اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الطائفية السياسية ومراحل بناء الدولة العراقية// لطفي حاتم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطفي حاتم

 

 

الطائفية السياسية ومراحل بناء الدولة العراقية

لطفي حاتم

 

منذ نشؤها بمساعدة الكولونيالية البريطانية مر بناء الدولة العراقية بعدة أشكال سياسية  الملكية منها والجمهورية  ورغم تباين نظمها السياسية إلا ان  بنيتها الادارية ورؤيتها السياسية ارتكزت على الطائفية السياسية  الامر الذي وسمها رغم علمانية نهجها السياسي  في حقب تاريخية عديدة بالدولة الطائفية.

 

بهدف تأكيد السمة الطائفية للدولة العراقية نعمد الى تحديدها عبر مراحل تطورها وطبيعة قاعدتها الاجتماعية عبر المفاصل التاليةــ

اولا ـ نشوء الدولة العراقية .

ــ نشأت الدولة العراقية بمساعدة المحتل البريطاني الذي اعتمد في بناء مؤسساتها السيادية وأجهزتها الادارية على سيادة المذهب السني الذي اصبح عرفاً فاعلا في الحياة السياسية للدولة العراقية الجديدة

ــ  تجلت السمات الطائفية في بناء الدولة العراقية في الممارسة السياسية  لأسباب عديدة منها (1) قيادة الكوادر السنية البيروقراطية المنحدرة من الامبراطورية العثمانية لإدارة الأجهزة الادارية والأمنية . (2) بناء المفاصل الأساسية  للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية بكوادر سنية ,(3) استبعاد الطائفة الشيعية من الاجهزة الأمنية والإدارية للدولة العراقية.

 

 ـ الفترة الملكية

تواصلت هيمنة الطائفة السنية على المؤسسات الادارية ــ العسكرية في المرحلة  الملكية فضلا عن تبوؤها هرم السلطة السياسية متمثلة بالملك العربي الوافد من منطقة (نجد) لغرض حكم البلاد وذلك بهدف إحداث توازنات بين مطالبة الشريف حسين بحكم البلاد العربية وتعارض ذلك مع الهيمنة البريطانية.

ــ لقد استمرت الكوادر القيادية من الطائفة السنية بحكم البلاد ناهيك عن عزل واستبعاد الطائفة الشيعية من مراكز البلاد الاساسية رغم (علمانية) النظام العراقي  طيلة حقبته الملكية.

 

ـ ثورة تموز والتوازن الطائفي 

عند اقامة الجمهورية الاولى في العراق بعد ثورة 14 تموز دأبت القيادة لعسكرية الجديدة على تأكيد الشراكة الوطنية بين الطوائف الدينية والقومية في محاولة منها لكسر السيادة الطائفية السنة وبهذا السياق شهد نظام الحكم الجديد محاولات جدية لإحداث توازن طائفي بين الشيعية والسنية في إدارة منظومة البلاد السياسية وبسبب ذلك تعرضت الجمهورية الوليدة الى محاولات لتبديل نهجها الوطني  المناهض للطائفية السياسية ولاعتبارات كثيرة لم يستطع الحكم الجديد تحقيق التوازن الطائفي حيث شهدت البلاد كثيرة من الازمات السياسية بعد اصطفاف الاحزاب السياسية مع نهج الحكم الجديد او السياسات المعارض لها.

 

ـ  الجمهورية الثانية والهيمنة الطائفية

ــ تميزت الجمهورية الثانية بعد الاطاحة بحكم عبد الكريم قاسم بسيادة حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى القومية الاخرى الذي توجت حكمها الدموي بتصفية الخصوم السياسيين وعودة الطواقم القيادية الطائفية الى مواقعها العسكرية والإدارية بعد اقصاء البعض منها في الجمهورية الاول حيث شهدت البلاد موجة من التصفيات السياسية لكل الاحزاب والقوى التي ساندت الجمهورية الاولى وإجراءاتها السياسية ــ الاقتصادية.

