مقالات وآراء

عواقب أنصاف الثورات// هايل المذابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هايل المذابي

 

 

عواقب أنصاف الثورات

هايل المذابي

اليمن

 

إن اعظم مخاطر قد تتعرض لها أي ثورة هي تبعات ما يمكن أن يحدث للوطن أو أبناؤه أثناءها مهما بدا ذلك من الجحيم، ولكن الخطر يكمن فيما يمكن أن يحدث لاحقاً.

 

إن النصف من أي شيء هو ما يقتل اكثر مما قد يفعل الكلي من ذلك الشيء، فنصف البرد ونصف الجوع ونصف الحياة وأنصاف الحلول لا تعني سوى المهلكة، في حين أن الكلي من كل شيء هو فقط ما يحفز الإنسان للمواجهة دائماً حتى ولو انتهى ذلك بحتفه لكنه النصف فقط هو ما يجعله متقاعسا عن أداء مهمته ومواجهة مصيره وتغيير حاله أو والعجز عن ذلك.

 

إن مخرجات الربيع العربي ومخرجاتها كافية لتوضيح الفكرة، فبقايا الأنظمة التي أعلنت الثورة لإسقاطها هي السبب في كل ما يحدث الآن في الدول التي اتخذت قرار التغيير، ففي ليبيا واليمن أعظم ما يمكن أن يجسد الوصف والحال.

 

حين سقط رمز النظام في اليمن كان لا بد من التغيير الكامل واستئصال النظام وكل رموزه من جذوره، لإن تبعات ما حدث لاحقاً ويعيشه اليمن الآن هو النتيجة التي يمكن ان يحدث ما هو أسوأ منها.

 

لقد نجا رمز النظام السابق من موت محتم وكان ذلك ذريعة مناسبة جدا لينجو من المحاكمة على كل ما ارتكبه، بل وتم منحه حصانة دبلوماسية وبدلا من نفيه وسجنه هو ورموز نظامه تم دمج معظمهم في العملية السياسية.

 لقد قام رمز النظام السابق بدور المرشد فيما فعله ولكن في جلباب ديمقراطي، لكن انتقامه كان حيوانيا وأكثر إجراما مما قد يمكن ان يذكره التاريخ من بشاعة احداث أو مجازر ارتكبت في حق جماعة أو شعب بأكمله.

 

من ذلك أنه أنشأ مؤسسة إعلامية متكاملة أحدها صحيفة والأخرى قناة فضائية، لكنها مثلت منابر لإفراز سموم سوداء وكما يتضح من تسميتها التي لا تعني بالانجليزية لمن يفهم الرمزية جيدا في الاسماء سوى اليمن إلى الموت أو إلى الجحيم "yemen to day” ولعل توافق صوتية كلمة موت يتوافق تماما مع كلمة يوم. وهو ما جسدته هذه المؤسسة التي لم تكن ممارستها سوى ممارسة إجرامية إنتقامية بشعة جداً.

 

وللحديث بقية..