنا العامة. إلا أني أعرفُ أُناساً هُناك، على الرغم من بعض الهِناتِ، أو الأخطاء أو العيوب، فإنَّهم ما زالوا يستحقون الحب والإحترام والثقة. ترك بعضهم في أنفسنا وفي حياتنا، خبراتٍ لها بصمات ولها نسائم. وبعضهم ترك تجاربَ حيرى لم تكتمل. ولبعضهم خربشاتٌ وخرمشاتٌ، تُعَلِّمُنا تَجنُّبَ أمثالهم في أيِّ مستقبل.

 

يا سيدي هنا وهناك وهناك، وقد إكتملَ كَرْشُ الإدارة الأردنية من زمان، لا تَصنَعوا من الحَمقى والعجزة سادة ومشاهير. وإن إضطُرِرْتُم، فلا تأخذوهم على محملِ الأبدية، أوإلى تقنيات التدوير. فمهما إستولى القردة على أرقى السيارات، أو أجْلِسوا خلفَ مِقْاوِدِها، فلن يفلحوا في تشغيلها وفي توظيفها فيما صُمِّمَتْ مِنْ أجله.

 

الماكياج السياسي يا سادة، ما عاد يُخفي بشاعةَ بعضهم. ولن يُضفي على سِحَنِ جُلِّهِم إلاَّ جَمالا مصنوعا، كالعطر المُقَلَّدِ. قد تُعجِبك رائحته في البدء، لكنه لن يدوم طويلا. وبعضهم شجرٌ صناعي، مهما أسقيتَه، فهو عاقرٌلا يُثمِر. ستجد بينهم من لا يفكر إلاَّ في نفسه، ومَنْ سيخذلك، ومن كَبْروتُس سئ الذكر، سَيَتَنَكَّرُ لك وينقلبُ عليك.

 

بالتاكيد يا سيدي، فإن جُلَّ من يُرَفَّعونَ بعدالةِ الحقِّ وصرامَتِه، هم كالأوطان، فِراقُهم غُربة. أو عُمْرٌ لا يُعادُ ولا يُنسى ولن يتكرر. أو كالأرواح فِراقُهم ممات. أما الكثير من رعايا الكوتا، أو تصعيد الترضية، أو صدف الحظ، فهم للأسف كالأوبئة، فراقهم حياة. يحاولون جعل بعض مناحي الوطن، أمكنة خطرة جدا للعيش فيها، ليس لكثرة الأشرار أو غلبتهم، بل لصمت الأخيار عما يفعله الأشرار. فحتى بين بعض الأخيار، بِتْنا للأسف الشديد، نجِدُ فاسدٍا مُصَنَّعاً، وفاسدا مطبوعا، وبينهما مسافةً مُرهِقَة تتسع لفاسدٍ بالفطرة.

 

مهما حاولتم يا سادة ، مَكْيَجَةَ قِشْرَ البصل ، فلن يخرج منه مهما ضغطتُم،  إلا عصيرَ بصل. وكذلك بعض ما انْتَقَيتُمْ، لن يعطوا عند الأزمات، إلا ما تربوا عليه.

 

لِنُصلح شيئا من أحلامنا يا سادة، نَعِدكم، أن نلبس قبل أن ننام، أجمل ما عندنا وأن نتعطر. ونرتب غرف الوطن. فبعض الذين قد يأتون بالحُلُمِ أو بالتمني، يستحقون حفاوة أكثر، من الذين يأتون بالواقع. ونعدكم أن لا نُعاتِب، لأننا بالتأكيد لن نسامح.

 

الاردن – 20/10/2018

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.