ــ ان التغيرات التي اعقبت الاطاحة بحكم البعث بقيادة العقيد عبد السلام عارف لم تخرج عن اطاراتها الطائفية بل اخذت طابعا علنيا مناهضا للتيارات اليسارية والديمقراطية المعارضة والقوى الدينية المتمثلة بالطائفة الشيعية فضلا عن اطارها الوطني الضيق بعد اقتتالها مع الثورة الكردية. (1)

 

ــ حكم البعث الثاني

ــ عاد حزب البعث الى السلطة السياسية بعد انقلاب 1968 متبعا ذات النهج المناهض للقوى الديمقراطية والطوائف الدينية ناهيك عن صراعه مع الحركة القومية الكردية، واستمر هذا النهج للحكم طيلة قيادته السلطة السياسية في العراق رغم نشوء التحالف الوطني الهادف الى بناء الدولة العراقية على اساس الشرعية  الوطنية ـ الديمقراطية.

ــ لقد واجه حزب البعث تغيرات اقليمية كثيرة اهمها الثورة الاسلامية الايرانية الى دفعت النظام الاستبدادي في العراق الى الكشف عن طائفيته السياسية حيث اشعل حربا مدمرة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية استمرت سنوات طويلة مترافقة مع انتهاكات سافرة ضد القوى الديمقراطية العلمانية والطائفة الشيعية التي اعتبرها النظام البعثي موالية للجمهورية الاسلامية الايرانية رغم ان القاعدة الاجتماعية التي قاتلت الجمهورية الاسلامية هي القاعدة الشيعية بحكم تواجدها في المؤسسة العسكرية فضلا عن اكثريتها في التشكيلة الاجتماعية العراقية.

ــ ادت الهزيمة العسكرية الكبرى للنظام الاستبدادي في حرب الخليج الثانية الى عودة الكثير من افراد المؤسسة العسكرية الى مدنهم وقراهم مشبعين بالغضب ضد نهوج  السلطة السياسية وما نجم عنها من انتفاضة شعبية في مدن العراق الجنوبية والكردستانية وما نتج عنها من خسائر مادية وبشرية كبرى في صفوف الشعب العراق. (2)

ــ ان الخسائر البشرية الكبرى الذي احدثها النظام الاستبدادي بإخماده للانتفاضة  الشعبية المناهضة له تكللت بانفصال المدن الكردستانية عن السيادة العراقية فضلا عن الحصار الدولي وتقييد حركة طيرانه العسكرية.

ــ ادت حرب الخليج الثانية الى احتلال العراق من قبل القوات الامريكية بعد سيطرتها على الاراضي العراقية وإسقاطها للنظام الديكتاتوري الذي قابلته القوى الديمقراطية/ الوطنية بروح مباركة لإنهاء الديكتاتورية ومناهضة للاحتلال الامريكي.

 

البنية السياسية والطائفية في الجهورية العراقية الثالثة.

تعيش الدولة العراقية منذ اسقاط الديكتاتورية وإعادة بناء نظامها السياسي  ازدواجية سياسية بين بنائها الدستوري المرتكز على اسس علمية واقعية وبين الممارسة السياسية للقوى الطائفية المتنفذة في الحياة السياسية. فعلى الرغم من ديمقراطية وعلمانية الدستور العراقي النافذ منذ 2005 إلا ان واقع الحياة السياسية يشير الى مذهبية القوى السياسية الفاعلة في الحياة السياسية العراقية. 

لتأكيد الموضوعة المشار اليها نتوقف عند السمات الاساسية لتشكيلة العراق السياسية في الظروف التاريخية الملموسة التي اجدها في ــ

أولاً ــ افضت العملية السياسية المرتكزة على الشرعية الانتخابية الى اقتسام سلطات البلاد الثلاث بين الاحزاب الطائفية المتنفذة, (2) وبهذا السياق يمكن تحديد الاحزاب السياسية الطائفية والإثنية المتسيدة في الحياة السياسية في المجاميع التالية (3) ــــ

  احزاب الطائفة الشيعية متمثلة بـ

ـ حزب الدعوة الإسلامية,ـ وجيش المهدي الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدرـ المجلس الاسلامي الاعلى فضلا عن مجاميع وقوى اسلامية اخرى.

  2 ــ احزاب الطائفة السنية وتشمل

حزب الامة العراقية،  منظمة العمل الإسلامي حركة الوفاق الوطني العراقي.

3 ـ الاحزاب القومية الكردستانية يتقدمها ـ

ـ الحزب الديمقراطي الكردستاني ــ الاتحاد الوطني الكردستاني ــ احزاب قومية صغيرة تعبر عن طموحاتها القومية مثل الحركة الديمقراطية الآشورية ,الجبهة التركمانية العراقية.

