اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يجب عدم السماح لذراع ايران بالالتفاف حول بغداد// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

 

يجب عدم السماح لذراع ايران بالالتفاف حول بغداد

سعد السعيدي

 

اتابع منذ اسبوع تفاصيل المعركة الجارية للاستحواذ على منصب محافظة بغداد. وكالجميع قد اطلعت على الحركة الغريبة التي جرت فيه المتمثلة بإلغاء انتخاب المحافظ عن تحالف سائرون واستبداله بآخر ينتمي الى عصائب اهل الحق المنضوية في تحالف الفتح.

 

تنبع اهمية بغداد من كونها احد مراكز التأثير الثقافي في العراق والمنطقة ومركز انطلاق التظاهرات فيه. لهذه الاسباب يحاول ممثلو ايران السيطرة عليها عن طريق فرض مرشحهم على رأس المحافظة.

 

بالمقابل نرى انكماشا وانكفاءا غير عاديين من لدن اهالي العاصمة ازاء هذه المعركة للسيطرة على منصب رئاسة محافظتهم. اقول بانه ليس من الحصافة الابتعاد عن معركة اختيار المحافظ وانه لا بد من منع ممثلي ولاية الفقيه من الاستحواذ على بغداد.

 

كان يجب ان يكون للمقاطعة الانتخابية من هدف ما. فلا يجب ان يكون غياب هذا الهدف هو الحجة لاستمرار الانكفاء والجلوس في البيت الى ما لا نهاية. فمشاكل بغداد المتراكمة لن تحل نفسها بنفسها بهذه الطريقة. إذ لا بد ان يكون العزوف عن الانتخابات دائما جزء من خطة لتصحيح الاوضاع القائمة. وما يجري الآن هو ليس تصحيحا وإنما انكفاءاً مستمراً لصالح المعادين للنظام الديمقراطي والقانون واستقلال البلاد.

 

الانكفاء وعدم الاهتمام والابتعاد عن معركة بغداد هذه قد شجع ممثلو ولاية الفقيه على الدخول على خط فرض مرشحهم. وطبعا فمن شدة الشفافية الاعلامية في نقل اخبار ما يجري في مجلس المحافظة لم نعرف إن كان ما يجري فيه مكتمل الشروط القانونية ام لا من مثل إبطال انتخاب مرشح لمنصب المحافظ وتنصيب آخر محله ، ولا باسباب خروج كتل سائرون مع اعضاء تيار الحكمة من الجلسة. ويبدو بان ايران بطريق ممثليها لا تريد السيطرة فقط على السلطة الامنية والتشريعية في العراق فحسب ، وإنما ايضا على العاصمة. ويجلس اعضاء مجلس المحافظة الحاليون منذ العام 2013 فيه وكان يتوجب انقلاعهم عنه العام الماضي في انتخابات مجالس المحافظات قبل تلك النيابية. وحتى لو كان القانون يقف الى جانب جهة منهم في هذا الموضوع فاني ارى انه يجب ان يخرج اهالي العاصمة ليقولوا كلمتهم ضد محاولة التفاف ذراع دولة الجوار هذه حول المدينة. ويجب ان يعي الجميع بان الامر لا يتعلق فقط ببغداد، بل انه يتعلق بكل ما يؤمل حدوثه من بدايات للتغيير الآن وفي المستقبل. ومن سيستمر بإهمال هذا الموضوع فانه سيساهم باعادة بغداد الى ايام صلاح عبد الرزاق وكامل الزيدي وصابر العيساوي في ازدهار الفساد وقمع الثقافة والتجاوز على الحريات العامة.

 

من خلال الاطلاع على سيرته الذاتية المنشورة قد عرفنا عن فلاح الجزائري المحافظ الجديد بانه كان من اعضاء مجلس المحافظة قبل ان يجري اختياره للمنصب بشكل مفاجيء بما يشبه الانقلاب. اي انه جزء من مجموعة اولئك المسؤولين عن سوء الخدمات وسوء الادارة والفوضى والتجاوزات الطاغية في المدينة. والسيرة الذاتية لهذا الشخص لم تتعدى نشاطه المهني، ولا من نشاط آخر خارجه. وقد وصل هو ورهطه الى عضوية مجلس المحافظة من دون اي برنامج متفق عليه مع الناخب. ولا ندري إن قد جرى استخدام المال السياسي وقتها لتأمين وصولهم الى المجلس. ولا يحتاج المرء الى ذكاء للاستنتاج بخلو وفاض هذا الشخص من اي شيء مما يمكن ان يؤهله لتبوؤ منصب المحافظ، إلا اللهم انتمائه الى جهة تعتمد على توجيهات الخارج. وسير فارغة مثل هذه لا يأتي بها إلا المفلسون سياسيا.

 

الصدريون من ضمن سائرون وحسب ما اراه من اخبار ليسوا جادين في الاقدام على مواجهة ممثلي ايران. إذ لم ارهم يدعون في اي وقت على ضرورة اجراء انتخابات مجالس المحافظات في وقتها. وهم حتى ليسوا بوارد اطلاع اهالي العاصمة على ما يحدث في مجلس المحافظة ولا عن الكيفية التي جرى فيها انتخاب عضو حزبهم ولا عن طريقة إبطال انتخابه ليفوز مرشح الجهة المقابلة. فالتجهيل والتعتيم على الاخبار هو سيد الموقف وهو مما يبدعون فيه.

 

من المهم الاشارة الى ان وظيفة المحافظ هي من بين عدة وظائف اخرى تنظيمية ترتبط بالداخلية في عدة مفاصل مثل الحفاظ على الامن وتطبيق القانون وحماية حياة المواطنين وضمان الحريات العامة. بالنتيجة تكون محاولة الحصول على المنصب هي ايضا للتغطية على فضائح فساد. إذ يتذكر الجميع فضيحة بند منع المشروبات الروحية الذي اضيف في غفلة الى قانون واردات البلدية سيء الصيت وعلاقة الاذرع المسلحة بها. ولا استبعد إن نجح هذا الرهط في مساعيه مع رئاسة المحافظة ان ينتقل للاستحواذ على منصب امانة العاصمة ايضا.

 

ادعو اهالي بغداد الى الخروج لقطع الطريق امام هذا الاستيلاء على عاصمتهم. ويجب الا يفسر البعض بان الخروج ضد اية جهة معناه وقوفهم منطقيا الى جانب الجهة او الجهات المقابلة او المعارضة او المنافسة. فالامر يتعلق باهالي العاصمة، لا بالآخرين. فمصالح سكان المدينة ومصلحة البلد العليا اهم من مصالح بضعة اولئك الذين اوصلوا هؤلاء للمجلس.

 

إن كان يرغب اهالي بغداد في سيطرة دولة من وراء الحدود على القرار في مدينتهم، فما عليهم إلا الاستمرار في الانكفاء في بيوتهم والابتعاد عن مآل مدينتهم. وإن كان ما زال لهم من حرص على استقلال البلد وعاصمته فعليهم واجب حماية مدينتهم من امتداد يد ولاية الفقيه لرقبتها. إن اردنا حماية بغداد والنظام الديمقراطي والحريات العامة فعلى الجميع المساهمة في إفشال فرض مرشح ايران على محافظة بغداد ومنع ايا كان من جعل العاصمة من ضمن مقتنيات ولاية الفقيه واذرعها المسلحة.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.