اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

من يريد تحقيق التنمية المستدامة فليروج لها!// هايل المذابي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

هايل المذابي

 

 

من يريد تحقيق التنمية المستدامة فليروج لها!

هايل المذابي

اليمن

 

ثمة خطأ شنيع يعيشه من يفهمون أن الإنتصار للمرأة هو تحيز او تطرف او نبذ لفكر الرجل وكفرا بقدراته وإمكانياته لإن الطبيعة البشرية تفترض إجمالا وبالضرورة وجود رجال سيئين وبالمثل تفترض أيضا بالضرورة وجود نساء سيئات لكن بالمقارنة فإن الوجود السيء للمرأة سيكون نتاجاً طبيعياً للطبيعة المتخلفة للمجتمعات النامية أو حتى الأعلى إلى حد ما في نموها كما هي في الأقل نمواً.

 

ولذلك ينبغي فهم حقيقة جوهرية في هذا الانتصار للمرأة والترحيب بعودتها إلى سياق الحكم ومجالات الدولة والتشريع ومراكز اتخاذ القرار حيث لا ينبغي بأي حال من الأحوال فصله عن سياق التنمية المستدامة التي تسعى أهم المؤسسات العالمية حالياً بعمل دؤوب إلى تحقيق أهدافها بعيدا عن أي تمييز.

 

إن أي تصور لفهم الانتصار للمرأة بعيدا عن هذه السياقات لا يمكن اعتباره سوى تمييز يساوي التمييز السلبي الذي تعانيه دائما في معظم المجتمعات حتى لو بدا إيجابيا لدى البعض بما فيهم المرأة والتمكين الكامل يفترض وجود أو بروز نزعة لدى المرأة نحو الانتقام من الرجل وسياساته القديمة التي جاهدت دائما لتعزلها عن سياقات الحياة ومجالاتها بمعنى أن التمكين للمرأة لا يجب أن يتم خارج سياقات التنمية المستدامة بأي حال من الاحوال لإن اهداف التنمية المستدامة تضمن المساواة الكاملة للمراة مع الرجل في الحقوق والواجبات بمعيار أساسي وهو القدرات الفكرية والإمكانيات العلمية والمعرفية والخبرات بشتى أنواعها سعيا في سبيل تحقيق هدف رئيسي لا يختلف تمكين الرجل بالضرورة عن تحقيقه وهو غايات التنمية المستدامة.

 

لكن هذا التمكين للرجل والمرأة في آن بغاية تقوم على مبدأ المساواة -والحديث هنا يخص البنية العليا للمرأة والرجل وليس كما قد يفهم من لا يجيدون دائماً كلما ذكر لهم مبدأ المساواة حين يذهب تفكيرهم إلى البنى التحتية فيصعب عليهم تقبل الأمر مع الاستحالة التامة- لا يمكن ان يحدث في ظل افتقار معظم المجتمعات إلى أرضية ثقافية واعية وثقافة تتجاوز مفاهيم الحلال والحرام أي ثقافة راقية تحترم تفاصيل المراة لكنها لا تتجاوز القوانين والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع لإنه بدون وجود هذه الأرضية الواعية لا يمكن أن يكون هناك مساواة وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك تنمية مستدامة أي أن السعي نحو تحقيقها في هذه الحالة سيكون من قبيل الثرثرة والاعتساف والتكليف الذي ينتهي بخسائر كبيرة مادية تشبه القول الشائع "جعجعة ولا طحين”.

 

هذه الطبيعة المتزمتة للمجتمع والأرضية الثقافية والوعي الذي يتخذ شكل الحديد في الصلابة هي ما يمنع أي فرد من قبول وجود المرأة اصلا في المجتمع ولذلك لا بد من وعي وثقافة تتصف بالمرونة وتتخذ شكل الماء ليونة وانسيابية وقابلية للتشكل في كل الظروف وبالمثل أيضا فيما يخص المرأة فهذا الفهم وهذه الأرضية الثقافية والوعي هو ما يجب ان تمتلكه لإن خلق مثل هكذا وعي لدى الرجل فقط بمعزل عن تنميته لدى المرأة في ذات الوقت سيجعل أحد الطرفين في حالة سائبة تشبه حالة مجنون تم منحه سلاح أو شخص لديه نوايا سيئة كتابا للسحر. حينها لن يسلم الواعي من تحرشات المتخلف مثلما قد نجد دائما من شكاوي لكثير من النساء في قطاعات العمل وغيرها وهن ممن يمكن اعتبارهن من أهل الوعي والثقافة من زملائهن وحتى في الشوارع فتبدو دائما وسط هذه الجموع التقليدية المتصلبة الفكر بثقافتها الواعية البعيدة عن أي تفكير فيما يفكرون به دائما وكأنها اختراع جديد عبقري لا بد من التطلع إليه وتأمله وغالبا التغزل به واحيانا ممن لهم جراة عظيمة الاقتراب منها والتحرش بهن.

