اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

قراءة في تقرير الخارجية الامريكية لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية 2019// د. حسين الديك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. حسين الديك

 

عرض صفحة الكاتب

قراءة في تقرير الخارجية الامريكية لحقوق الانسان

في الاراضي الفلسطينية 2019

د. حسين الديك

ستانفورد – كاليفورنيا

 

لقد كان التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الامريكية حول حالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية في العام 2019 صادما ومنافيا لكل القوانين والأعراف الدولية، وبعكس ما كانت عليه كافة التقارير السابقة، وذلك بتسمية الأمور بمسميات جديدة وانعكاس تلك المسميات على موقف الولايات المتحدة الامريكية من الصراع العربي الإسرائيلي، وكان هذا التقرير بمثابة تجازوا لكل الخطوط الحمراء في السياسة الخارجية الامريكية اتجاه القضية الفلسطينية، الى درجة ان من يقرأ هذا التقرير قد لا يميز الجهة الصادر عنها، هل هي جهة إسرائيلية ام أمريكية، لأنه يتبنى الرواية الإسرائيلية بكل تفاصيله وابجدياته.

 

فقد اسقط هذا التقرير وللمرة الأولى مصطلح الأراضي الفلسطينية المحتلة واستبدله بمصطلح الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية ومصطلح الضفة وقطاع غزة، اضف الى ذلك فقد ذكر التقرير كلمة احتلال 6 مرات فقط، بينما التقرير في العام الماضي 2018 ذكر كلمة احتلال 43 مرة، وجاء هذا التقرير بكل ما حملة من قضايا وتفاصيل مخالف للقرار 242 والقرار 338 والقرار 2334، فيما يتعلق بالأراضي الفلسطينية  المحتلة.

 

وقد كان السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان قد دعا في وقت سابق الخارجية الامريكية الى عدم استخدام مصطلح الاحتلال والأراضي الفلسطينية المحتلة، وما جاء في تقرير حالة حقوق الانسان يعبر عن التزام الخارجية الامريكية بمطالب السفير فريدمان، وهذا يعتبر جزء من منهج متكامل تتبعه إدارة الرئيس ترامب في التعامل مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ويوضح بشكل لا مجال فيه لأي غموض الانحياز الكبير لهذه الإدارة للموقف الإسرائيلي.

 

وتعتبر سلسلة الإجراءات التي اتخذتها هذه الإدارة الامريكية القائمة على التحالف ما بين اليمن المسيحي والمحافظين الجدد هي المطلب الأساسي للحكومة الإسرائيلية ولليمين في إسرائيل، اذ ان نقل السفارة من تل ابين للقدس ووقف التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف المساعدات للفلسطينين التي تقدمها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، كلها تصب في نفس الهدف الذي يطمح لتحقيقه اليمين في إسرائيل وهو القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية.

 

 ومع ذلك فقد اكدت الخارجية الامريكية على ان موقفها من الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية لم يتغير، وان ما جاء في هذا التقرير من مصطلحات هو فقط للتوضيح من الناحية الجغرافية فقط، الا ان المتابع للموقف الأمريكي منذ وصول الرئيس ترمب للبيت الأبيض يفهم جيدا ان هذا الموقف هو جزء من نهج رسمي للإدارة الامريكية الحالية، والتي تساند الموقف الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.