 

4 ــ الاحزاب  السياسية العلمانية الديمقراطية أهمها ــ

 الحزب الشيوعي العراقي. القوى اليسارية الديمقراطية .الحركات الديمقراطية.

ثانيا ًــ سمات الاحزاب السياسية الطائفية/ القومية

 تتميز التشكيلة العراقية وأحزابها الطائفية المتسيدة بالمواصفات التالية ــ

 أ ــ غياب الوطنية الديمقراطية في برامج معظم القوى الطائفية/ القومية المتنفذة في الحياة السياسية.

 ب ــ وجود ميليشيات عسكرية ساندة للأحزاب الطائفية السياسية في التشكيلة الاجتماعية للدولة العراقية

 ج ـ هيمنة الهموم الطائفية في برامج الاحزاب الطائفية وغياب الاستراتيجية الوطنية الشاملة لتطور الدولة العراقية ونظامها السياسي.

د ــ أفضت المواصفات المشار اليها الى غياب الشرعية الديمقراطية للحكم وسيادة الشرعية الانتخابية في ادارة البلاد السياسية.

 هـ ـ تفضي السمات المشار اليها الى نزاعات بين المجاميع الحزبية/ الطائفية وتهدد البلاد بحروب اهلية تفضي الى تفكيك الدولة العراقية ونظامها السياسي.

ان اللوحة السياسية العامة التي تميز البناء السياسي للجمهورية الثالثة تساهم بشكل مباشر في تحول تناقضاتها الاجتماعية الى تناقضات طائفية الامر الذي يساهم في عزلة المواطن العراقي عن المساهمة في ادارة الحياة السياسية وفقا لمصالح بلاده الوطنية.

استنادا الى العرض المكثف الابد لنا من ايراد خلاصة لأهم الاستنتاجات الفكرية ــ

اولا ـ تتميز الدولة العراقية ونظامها السياسي ومنذ نشوئها بسيادة الطائفية السياسية رغم اخفاءها في بعض المراحل التاريخية تحت اردية علمانية.

ثانيا ـ تعيش الدولة العراقية في الظروف المعاصرة ازدواجية في نظامها السياسي بين علمانية دستورها الناظم لبنائها السياسي والمعبر عن مصالح تشكيلتها  الوطنية وبين الممارسة الفعلية لأحزاب الطوائف  السياسية.

ثالثا ـ تعمل الاحزاب الطائفية على تمييع البرامج الوطنية الديمقراطية التي تدعوا لها الاحزاب والتجمعات الطبقية العلمانية وتسعى الى ترسيخ الطائفية السياسية  في منظومة البلاد الوطنية.

رابعا ـ تتزايد الخشية من اندلاع حروب اهلية تتغذى من الفقر والتهميش التي تخلفها السياسيات الطائفية العاجزة عن حكم العراق بطريقة وطنية ـ ديمقراطية.

 

الهوامش

1 ـــ تداول الشارع السياسي العراقي مقولة اعتمدها الحكم الجديد مفادها ان الحكم جاد في القضاء على الثلاثي المكون من الشيعية والشيوعيون والشراكوه أي ابناء الطائفة الشيعية الساكنين في المدن العراقية ومنها بغداد.

2 ـ بدأت الانتفاضة بجنوب العراق في 1991 في اذار بعد عودة العساكر من الجبهة القتالية حيث رمي احد الجنود تمثال صدام حسين بعدها انتشرت لانتفاضة  في كافة مدن العراق ورغم عدم نجاحها إلا انها ادت الى فصل المدن الكردية عن السيادة العراقية وإقامة حكم جديد فيها غير خاضع للدولة العراقية.

3 ـ الحركات والأحزاب الطائفية/ القومية العاملة في الساحة السياسية العراقية ـ

المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, الحزب الإسلامي العراقي, حزب التحرير الإسلامي- ولاية العراق. هيئة علماء المسلمين, حزب الله الاتحاد الإسلامي الكردستاني، حزب الفضيلة, الحزب الليبرالي الايزدي, تجمع الوحدة الوطنية العراقي, مؤتمر صحوة العراق, ,. , الحزب الوطني الآشوري, حزب النشور,  رابطة علماء ومثقفي العراق, حركة التغيير الوطني العراقي. حركة ارادة (حزب سياسي). حركة عطاء.

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.