 

ولعل الاهتمام المفترض الذي اننا نعيشه اليوم في عصر المعرفة من حيث السعي نحو تحقيق اهداف المستدامة لا يجب بالضرورة أن يكون بمعزل عن السعي بالتزامن من اجل تحقيق تلك الاهداف عن توفير تلك الأرضية الثقافية الواعية والمثقفة وبدلا من التفرغ الذي نجده في وسائل الإعلام اليومي بكل أشكالها نحو التفاهات وتأجيج الصراعات والقضايا التي لا تزيد الوعي البشري إلا دموية وشراسة التفرغ لمثل هكذا غايات من حيث إنتاج برامج مناسبة تهدف إلى تحقيق غايات التنمية المستدامة وخلق الوعي المجتمعي وليس بالضرورة ان تتخذ هذه الاشكال التوعوية الإعلامية الشكل التقليدي بالعكس يمكن تحقيق هذا الوعي ونشر هذه التوعية بدون ان تضطر هذه الوسائل إلى أن تخسر جمهورها أو شعبيتها لو افترضنا ان مشروع التوعية سيفترض اتباع الطرق والأساليب التقليدية كلا فهنا لا بد ان يفهم المؤلفون لكل الأنواع من اشكال المنتجات الفنية والإعلامية والمعدين هذه الغايات من خلال برامج تقوم بها مؤسسات متخصصة ولهم الحرية في الالتحاق بها او متابعتها على شبكة الإنترنت او على القنوات المتخصصة فعصر المعرفة كما يفترض ان رأسمال الذي يعتمد عليه هذا العصر هو الرأسمال البشري فإنه يفترض بالضرورة تبعا لما توفره وسائله وادواته الاقتصاد المعرفي أي تحقيق الوعي بأقل نسبة ممكنة من التكاليف مثلما هو الحال في المنتوج الابتكاري الذي هدفه دائما خلق ما يناسب اسحتياجات الناس بأعلى قدر من الامتيازات وبأقل نسبة من التكلفة فالاقتصاد المعرفي يفترض حتى ان يمارس الناس اعمالهم عبر السحابات الرقمية بفكرة غايتها توفير المال الذي تستنزفه المكاتب والشركات والمواقع وتسخيرها في خدمة المبدعين والعاملين في الشركات وتطوير العمل وحتى في حالات الاجتماعات فذلك كما تفرض السحابات الرقمية من خلال ما توفره وسائلها يمكن ان يتم من خلال التواصل المباشر عبر الأجهزة الإلكترونية كمبيوترات او هواتف او غيرها من أنواع الأجهزة وإلا فما جدوى ان تمتد هذه كابلات الانترنت البحرية عبر ملايين الكيلومترات لتوفير الانترنت أو الأقمار الصناعية المتطورة التي يتم العمل على ان تحل بديلا لتلك الكابلات. كل ذلك له غاية هي خدمة عصر المعرفة وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.  عدا هذا أنه يسهم في تخفيف أزمة السكن وزحمة الطرقات التي تسببها هذه الشركات ببناياتها أي أنه في أقل الحالات تبعا لما تفرضه الضرورة التي تفرضها انواع الخدمات التي تقدمها الشركات الاكتفاء بمكتب واحد فقط يمكن زيارته في الضرورات من قبل العملاء.

 

ومفاد القول الذي يمكن ان نخلص به من هذا الحديث هو أن مشروع التنمية المستدامة والسعي نحو تحقيق أهدافه بغاية إنقاذ البشرية مما يمكن أن يتسبب في إنقراض البشرية لاحقا هو مشروع عظيم جدا ولا بد أن ينحني العالم بكل مؤسساته وأفراده اجلالا لكل المؤسسات العالمية على تعدد أحجامها وكل الأفراد العاملين مستقلين ومنتمين في سبيل تحقيق هذه الغايات لكن يجب التنبه إلى أن هذه الجهود إن استمرت من دون فرض الوعي على المؤسسات الإعلامية في كل أنحاء العالم بضرورة خلق الوعي الجمعي بكل ما تفرضه أهداف التنمية المستدامة من تفاصيل والتوجه نحو الاشتغال عليه فلن يكون هناك أي ثمرة ترجى بعيدا عن هذا السياق وهذا المناخ حتى ولو اضطرت هذه المؤسسات العالمية إلى خلق ذلك الوعي من خلال اتفاقيات مع كل رئيس دولة في العالم تلتزم بتفاصيلها المؤسسات الإعلامية بكل انواعها في دولته وعدم الخروج هذا السياق كما لا يختلف هذا عن بقية النتاجات الابداعية والفنية وغيرها من خلال وعي الكتاب والمؤلفون والمخرجون والمنتجون وشركات الإنتاج بهذه الاولوية التي لا ينبغي الخروج عن سياقاتها في المرحلة الحالية على الأقل كما ومن المهم تخصيص جوائز مهمة من قبل المؤسسات بكل انواعها مستحدثة أو سابقة في سبيل التشجيع للتوجه نحو هذا الوعي والسعي لخلقه لدى كل فئات المجتمع وطبقات بما تفرضه سياقات التنمية المستدامة واهدافها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.